السيمر / فيينا / الاثنين 30 . 11 . 2020
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
*أعطني شرفك … و أعطيك ساعة تعرف بها وقت إغتصابك ؟*
سئل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن رده في إتهام الغرب له بأنه ديكتاتور و مهووس بالتسلح ..
كانت إجابته بأن حكى قصة من التراث الروسي … قال:
كانت هناك عائلة تملك مزرعة واسعة، فيها خيول و أبقار و أغنام و تنتج حقولها و بساتينها غلات و خيرات ..
وكان في كل أسبوع يذهب رب العائلة مع أولاده الكبار إلى السوق لبيع محاصيل المزرعة و جلب المال .. و كانوا يتركون شابا يافعا يحرس المزرعة و البيت الذي تبقى فيه النساء، و كان الشاب مدربا بإحتراف على إستخدام السلاح …
وفي أحد الأيام بينما هو يجوب أرض المزرعة و يحمي حدودها جاءه نفر من رجال ليكلموه فأوقفهم بسلاحه على مسافة منه، فلاطفوه بكلام معسول و قالوا له بأنهم مسالمين و لايريدون سوى الخير له، و لم يكن أولئك الرجال إلا عصابة متمرسة في النهب و السرقة و السطو …
أروه ساعة يد فاخرة و جميلة، و أغروه وهم يزينون له سلعتهم …
أعجب الفتى بتلك الساعة و أبدى رغبته في إمتلاكها، فحين وثقت العصابة من تعلقه بالساعة و هو يسألهم عن ثمنها، قالوا له بأنهم يعرضون عليه مبادلتها ببندقيته ..
فكر الفتى قليلا وكاد يقبل … لكنه تراجع ليقول لهم :
انتظروني إلى يوم آخر ..
انصرفت العصابة بعد أن فشلت في خداع الفتى …
في المساء حين عاد أبوه و إخوته حكى لهم القصة، و راح يذكر لأبيه فخامة الساعة و جمالها … فقال له أبوه :
طيب … أعطهم سلاحك و خذ الساعة … وحين يهاجمونك و يسرقون قطعان ماشيتك و ينهبون مزرعتك، و يغتصبون أمك وأخواتك، انظر في ساعتك الجميلة و قل لهم وأنت تتباهى …آه إنها تشير إلى كذا و كذا من الوقت …
فهم الولد، و تمسك بسلاحه بقوة و أدرك أن الغباء والاندفاع وراء العواطف يعني الضياع و الموت المحقق على يدي أعدائه .
هذه بالفعل قصة جميلة، مصالح الدول الاستعمارية تارة تدعم حقوق الإنسان بدول معينة لديها معها مشاكل تحاول ابتزاز تلك الدول في اسم انتهاكات حقوق الانسان، ونفس هذه الدول تصمت وتدعم أنظمة دكتاتورية جائرة تحكم بعقلية البداوة وبعقليات العهد الحجري، الدول الاستعمارية تدعم بعض السذج لاستخدامهم في تدمير شعوبهم وعندما تتمكن تلك الدول العظمى من إسقاط أنظمة معينة أول عمل تقوم به تعتبر قواتها قوات احتلال وتقوم بتقريب الأشرار لتسلطهم على رقاب الاحرار.
25.11.2020