السيمر / فيينا / الأحد 21 . 01 . 2024
اسعد عبدالله عبد علي
الحديث عن الإبداع الأدبي النسوي متشعب, وهو ما بين الفرحة والغصة! الأديبة كالزهرة تحتاج للماء النقي كي تحافظ على جمالها ونقائها, وسط بيئة ادبية تتدافع فيها الذئاب لقطف تلك الزهرة, وتغيير مسارها بنحو ما يريدون هم, لتتحول لزهرة عوجاء لا تعطي عطرا, جمالها ظاهري فقط! وقربها يتجمع الذباب, بفعل رضوخها لتلك الذئاب طمعا ببعض قشور الحياة, الاكيد طبعا ان الكلام هنا فقط عن (البعض) وليس الكل.
ودعونا نتسائل: هل وجدت المراة الاديبة مكانا لها في البيئة الادبية, بحيث يكون مستقل كما تريده هي؟ ام كل ما وجدته كان عبارة عن مجرد مساحة جنسية لا تتعدى خصوصيتها الانثوية, انها تساؤلات مهمة تنطلق من شعورنا بالحيف الذي يلاحق الاديبات خصوصا الصغيرات, وما اكثر من سقطن في مستنقع الذئاب ليجعل منها مسخ شيطاني.
طبعا الكثيرون كان يسعون لادراج كلمة الادب النسوي لغرض تمييزه عن أدب الرجال, واعتبره اجحاف وامر معيب ان تتقبله الأديبات, حيث يصنفها من جانب التكوين الجنسي, وليس من ناحية الادب والانتماء للمدارس الأدبية, نعم ممكن ان نقبله عندما يكون متخصصا في الدفاع عن النسوة.
· طباعة مجموعة قصصية مقابل جنس
في البلد يعتبر طباعة كتاب مشكلة جسيمة يصعب التصدي لتنفيذها, لانها تحتاج لمبلغ مالي كبير مع خبرات في التسويق والتوزيع, وهذا الامر لا تملكه اغلب الاديبات, فهنا يأتي دور الشخص الذي يملك دار طباعة, ومع الاسف بعضهم ما ان تطرق بابه اديبة حتى ينظر لها كصيد ثمين, خصوصا اذا صارحته انها لا تملك المال للطباعة, وتحتاج للدعم, هنا سيظهر لها كمية كبيرة من العروض مقابل طلب واحد وهو الجنس.
وقد يكون مراوغا ماكر فتجد نفسها تطيعه وتنفذ طلبه, ما دام الهدف الاكبر سامي يتعلق بالادب وايصال الافكار الانسانية, فتفعل كما فعلت (الاديبة فلانة الفلاني) فقدمت نفسها مقابل طباعة مجموعة قصصية صغيرة! لعجوز متصابي يملك دارا مهمة للطباعة, وهو يخبر اصدقائه العواجيز مفتخرا, كيف اوقع بها, وكيف اصبحت في جيبه, وكلما طلبها لا تستطيع ان ترفض, ويريهم الادلة على بطولاته معها… وهكذا سقطن (البعض), وتحولن لمجرد سلعة يتناقلها الرجال أصحاب المال, الى ان ذبلن وانتهى دورهن واختفين من عالم الابداع الادبي.
· دعم كبير مقابل أدب إيروتيكي
الأدب الإيروتيكي (بالإنجليزية: Erotic literature) أو الأدب الجنسي، هو أدب يشمل جميع ما يُكتب من موضوعات تتعلق بالحب والجنس؛ وهنالك جهات تحاول مسخ الادب العربي وجعله غارق بالصور الجنسية, القصة والرواية والشعر, فيكون نوع من المساومة مع الكاتبة (بعضهن),… ان يشتمل ابداعها (قصة او رواية او شعر) صور جنسية, ايحاءات جسدية, اضاءات في امور الجنس وتفاصيل ذلك العالم, ومع الاسف تلبي (بعضهن) هذه المطالب من تلك الجهات! مقابل ان يتم طباعة كتبهن, ويحققن بعض الشهرة والمال.
اتذكر قبل سنوات فتاة كانت تدعي انها شاعرة, لكن كل ما تكتبه كان غير ناضج ولا ينتمي للشعر, ولم تنشر لها الصحف الرصينة اي قصيدة, الى ان وجدت راعي يرعاها, مقابل ان تصبح كتاباتها جنسية, لتصبح فيما بعد اسم مهم لا تستغني عنها المهرجانات والاحتفالات, وهي تشجع الفتيات اللواتي يكتبن عن الجنس باعتباره مدرسة ادبية مهمة ونوع من التحرر الفكري, وابراز لقوة شخصية الكاتب, وكل هذه الترهات التي تنطلي على السذج والباحثين عن الدولار مقابل اي شي.
· دعم مقابل الترويج للمثلية
بعض المؤسسات الخبيثة الممولة من جهات غير معروفة, تبحث عن الكاتبات المغمورات ليصنعن منهن اداة للترويج للمثلية, فتصعد السلم ويكون الخطوة التالية ان تكتب شيء بسيط بين سطور إنتاجها الإبداعي شيء من الدعم للمثلية, مقابل فتح باب المجد لها, ثم تكبر المساحات المطلوبة مقابل مجد وشهر ومال أكبر, ومع الاستمرار بالصعود والتنازلات يتحول موضوع المثلية تناول مثل الادمان لها, بدأ باشارات رمزية ثم سطور بسيطة, الى ان تصبح الكاتبة مدافعة عن حقوق المثلية! وتسخر كتاباتها لتناول هذه المواضيع, والمؤسسات الادبية الكبيرة الخارجية تكيل المديح و الجوائز والعطايا لهكذا نوعية من الأديبات.
وقد تكاثر بعد عام 2019 هذا الاتجاه من الكتابة محليا, باعتباره نوع من الرقي الفكري, ودعوة انسانية حرة.
مع انه بحقيقته المساهمة في تدمير الأجيال القادمة, وسيف مسموم لمحاربة الفطرة الانسانية, ودعم لتدمير نسيج العائلة والمجتمع, وما اكثر تعفنا من هكذا اديبات.
· جوائز مشبوهة
كل فترة نسمع عن جوائز ومرشحات وتكريم واحتفالات, وهي تضم أسماء عليها الكثير من علامات الاستفهام (جنس – مثلية – فضائع – دعارة), حيث تصبح قصيدة جنسية هي السبب في التكريم, او ليلة حمراء لاديبة جميلة مع رجل أعمال عبر اديب عجوز سببا في نيل شهادة تكريم لمنجزها الإبداعي, وكل ما فعلته من ابداع كان في الفراش, وهكذا نستشعر ان بعض الاحتفالات والمهرجانات انما هي عبارة عن شبكات للدعارة تحتفي ببطلات غرفها الحمراء.
هذا الامر ليس سرا بل هو علني ومكشوف وواضح لكل ذي لب, خصوصا مع غياب المسائلة, بل ان الشهرة تزداد مع ازدياد الانحراف, والمال والهدايا تكثر مع الاندماج الكامل بمستنقع الرذيلة.
· اخيرا:
1- يجب على النخبة الواعية محاربة هذه البيئة عبر التشهير بها وكشف واقعها الضحل.
2- ان يخصص كل كاتب نزيه مقال شهري ضد الاديبات اللواتي ينشرن الرذيلة عبر الادب.
3- ان يقوم النقاد بهجوم شرس على الانتاج الداعر الذي يطبع محليا.
4- ان تقوم النقابات المهنية بغلق دور الطباعة التي تدعم النتاج الداعر الذي يشكل خطر على الأجيال والعائلة والفطرة الإنسانية.
5- على وزارة الثقافة ان تقوم بورش ومؤتمرات توعية لفضح خطيئة هذه الاتجاهات.
6- ان تعلن رسميا قائمة سوداء بدور الطباعة والجهات الثقافية المشبوهة.
7- توعية العائلة لخطر سقوط بناتهم في مستنقع الرذيلة تحت عنوان الإبداع الأدبي.