السيمر / فيينا / السبت 19 . 12 . 2020
أياد السماوي
بداية أتوّجه بالتحيّة والإجلال للمجاهد البطل كريم بدر الحمداني ومن معه من العراقيين الشرفاء الذين اجتهدوا وتفانوا في شرح وتوضيح أهمية بناء مشروع ميناء الفاو الكبير بالنسبة للعراق بلدا وشعبا وأجيال قادمة , وعلاقة هذا الميناء بطريق الحرير .. فبعد أن أسقط شرفاء هذا البلد مؤامرة إعطاء موافقة الربط السككي الذي طالبت به الكويت لربط ميناء مبارك الكبير الذي أنشأته خصيصّا للقضاء على حلم العراقيين في بناء ميناء الفاو الذي يمّثل مستقبل العراق وشعبه ومستقبل أجياله القادمة من خلال ربط الميناء الكويتي سككيّا بتركيا عبر الأراضي العراقية .. ها هي المؤامرة تعود من جديد وبأسلوب شيطاني جديد , وهذه المرّة من خلال الحكومة العراقية وأدواتها الفاسدة .. فبعد أن رضخت هذه الحكومة تحت ضغط الشارع العراقي بعدم إعطاء أي موافقة للربط السككي لأي من دول الجوار , عمدت حكومة الفساد إلى خطّة شيطانية من خلال إرساء عقد بناء الميناء على شركة دايو الكورية التي تلكأت في بناء كاسر الأمواج .. الجهات التي تدفع باتجاه إرساء عقد بناء الميناء إلى شركة دايو الكورية ( المملوكة من قبل أمريكا ) , تعلم علم اليقين أن شركة دايو ستفشل في بناء الميناء , وتعلم أنّ الحكومة العراقية لا تملك الأموال لبناء الميناء , وتعلم أنّ شركة دايو لا تقارن أبدا بالشركات الصينية الثلاث المنافسة التي تحتّل المراتب الثلاث الأولى عالميا في هذا المجال , ناهيك عن الفارق الكبير بالنسبة للإمكانات المادية والفنيّة والتقنية .. وهذا مما يضع ألف علامة استفهام على إصرار وزير النقل ومدير عام شركة الموانئ العراقية بإرساء العقد على الشركة الكورية ..
إنّ إصرار الحكومة العراقية باستبعاد الشركات الصينية العملاقة من خلال دفع وزير النقل ومدير عام شركة الموانئ للتعاقد مع شركة دايو الكورية , يعيد إلى الواجه الدور القبيح للحكومة في تجديد عقود شركات الهاتف النشّال , عندما أوعزت لرئيس الجهاز التنفيذي لهيئة الإعلام والاتصالات بالتعاقد مع هذه الشركات الفاسدة والفاشلة .. فالسيناريو في الحالتين واحد ولا يختلف قيد أنملة .. وإذا كانت شركة دايو الكورية قد قدّمت لوزارة النقل العراقية عرضا أفضل من العرض الذي قدّمته الشركات الصينية العملاقة الثلاث , وأعلنت عن استعدادها لبناء الميناء من رأسمالها بطريقة التسديد طويل الأجل كما قدّمت الشركات الصينية المنافسة , فلتعلن الوزارة هذه العروض جميعا أمام لجنة فنيّة محايدة تختار العرض الأفضل الذي سيؤدي لبناء هذه المشروع الحيوي الكبير للعراق وشعبه .. ولتعلم الحكومة ومن يقف معها ويساندها من الكتل السياسية الفاسدة التي فقدت الغيرة والشرف على مصلحة البلد والشعب وسارت في طريق الفساد والشيطان , إن مشروع ميناء الفاو هو مستقبل الشعب العراقي ومستقبل أجياله القادمة .. وكما أسقط الشعب مؤامرة شركات الهاتف النشّال , سيسقط مؤامرة شركة دايو الكورية ..
في 19 / 12 / 2020
الجريدة غير معنية وغير مسؤولة عن كل ما تم طرحه من آراء داخل المقال ، ويتحمل كاتب المقال كامل المسؤولية