السيمر / الأحد 17 . 04 . 2016
ملهم الملائكة
فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة. (النساء 24)
تستوقفني هذه الآية كلما مررت على سورة النساء، فأقرأها غالبا على انها دعوة للبغاء، مدعومة بنص سماوي. وهي بالتأكيد لا تتعلق بالزوجة، لأن الرجل دفع الحقين لزوجته (المتقدم والمتأخر) عن كل التمتع الجاري معها حتى يموتان او ينفصلان، لذا يوجب الفقه الجعفري على الرجل ان يدفع لزوجه مهرها المتأخر قبل ان يحصل فراق او طلاق بينهما.
الا يشرّع الكتاب الكريم في هذه الآية صناعة الدعارة التي تسمى في كل العالم المتحضر اليوم صناعة الجنس؟
الا يقرّ كتاب المسلمين أنّ المرأة تملك جسدها ولها أن تبيعه أو تؤجره كما تشاء؟
الا يؤجر الرجل جسده وقوة عضلاته حين يعمل حمّالا؟
ألا يبيع الرجل جسده حين يعرض عضلاته في عروض رفع الاثقال وكمال الاجسام؟
الا يبيع الرجل جسده في عروض القتال الياباني والاسيوي والملاكمة والمصارعة؟
الا يبيع الرجل جسده وقوته الجنسية في مهنة الجيغولو؟
فلماذا لا يحق للمرأة ان تبيع جسدها وهو ملكها بنفس الطريقة إن لم تجد لنفسها عملا تعيش منه؟
واذا كان البعض يتذرع بعلل اخلاقية، فكل الحضارات تقول إن الدعارة هي اقدم مهنة في التاريخ (لأنها مهنة الجسد).
سينبري لي المفسرون ويقولون إن الآية المذكورة تتحدث عن نفقة المرأة الواجبة شرعا، والرد هنا أنّ ابن عباس يقرأ الآية هكذا:
( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ إِلَى أَجَلٍ مُسَمَّى فَآتَوْهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً)
وبهذا ندخل في خلاف التفاسير الذي يندرج تحت عنوان القراءات والنسخ المكررة والناسخ والمنسوخ، ولست اقوى أن اجول في هذا المضمار ولا وقت عندي لذلك، انما هي ملاحظة مبينة على قراءة واضحة لظاهر النص القرآني وليس لباطنه. ( فما استمتعتم به منهن) “ما” هنا يمكن ان تقع على المرّة فتكون بمعنى” كلما” أي في كل مرّة استمتعتم بهن، فعليكم أن تفوهن حقهن ” أجرهن”.
ويمكن تفسيرها ايضا في نوع التمتع، فقد يعني اذا اكتفيتم بالتقبيل والتفخيذ واللمس فادفعوا حقا بقدر هذه الخدمة، اما اذا حصل الفعل الجنسي كاملا” وشُهد كدخول الميل في المكحلة” فعلى الرجل ان يدفع حق ذلك وهو أعلى من الحق الاول، واذا حصل القذف داخل المرأة فالأجر هو الاعلى. وربما هناك ظروف مواقعة تفصيلية يتفق عليها طرفا الفعل الجنسي حسب ميولهما ويحصل الدفع بموجب ذلك.
الرجل بموجب الآية الكريمة ملزم بأن يؤدي للمرأة حق تمتعه بجسدها، هذه خلاصة القول، وهذا يثير اسئلة مطوّلة عن الزنا ( وهو الفعل الجنسي بين الرجل والمرأة خارج ارادة المجتمع” الزواج” دون مقابل) وعن الدعارة والبغاء وهو تجارة الجسد. الأول محرّم في الاسلام وكل الاديان والثاني مباح في الاسلام كما تكشف الآية .