السيمر / فيينا / السبت 19 . 12 . 2020
اسعد عبدالله عبدعلي
حنين… لم تكمل عامها الخامس عشر حتى زوجها ابيها لابن عمها , مازالت صغيرة ومعها كل احلام العمر, لكن بعد شهرين طلاقها ابن عمها! والسبب اختلاف حول العشاء, فتحول الشجار العائلي على العشاء الى اعلان طلاق, فالزوج لا يعي معنى الزواج والمسؤوليات, والزوجة مجرد فتاة مراهقة لا تملك خبرات الحياة, قد جنى على البنت بطلاقها, فتحولت الى بنت مطلقة وهي بعمر 15 عاما, مع ان القانون لا يجيز اجراء عقد الزواج الرسمي الا بعد اكمال الزوج والزوجة 18 عاما.
ولم يمض شهران الا اسرع ابيها لتزويجها لاحد اولاد العشيرة كي لا يفتضح فلا يتحمل كلمة ان ابنته مطلقة فهي وصمة كالعار! لكن المصيبة لم يعمر الزواج الثاني الا اربعة اشهر حتى تم الطلاق, والسبب ان الزوج يرغب بالزواج من جارته الارملة التي احبها اخيراً, وهكذا اصبحت وسن وهي بعمر 15 مطلقة من رجلين.
ظاهرة اجتماعية مخيفة تنتشر كانتشار النار في الهشيم, مما تسبب بارتفاع عدد المطلقات في العراق الى ارقام كبيرة جدا.
الغريب ان هؤلاء المتزوجون كأنهم بلا مشاعر فبعد زواجهم السريع ثم طلاقهم الاسرع, نتفاجئ بزواج ثاني اسرع! فالبنت مجرد دمية ارادتها بيد ابيها الذي يخشى الناس ان تقول عن ابنته مطلقة, ويخاف العار الذي قد تلحقه به المطلقة, واخوتها بنفس حال ابيهم, حتى امها تتغير معاملتها مع ابنتها كأنها فعلت جناية بطلاقها, عندها يتم البحث عن زواج جديد مهما كان, للخلاص من الارتباك الشديد الذي سقطت به العائلة, نتيجة طلاق بنتهم, مع انهم هم السبب لان زواجها لم يكن بإرادتها بل بإرادتهم هم.
الملاحظ ان الازواج لا يفهموا المسؤولية في تكوين الاسرة, بل يعتبرها نزوة مؤقتة وبعد كم شهر يمل ويطلقها ويكرر نزواته مع بنت اخرى! والسبب الزواج المتسرع الذي لا يبنى على تفاهمات رصينة تؤسس لحياة ثابتة للزوجين, وهذا دور الاهل لحماية بنتهم من ان تتحول لسلعة رخيصة مصيرها الطلاق بعد الاكتفاء منها.
ومن نتائج الطلاق الخطيرة, هو انعكاساته السلبية جدا على الاطفال, حيث سيعيش الطفل ممزق, فاقدا للجو العائلي, مما يتسبب بتهشيم ذاته, وقد ينتج انسانا محملا بكم من العقد النفسية, ولن يكون مثل باقي الاطفال التي تتربى بكنف والديها, والسبب طلاق والديه المتعجل جدا.
يمكن القول ان عدد من الاسباب هي التي تعجل بحصول الطلاقات ومنها:
اولا: العولمة هي احد اكبر الاسباب الدافعة لانتشار الطلاق, حيث تسوق عبر الشاشة النساء (من فنانات واعلاميات) بصور براقة تصبح هي المثال المطلوب, وعندما لا يجد المثال في زوجته يطلقها.
ثانيا: غياب التجذر القيمي للأجيال الجديدة حيث تكبر من دون ترسخ للقيم والاخلاق الفاضلة, فيكون صدور الطلاق حتميا من هكذا نموذج اجتماعي.
ثالثا: تزوج القاصرين وهو سبب كبير لحصول طلاق مبكرا, وهو مخالفة للقانون.
رابعا: التفاخر بتعدد الزواجات والطلاقات! وهو مفهوم سيء لكن اصبح له انتشار بين الشباب.
دعوة للإباء بعدم التعجل في تزويج اولادهم وبناتهم, فالعجلة لا تنتج الا ندم كبير قد يستمر مع العمر.