فيينا / الجمعة 17 . 05 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
المتابع إلى وسائل الإعلام العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص، يكتشف أن دول الخليج تراهن على معركة رفح المرتقبة لتحجيم دور منظمة حماس، هناك توجه خليجي في إيجاد طبقة سياسية تحكم غزة موالية إلى دول الخليج، بل حتى المحللين الاسرائيليين قالوا نريد سيطرة خليجية على غزة وبالذات اماراتية سعودية وليست قطرية تركية، رغم أن قطر وتركيا يتبنون ما تريده منهم إدارة نتنياهو.
مضى أكثر من ستة أشهر ونصف الشهر، ولازالت المعارك تدور ضمن مناطق صغيرة تدور في خط حدود ساحل غزة مع حدود إسرائيل، مضت مدة ستة أشهر ونصف على المعارك، وحماس وحاضنتها الشعبية المؤيدة لها، مستعدة للقتال لمدة زمنية أطول ربما تتجاوز عام آخر.
الخاسر الحقيقي من هذه الحرب، هم الأطفال والنساء والشيوخ من المواطنين الفلسطينيين من ابناء قطاع غزة، وصل عدد الضحايا مايقارب اب 35 ألفَ قتيل واكثر من خمسة وسبعين ألفَ جريح.
مانراه هناك رغبة امريكية لايجاد صيغة لوقف القتال، بسبب قرب معركة انتخابات الرئاسة الامريكية، وبسبب رفض طلبة الجامعات الامريكية لعمليات القتل التي يتعرض لها أطفال ونساء شعب غزة الفلسطيني.
تهديد رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو باجتياح رفح آخر نقطة مع الحدود المصرية، الغاية من ذلك لزيادة الضغط على قادة منظمة حماس، للقبول بشروط إسرائيل لوقف الحرب، الشروط الإسرائيلية تدور في إجبار منظمة حماس عن التنازل عن حكم القطاع ونفيهم إلى الدوحة واسطنبول ومصر والأردن.
إسرائيل هاجمت شمال ووسط القطاع، وتم مهاجمة مدينة غزة نفسها ، ودير البلح، وخان يونس، ومخيم النصيرات وغيرها، تم تهجير نسبة كبيرة من المواطنين إلى رفح، الآن الهجوم الإسرائيلي يستهدف رفح لتهجير نسبة عالية من الفلسطينيين إلى مصر وإلى ولاية شمال سيناء المصرية.
حرب غزة الحالية تختلف عن الحروب السابقة، لأول مرة هناك إجماع لدول الخليج والأردن ومصر والمغرب وحكومة البرهان بالسودان على تصفية قوة حماس العسكرية بغزة، لأن بقاء قوة عسكرية لدى حماس بغزة يقلق إسرائيل يعيق، عملية التطبيع العلني بين المملكة العربية وإسرائيل، تطبيع السعودية مع إسرائيل يعني تطبيع كل الدول العربية وإنهاء الملف الفلسطيني.
انا لست فلسطينيا بل قبل ثلاثة ايام عن طريق الصدفة جلست مع مجموعة أصدقاء فلسطينيين، جاء رجل ثمانيني فلسطيني ودار حديث راسا ترحم على صدام الجرذ الهالك وشتم مرجع الشيعة العام بالعراق وشتم الحشد ….الخ انا كنت استمع اليه، قلت له لك كل الحق يارجل، تمنيت من يملك القرار السياسي للشيعة العراقيين والايرانيين يعرفوكم مثلي لما تبئوا قضاياكم.
بكل الاحوال تعاطف الشيعة مع أهل غزة، من منطلق إنساني وأخلاقي، هذه هي اخلاق محمد ص وآل بيته الأطهار عليهم السلام، دين الشيعة هو دين محمد ص لذلك انفرد الشيعة لنصرة الفلسطينيين رغم أن غالبية الفلسطينيين يكفرون الشيعة ليومنا هذا.
بالمعركة الحالية بغزة، لأول مرة قادة إسرائيل يضحون في اسراهم، وتحملوا خسائر اقتصادية كبيرة، وخسائر بالارواح، وهذا يكشف أهمية معركة تصفية حماس في غزة، الموقف العربي الرسمي للأنظمة العربية، بات مؤيد إلى نتنياهو، هناك حقيقة، لا يوجد دعم عربي من أنظمة الحكم السُنية لغزة، والتي تدعي، أنها تدافع، عن أهل السنة بالعراق وسوريا، لم تقوم هذه الدول العربية، بدعم منظمة حماس بالسلاح، تجبر إسرائيل للقبول بحل سياسي.
وصلت الدناءة والحقارة في الفيالق الإعلامية التابعة إلى السعودية، يقولون إن (إيران مرة واحدة هاجمت رداً على قصف بعثتها الدبلوماسية في دمشق وان حماس، وحيدة في المعركة، وان القوى الشيعية غير قادرين على حماية حماس).
ويضيف هذا الكاتب السعودي بالقول( على «حماس»ألا تراهنَ على مظاهرات في الغرب، وعلى حماس أن تحافظَ على ما تبقَّى من رفح وتعطي الحلَّ السياسي فرصتَه، وتتعاونَ مع السلطة الفلسطينية بزعامة محمود عباس).
ويصف الكاتب السعودي تحركات طلاب جامعات الغرب وشكوى دولة جنوب افريقيا بمحكمة العدل الدولية بالقول التالي( ضوضاء مصاحبة مثل احتجاجات الجامعات واستدعاءات المحكمة الدولية ومساجلات مجلس الأمن، كلها لم توقفِ القتال، ولن تغيّر في قرارات الحكومة الأميركية).
ويحذر الكاتب السعودي حماس، اذا إسرائيل تتمكن من دخول رفح ترفع مطالبها من الفلسطينيين.
كاتب سعودي آخر قريب من العائلة السعودية الحاكمة، في حديث له في برنامج حواري قال ( رفح آخر أوراق منظمة حماس، ووصف خبر
قبول منظمة «حماس» الهدنة، مساء الاثنين الماضي، يكشف آخر أوراق منظمة «حماس» كانت تراهن على رفح نفسها، وليس على الأسرى الإسرائيليين).
ويضيف هذا الكاتب السعودي ( أنَّ «حماس» وافقت على نسخة غير متفق عليها من الهدنة، والدليل أنَّ موافقة «حماس» فاجأت حتى البيت الأبيض، والمجتمع الدولي، وأعتقد حتى الوسطاء، وليس الإسرائيليون وحدهم).
ويضيف هذا الكاتب السعودي الكبير جدا بالقول ( والأمر الآخر الذي لم تعه «حماس» هو أن إعلانها الموافقة على الهدنة بذاك الشكل كشف أن آخر أوراقها التفاوضية هي رفح، وليس حتى ورقة الأسرى)، كل ذلك يعني أن موقف «حماس» بات ضعيفاً دولياً، ناهيك عن موقفها الضعيف على الأرض، والكارثة التي تسببت فيها «حماس» بسبب عملية السابع من أكتوبر أدَّت الآن إلى اجتياح إسرائيلي لرفح، مما أعاد الاحتلال إلى غزة، وكما كان قبل عام 2005).ويضيف هذا الكاتب العملاق ( اليوم أن «حماس» ليست بحاجة إلى مزيد من المفاوضات، بقدر ما أنها بحاجة ماسة الآن إلى أطراف ضامنة، وهو ما يزيد من ورطة «حماس» التي يبدو أنها تبحث عن مقر خارجي آمن، والآن ربما تبحث عن طرف ضامن لمخرج آمن).
شر البلية مايضحك، من وقف مع رئيس وزراء إسرائيل لتصفية منظمة حماس هم قادة دول الخليج من دول الوهابية ومعهم الأردن ومصر وحكومة البرهان ونظام الملك المغربي، ايدي كوهين كاتب اسرائيلي صريح قالها مرات عديدة ان ملوك ورؤساء العرب معنا لتصفية منظمة حماس، والعجيب ان الفيالق الإعلامية السعودية تلقي تهمة انفراد نتنياهو بأهلي غزة كما يدعون في الخذلان الإيراني والشيعي لمنظمة حماس.
ويختم مقاله هذا الكاتب السعودي بالقول التالي( وعليه فإن خيارات «حماس» الآن صعبة ومحدودة، وقد يكون خيارها الوحيد الآن هو الخروج الآمن لما تبقى من قادتها، ومقاتليها من غزة، ولسببين، الأول أن «حماس» سلمت نفسها لنتنياهو، ومنذ السابع من أكتوبر، الذي يريد البقاء.
والسبب الثاني أن «حماس» نسيت مطولاً حكمةَ المثل القائل إذا كنت في حفرة فإنَّ عليك التوقف عن الحفر).
المتابع لما كتبه أشهر كاتبان سعوديان تربطهم علاقات متميزة مع العائلة السعودية الحاكمة، يؤكدون ان حكومة خادم الحرمين الشريفين قد اتخذوا قرار( لامكان لحماس في غزة).
قرأت تغريدة إلى الملكة رانيا زوجة الملك عبدالله الثاني عبر منصة إكس تقول( كل يوم أضع نفسي مكان أم إسرائيلية تعرض ابنها للخطف في 7 اوكتوبر.
كل يوم أضع نفسي مكان شاب اسرائيلي يرى الاضطهاد الذي تعرض له اليهود في أوروبا.
أنا متعاطفة معهم ، و بكل تأكيد يجب على كل المختطفين أن يعودوا لمنازلهم بأسرع وقت).
انتهت تغريدة الملكة رانيا.
للأسف عندما انا اكتب مقالات رفاق الدرب من أبناء مذهبي وابناء جلدتي يلوموني بعدم قيامي في تبني الوقوف مع حماس، بل وهناك من ينظر لي أن حجي نعيم عاتي متصهين، بالله عليكم اذا كان حال العربان وقفوا مع نتنياهو للقضاء على حماس السُنية، فهل تلوموني أن يكون لي موقف وسط لامع حماس ولا ضدهم، يا اخواني لوموا العربان.
في الختام هناك حقيقة على جميع المتابعين للأحداث، أن يعرفوها، أن التطبيع يستلزم القضاء على كل أشكال المقاومة الفلسطينية المسلحة، ولا يمكن تحقيق التطبيع ما بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، ويستلزم التطبيع، بالدرجة الأولى، إنهاء حماس، ودعم وتمكين جماعات تحل محل حماس، وإعادة سلطة عباس إلى غزة، هذه العودة تتم بمباركة الدول العربية، ويتم التطبيع العلني ويبدأ عصر التعاون الاقتصادي بين دول الخليج وإسرائيل، ونشاهد العرس السعودي الكبير في إعلان العلاقات السعودية الإسرائيلية بشكل علني وإنهاء صفحة العلاقات السرية.
*كاتب وصحفي عراقي مستقل
9/5/2024