بغداد

السيمر / الاثنين 04 . 04 . 2016

عمار الحر

بغداد.. يا ترف الكلمات
يُلحّنها نسيم دجلة
وتغنّيها أمواج الفرات
يا أم الاعياد
يا رحِماً للحب وللأفراح
من حوّل مواليدك آهات؟
***
يا كوكب الأبداع مداره
طيب معشرك وأرواحاً تحوم
في قلب المنارات
عيونك قرص الشمس ضياءً
من أغرق وجهك في الظلمات؟
***
بغداد يا بغداد
يا حلماً في ذاكرة العشق
ستبقى في حورعيونك
تغفوا الامنيات
وتبقى روحك ليالي شهرزاد
وستبقى ضفائرك قوس قزح
يسافر فيها السندباد
قرأناكِ يا بغداد
قصص المارد والجينّيات
من بدّل ثوب العُرس
بثياب الأموات؟
***
بغداد.. والحيتان والدجل
وبقايا من البعث
من بعد سيّدهم ما أراحهم
صخل
فصاروا للأعراب الحذاء
والذيل
***
بغداد.. والأرهاب يقصلُكي
والجهل حماراً ينعق في الطرقات
وآل الجحش .. خراف الصمت
صاروا في وجهك أسود
الأصوات
***
بغداد.. يابغداد
كم كنت للأعراب مدرسة
تعلّموا فيها للعزّة أولى
الكلمات
وكم كنت للأجلاف منشدةٌ
في الكرامة أحلى القصيدات
فهجوك كأم عامرٍ غدراً
نعم المجازاة
بغداد.. وجه العُربِ بعد الغسل
مِدخنة
ووجهك بعد الحرق
مرآة
***
بغداد يا بغداد
يُضنيني اليك الشوق حنيناً
وتبكي دماً عيون الذكريات
سيشرق فيك الصبح نبيّا
يبشّر برحيل كوابيس السنوات
لن يبقى فيك مكاناً
لهؤلاء النكرات
فأين المغول وأين الطغاة
وأين ابن صبحة والرفاق
وكل أبناء العاهرات؟
***
يابيض الحمامات.. يا أجمل الرقصات
يا مطراً يكحّل عيون النخلات
يا أم الجوادين
ستبقى بسماءك علوية تزهوا
الرايات
ومهما طال ليل الظلم
فالأجمل فيك هو الأت
فصبراً يا أحلى
النغمات

اترك تعليقاً