الرئيسية / مقالات / المؤتمر” العاشر” وديمقراطية المشاركة في التغيير والتجديد

المؤتمر” العاشر” وديمقراطية المشاركة في التغيير والتجديد

السيمر / الجمعة 15 . 07 . 2016

عبد الجبار نوري

نشرت صحيفة طريق الشعب مؤخراً وثيقة (مسودة ) بعنوان ” موضوعات سياسية للمؤتمر الوطني” العاشر” للحزب الشيوعي العراقي وطرحتهُ للرأي العام لمناقشتها ، وتقديم الملاحظات والتغيرات في شأنها لأقرارها في المؤتمر “العاشر” للحزب ، وقبل الخوض في مضمون المسودة ، سوف أكون (حياديا ) في تقييم دور الحزب الشيوعي الرائد في المسيرة السياسية لوطننا العراق ، لكوني لست عضواً في الحزب ، وقد أعتبر نفسي صديقا ومحبا لهذا الحزب العتيد والعريق والوحيد ، ولأكثر من خمسين عاما من عمري السبعيني .
ويتهيأ الشيوعيون العراقيون لعقد مؤتمر حزبهم ” العاشر ” وسط وضع العراق المأزوم ، ويحظى هذا المؤتمر المرتقب أهمية أستثنائية نظراً لما ينتظر الشيوعيين من مهام صعبة ودقيقة وثقيلة لكن هذا الحزب العتيد ذو التأرخ الثمانيني لهو قادر وبجدارة فائقة من أجتياز المشروع الوطني المرتقب لتمرس كوادره وقياداته لأجتياز المطبات التأريخية لأمتلاك الحزب تراكمات ثرة من الخبرات النضالية الطويلة ، فهو المرشح للحزب الوحيد القادر على عرض فلسفة سياسية واضحة تشير بوصلتها لثقافة المواطنة التي فُقدتْ اليوم بحكم الأسلمة السياسية التي فشلت منذ 13 سنة في غياب بديل مدني ديمقراطي حقيقي للنظام الدكتاتوري المقبور، والأزمة البنيوية تطحن بلادنا ، وتسيس الدين وتوظيفه في تفكيك الدولة والمؤسسات المدنية مما أنعكس على الداخل والخارج من تمزف شعبى وتفكك أجتماعي وفساد أداري وأتساع الحرائق المذهبية والطائفية والأثنية ، وتعرض البلاد لموجات أرهابية دموية وحرب أستنزاف وأحتلال داعش لمدن عراقية .

ملاحظات في تقييم الوثيقة
-يعتبر المنشور حلا جذريا وثوريا وصمام أمان لمشاكل العراق السياسية والأقتصادية والأجتماعية والبنيوية والأمنية المتأزمة والمستعصية بعد 2003 .
– وظّف الحزب كل تراكماته وخبراته ذات الثمانين في بيانه هذا وضّح فيه ثقافة المواطنة والمفقودة اليوم .
– طرح الوثيقة للنقاش والمشاركة الجماهيرية أيماناً منه بدمقرطة الأداء وحرية الفكر .
– بأعتقادي أنهُ الحزب الوحيد على الساحة العراقية الذي يجيد التعامل عبر التراكم الثر لأدبياته الفلسفية في بناء مستقبل الأجيال على أسسٍ أخلاقية موضوعية وعلمانية بالمقارنة والمنافسة مع الأحزاب والتنظيمات العراقية وبالخصوص الحاكمة اليوم بالأسلام السياسي من بعد 2003 لحد اليوم ، القائمة على أحادية نافرة للمجتمع قد تكون طائفية أو قومية أو من طراز الأسلمة السياسية الغارقة في غيبيات مؤطرة برثاثة فكرية سطحية وفساد سياسي وأداري ومالي والتي ثبت نظريا وتطبيقيا فشلها الكبير .
– جسدت الوثيقة خارطة طريق نابعة من فكر قادة الحزب الرفاق فهد وسلام عادل في تبني معالجة البيروقراطية الحزبية والتسلط الحزبي .
– يتبين من بين سطور الوثيقة المعدة للمؤتمر العاشر أن الشيوعي العراقي ومنذ مسيرة الثمانين سنة يسير حثيثاً لأنجاز شعار الحزب وأمل الجماهير وحلم الطبقات الكادحة في { وطن حر وشعب سعيد } .
– أن وضوح الحزب ومكاشفته مع الجماهير ودعوتها للحوار والمناقشة وتبني أقتراحاتهم الموضوعية وسماع نقدهم البناء سوف يعزز ثقة الشعب بالشيوعيين وحزبهم .
– أن المنهاج والبرنامج المعد للمؤتمر العاشر الذي أعدهُ الحزب الشيوعي العراقي تبين وبالتأكيد أنهُ أسترشد بالفكرالجدلي التأريخي الماركسي ، وتراث الفكر الأشتراكي العالمي ، فهي أضاءات أمل وتفاؤل في نجاح المؤتمر.
– تمسك الحزب بمنهاجه المعد للمؤتمر العاشر بثالوث أسس الترابط للبناء الشيوعي “الوعي ، التنظيم ، العمل ( لينين ) .
– وضع الشيوعيون العراقيون في منهاج المؤتمر مفهوما جديدا للديمقرطية { ديمقراطية المشاركة } بالمشاركة الجماهيرية العراقية المجتمعية .
– يتبين بوضوح في أدبيات الوثيقة المعدة للمؤتمر العاشر للحزب ، أعتماد مبدأ الحوار البناء ، والعمل على توحيد صفوف الحركات الوطنية الديمقراطية لأمتلاك الشيوعيين السفر التأريخي النضالي الطويل المعمّد بالمآثر والتضحيات الجسام ، بنكران ذات منذ 1934 بهدف بناء عراق ديمقراطي فدرالي موحد .
– ومن خلال الشرح الطويل لمنهاج الوثيقة يتبين تأكيد الحزب على العدالة الأجتماعية والأبتعاد الكلي عن المفهوم النفعي البراغماتي الذي هدفهُ ( النتائج وأهمال الأسباب ) ، وبذلك وضع الخط الفاصل بين النهج الأنتهازي والنهج اليساري ، والأعتماد الكلي على الجماهير وحدها صانعة التأريخ وبانية الغد الأفضل .
– لقد وضع الحزب شروحات مفصلة في المنهاج المعد للمؤتمر العاشر التحديث والتجديد والحساب الوطني للمستجدات التي تحدث خلال الأوضاع المأزومة في الساحة العراقية ، يتجسد في كونه حزب التجديد حيث يشير أنجلز في البيان الشيوعي على أثر كومونة باريس إلى أن : جزءاً من هذا البيان قد شاخ ، ونبوءة لينين في هذا الصدد بالذات يقول : { أرى الحياة خضراء والنظرية رمادية }
– أحياء وبث الروح في المنظمات اللاحزبية كرابطة المرأة العراقية ، والشبيبة ، وأتحاد الطلبة ، ومنظمات المجتمع المدني ، والنقابات .
المجد كل المجد للحزب الشيوعي العراقي المناضل
وتحية أكبار وأجلال للمؤتمر العاشر أمل العراقيين في { وطن حر وشعب سعيد}

ملاحظة مهمة : الجزء الثاني من المقالة تحتوي على أقتراحات ومداخلات وتعديلات من أضافة وحذف الخاص للوثيقة المعدة للمؤتمر سوف يعد لاحقا—– كاتب المقالة

اترك تعليقاً