السيمر / الاثنين 02 . 05 . 2016
ياسر الكعبي
ان ارباك الوضع السياسي في العراق لم يكن مفاجئاً ، في ظل قصور أسس العملية السياسية ، ولكن المفاجئ هو ما حصل في اليومين الاخيرين ، الامر الذي لم يهدد العملية السياسية والديمقراطية وحسب ، وانما أنذر بأمكانية شق البيت الشيعي برمته ، من طرف لطالما عرف ببلطجيته ، واعتدائاته على الشركاء ، وتباين مواقفه من فترة الى اخرى ، حسب مصالحه وهواجسه
ما يلحظ من أمور عميقة ، ان خطواته لن يمكن نسيانها بسهولة ، وأسس الى حقد داخل البيت الشيعي ، نظراً لما جرى في هذين اليومين المشئومين ، الكيل بمكيالين تجاه الكتل السياسية ونوابها ، بينما يقوم بأخراج النواب الاكراد ، ويضمن سلامتهم ، نراه يقوم بالاعتداء على النواب الشيعة بالضرب والإذلال ! ، اضافة الى السب والشتم الذي نال الكتل الشيعية فقط ! ، بينما استثنى الكتل السنية والكردية من كل ذلك ، وكأنها غير معنية بذلك
محاسبة الآخرين ، ولعب دور المنقذ ، متناسياً انه جزء كبير من الفساد والضياع الذي نعانيه ، فهو سبب رئيسي من أسباب تسلط حزب الدعوة وتفرده ، وهو حجر الزاوية في الولاية الثانية المشئومة ، وهو طرف في اتفاقية أربيل سيئة الصيت ، اضافة الى المحاكم الشرعية والقتل والتسليب والتهجير والاغتيالات المعروفة عنهم ، وتحكم تحركاته معادلة واحدة مفادها ( لو العب لو اخرب الملعب )
مالم يكن منتظرا ً ، ولم يكن متوقعاً من قبل اغلب البعثيين المتفائلين ، هو هتافات ( ايران برة برة ) ، وسب وشتم قاسم سليماني ، قائد فيلق القدس ، وعدم المساس برأس الفتنة ، كأمريكا او تركيا او السعودية او قطر ، وهو ما يجعل الجمهور الشيعي في خشية من دوافع هذه المظاهرات ، واسبابها ونتائجها ، وهل هي فعلا ً وطنية موجهة ضد الفساد والسراق ؟ ، كون شعاراتها ليس لها صلة بما تقدم ، وكأنها ترمي الى ماهو ابعد من الحكومة العراقية !
شق الصف الشيعي ، واستعداء كل الأطراف الشيعية ، بعد الاعتداء على العديد من مقرات الأحزاب والتيارات الشيعية ، وتمزيق صور رموزها ، اضافة الى سبهم وشتمهم ، في محاولة جرهم الى صراعات جانبية ، لتفتيت موقفهم الموحد مؤخراً ، تجاه العملية السياسية والحرب على داعش
فشل السبهان بهذه المهمة ، فقام ( صاحبنا ) بواجبه واكرم ضيفه ، لأجل منع الفتنة بين العراق والسعودية ، فما يربطنا بهم كبير جداً ، لدرجة التضحية بوحدتنا ، وأمننا ، وسلامة عمقنا الاستراتيجي ، وأصبحنا مخيرين بين أمرين ، احلاهما مر كالحنظل ، فأما ان نحرق حصان طروادة وهذا يمثل كارثة بالنسبة للبيت الشيعي ، او نترك الطاعون يفعل فعلته ويقتلنا ببطئ ، حتى نصحوا في احد الايام لنجد ان الائمة أصبحوا احد عشر إماماً ، لنتبرأ من غريب طوس لانه سكن ارض الفرس ولم يسكن ارض نجد ! .