أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / تحالفات بائسة ضد الصين

تحالفات بائسة ضد الصين

السيمر / فيينا / الأحد 19 . 09 . 2021  

نعيم الهاشمي الخفاجي 

دول ما بعد الحرب العالمية الثانية الكبرى لم ولن نتقاتل بينها بعد امتلاكها الترسانات النووية المدمرة، بل بات امتلاك السلاح النووي وسيلة لوقف التهديدات الخارجية من بعض الدول الكبرى والتي تستهدف وجود دول معينة ولدينا النموذج الكوري الشمالي، بعد امتلاك كوريا الشمالية السلاح النووي توقفت التدخلات الخارجية في غزو كوريا الشمالية وإسقاط نظامها السياسي.

قبل عدة أيام تم نقل خبر من قبل الإعلام العربي البائس والمتخلف ينقل خبر أن فرنسا غاضبة بسبب أبعادها من تحالف عسكري بين واشنطن وبريطانيا وأستراليا ضد الصين، وأن فرنسا اعتبرت ذلك طعنة لها….الخ من التحليلات البائسة والتي تفتقد الى الواقعية وقريبة من تسفيط الكلمات الزائفة والتي تكشف سذاجة المحللين العرب وذيليتهم الى دولة حلابهم المستر ترامب رضي الله عنه وأرضاه.

تشكيل الحلف الجديد بين أمريكا وبريطانيا وأستراليا تحالف يدخل ضمن الحرب الباردة ما بين الناتو والصين وروسيا وايران، قبل شهر أو أقل استعرضت  القوات المسلحة ولعدة  صنوف لدول الصين وروسيا وايران في مياه المحيط الهندي للقوات البحرية والجوية والصاروخية.

شيء طبيعي امريكا تعمل استعراضات لطمأنة حلفائها  في الحوض المائي، مثل اليابان  وكوريا الجنوبية، واهم وساذج وأحمق من يعتقد أن هذا حلف هجومي لمحاصرة الصين.

 فرنسا ستبقى حليفاً للولايات المتحدة في إطار الناتو، وشريكاً سياسياً واقتصادياً كبيراً ولها دور كبير في دول الخليج التي باتت فاقدة الأهمية الى أمريكا والغرب بسبب التغيرات في انتفاء أهمية بترول الخليج إلى أمريكا والغرب،

يحاول الإعلام البدوي الخليجي المحلوب والتابع الذيلي بالقول إن أمريكا إعادة تأهيل بريطانيا واعتمادها دولة محورية في الصراع الدولي، وكأن بريطانيا لا تربطها علاقات مع امريكا والتي شاركت ومعها فرنسا بكل حروب امريكا الباردة والساخنة في حروب الشرق الأوسط وأفغانستان.

تصوير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في أن هذا الخروج منح بريطانيا  التحرر من قيود بروكسل التي تُقرر فيها السياسة الجماعية ويصوّت عليها، هذا الكلام بائس لم تشن حروب بدون مشاركة أوروبا الغربية وهذا الكلام يشبه ترويج الإعلام البدوي والعربي للقول إن هناك صراع إيراني روسي في سوريا والذي هو بعيد كل البعد عن الواقع ويكشف ضحالة هذا الإعلام الميت والجامد عبر قرن كامل من زمان ولادة ما يسمى في الدول العربية المستقلة.

الإعلام الخليجي نشر خبر أن الهند سوف تعمل على ضعضعة الأوضاع العسكرية مع الصين نيابة عن حلف الناتو وهذا الكلام هراء، الهند ليست مثل دول الأبقار الحلوبة الخليجية التي مولت وتمول  وتنشر الوهابية للقتال نيابة عن الناتو في حرق وتدمير دول وشعوب ترفض الخضوع والعبودية والذل.

نفط  منطقة الشرق الأوسط تشتريه الصين لاغيرها والعقلية الصينية تشتري النفط السعودي والكويتي والاماراتي والإيراني والعراقي، أمريكا توقفت عن شراء نفط العرب والعالم بعد أن أصبحت الدولة الأولى بالعالم المصدرة للبترول والغاز، لم يبقى لدى العرب سوى الصين والهند تشتري بترولهم، رغم أن الصين الان في سباق أسرع من سرعة الريح في الاعتماد على الطاقة المستدامة وحققت اكتفاء تجاوز الخمسون بالمائة وماهي سوى بضع سنوات وتستغني الصين عن شراء النفط العربي.

لا يمكن منع الصين بسبب هذا الحلف من شراء النفط العربي بظل وجود البترول الروسي والايراني، 

بل خروج بريطانيا من أوروبا جعلها في موقف اقتصادي صعب، لا يخفى على أي متابع أن الصراع الأميركي الصيني مستمر وفي  تصعيد بشكل يومي للسيطرة على مناطق النفوذ، بل الصين تعمل على تطوير علاقاتها مع الدول المحسوبة امريكيا  مثل باكستان، وغرب آسيا، والقرن الأفريقي، ومع إيران، باتفاقية تعاون لـ25 عاماً، تشمل قطاعات استراتيجية، بما فيها النفط والتصنيع العسكري.

والأرجح أن التوتر في منطقة بحر الصين  وتقول واشنطن إن الصين التي تسارعت عمليات بنائها للجزر الاصطناعية والتوسع ونشاطاتها العسكرية، واشنطن تهول من الانفتاح الاقتصادي الصيني مع دول نفوذها بالقول ان الصين  تهدد دولاً حليفة لها، مثل الفلبين وماليزيا وبروناي والصراع على الموارد هناك، في محاولة لحلب تلك الدول لكن تلك الدول ليست دول الخليج لأن كل شعوب العالم ليست مثل الشعوب العربية وبالذات الخليجية المؤيدة إلى احتلال الدول الكبرى إلى بلدانهم وسلب  خيراتهم، الجينات العربية تقبل وترحب بالمحتلين والغزاة وتقاتل نيابة عنهم ولنا في دولة الغساسنة والمناذرة الذين صنعتهم الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية ويتقاتل العرب بينهما اذا ساءت العلاقة ما بين الروم والفرس.

تعاظم قوة الصين وتمددها بشكل مستمر بات امر واقع حال  ونجاح الصين الاقتصادي والصناعي والعلمي وكذلك العسكري يقلق واشنطن التي ترى أن الصين منافس لها في الاقتصاد العالمي  تعمل واشنطن على عمل تحالفات ضد الصين لكن لا تجدي نفعا، ليس كل الأمم مثل العرب المنبطحين يكونوا أدوات بيد واشنطن ضد الصين، العرب لديهم قابلية في التطبيع مع المحتلين وتسليم ثرواتهم والدفاع عن اسيادهم المحتلين بالمال والرجال.

17/9/2021

اترك تعليقاً