السيمر / الاحد 24 . 07 . 2016
عبد الجبار نوري
ثمة أبتسامات عصيّة وشحيحة وفي غيبوبة زمنيّة تلبدُ غيومها السوداء سماء هذا الوطن الكئيب والحزين دوما من خلال تواصل أفلام أكشن الرعب ( الفرنكشتانية ) وفصول الأحزان والأوجاع الصادرة من مصانع دكتاتورية آدمية حاكمة ، وأخرى من غضب وزعل الطبيعة المستمرة على هذا الوطن المبتلى أصلا ، فيجود عليه من ترسانة فواجعه سونامي فيضانات وأمطار غزيرة مدمرة ، وموجات الطاعون والأوبئة المستوطنة والمستوردة ، وعلى هذه الوتيرة والشعب يدفع فاتورتها من دمه وزرعه وضرعه ومستقبل أجياله بحيث كسر مقاييس ( غيتس ) في صبر ” أيوب ” الذي قال فيه شاعر تلك الاهوار ( عريان سيد خلف ) — {والله جا مّلْ أو جزع لو قصتي على أيوب تزدي } وتُرجمتْ كل هذه الأسقاطات بآهات طور المحمداوي والصبي ، وبلسان (رادود ) أوجاع كربلاء ، فأصبحت الفرحة عند العراقيين عملة صعبة في سني ” يوسف ” العجاف وسنابلها اليابسة ، وقد شرنقت نفسها في أعماق نصٍ مشفر ب( كودٍ مفقود ومغيّب ) وقد يسترق هذا الشعب المسكين فرحة خجولة من بين أرجل المنتخب العراقي ، وقد تلعب الأقدار في أكرامية فرحة غير متوقعة كفرحة خبر يوم الأحد 17 من تموز الخير والعطاء في وضع وضم أهوارنا ومدننا التأريخية على لائحة التراث العالمي وبأجماع اللجنة الأممية لليونسكو المنعقدة في أسطنبول ، حقاً أنهُ عرسٌ عراقيٌ بكل المقاييس بوضع أربعة أهوار ضمن قائمة مواقع التراث الطبيعي العالمي ، بالأضافة ألى وضع ثلاثة مدن تأريخية قديمة ضمن قائمة التراث الثقافي
العالمي هي مدن الوركاء وأريدو وأوروك وبذلك أصبحت تلك البقعة الجغرافية الموغلة في القدم ضمن دائرة الأهتمام العالمي .
دلالات هذا الأنجاز التأريخي
-أعتراف العالم بالحرف والقلم العراقي الموغل في أعماق التأريخ البشري بحضارة ستة آلاف سنة والتي تحمل قيمة عالمية استثنائية من وجهة النظر التأريخية والجمالية والأثنولوجية والأنثروبولوجية .
– عرض تلك الفسحة الجميلة واللوحة السريالية وهي تزهو بالملكة ” شبعاد ” ووصيفاتها عرائس الهور ، وزقزقة الحباري والنوارس البيضاء وتراقص أسماكها ، وهم محتفلون بهذا الكرنفال الرائع .
– وأثبتنا للعالم العمق التأريخي لأجدادنا السومريين والأكديين بأننا أصحاب أقدم حضارة ولسنا ب( هنود ) كما جاءت في فرية (عبدالجبار محسن ) واعظ السلاطين والمنظر الأعلامي الرخيص للبعث الشوفيني .
– فك أسر قيود اهوارنا من سلطة تأثيرات دول الجوار تركيا وأيران في التحكم بمصادر مياهنا .
التزامات الحكومة
-كيف ستتعامل الحكومة مع شركات النفط العالمية العاملة في أعماق هذه الأهوار أو بجوارها .
– فوبيا الفشل الحكومي في أدارة ملفاتها منذ السقوط لحد الآن والخوف من أنسحاب هذا الفشل على هذا الحدث التأريخي في موافقة اليونسكو حينئذٍ يفقد القرار قيمته الأقتصادية والسياسية والأجتماعية والبيئية .
– أقرار العراق بشروط اليونسكو بجعل التراث مؤشرا في حياة الجماعة بدمجه بمناهج التخطيط .
– تأسيس دائرة لتطبيق ألتزامات اليونسكو ، وتكون حلقة وصل بينها وبين الدولة المعنية .
– الدعم القانوني والمالي والأداري لأدامة الحياة في هذه البيئات الحضارية .
– ولا يغيب عن بال الحكومة العراقية أنها ملزمة بالمشاركة المالية بنسبة 70% والباقي يأتي كقروض ومساعدات من الدول المانحة وبشروط ، وأن دور المنظمة الدولية تقتصر على الدراسات والتدريب .
– أصبحت الكرة في ملعب الحكومة وعليها أن تأخذ الموضوع بعين الجد بالدعم الأعلامي والفني والمالي .
– وأن مشاريع التخطيط والتنمية الحكومية ضمن المسطحات المائية والمشمولة بالرعاية العالمية يجب أن تكون مع منظمة اليونسكو مباشرة .
تحية أكبار وأجلال لأعضاء لجنة التفاوض العراقية وعلى رأسها رئيس اللجنة الأستاذ الباحث والخبير الأستاذ ” حسن الجنابي ” وألف تهنئة للشعب العراقي لهذا الأنجاز التأريخي .