الرئيسية / مقالات / مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 6): النفط (النار التي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها)

مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 6): النفط (النار التي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها)

فيينا / السبت 18 . 01 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
 
جاء في موقع الجزيرة عن حقول النفط العراقي للكاتب سيدي أحمد ولد أحمد سالم: يحتوي العراق حسب الدراسات الجيولوجية على حوالي 530 تركيبا جيولوجيا تعطي مؤشرات قوية بوجود كم نفطي هائل. ولم يحفر من هذه التراكيب سوى 115 من بينها 71 ثبت احتواؤها على احتياطات نفطية هائلة تتوزع على العديد من الحقول. وتبلغ الحقول العراقية المكتشفة 71 حقلاً ولم يستغل منها سوى 27 حقلاً من بينها عشرة عملاقة. وتتركز حقول النفط والغاز المنتجة حاليا في محافظتي البصرة وكركوك. وتأتي بعدها في الأهمية حقول محافظات ميسان وبغداد وصلاح الدين وديالى ونينوى. أما الحقول غير المكتشفة وغير المطورة فتوجد في أغلب محافظات العراق ما عدا أربع هي القادسية وبابل والأنبار ودهوك. حقول النفط والغاز: الحقول الجنوبية: يتركز الجزء الأعظم من الاحتياطي النفطي العراقي في الجنوب أي بمحافظة البصرة حيث يوجد 15 حقلا منها عشرة حقول منتجة وخمسة ما زالت تنتظر التطوير والإنتاج. وتحتوي هذه الحقول احتياطيا نفطيا يقدر بأكثر من 65 مليار برميل، أي نسبة 59% تقريبا من إجمالي الاحتياطي النفطي العراقي. ويشكل الاحتياطي النفطي لمحافظات البصرة وميسان وذي قار مجتمعة حوالي ثمانين مليار برميل، أي نسبة 71% من مجموع الاحتياطي العراقي. ومن أبرز حقول الجنوب العراقي: حقل الرميلة الشمالي: عملاق الحقول العراقية ويمتد من غرب مدينة البصرة متجها جنوبا حتى يدخل جزؤه الجنوبي في دولة الكويت. وأكثر آباره في العراق. وهو تاسع أعظم حقل نفطي عالمي وبطبقاته أجود أنواع النفط. ويعود تاريخ استغلاله إلى نوفمبر/تشرين الثاني 1970. وفي سبعينيات القرن الماضي كانت آباره أقل من عشرين وقد بلغت الآن أزيد من 663 بئرًا منتجة.  يتم استخراج النفط من حقول الرميلة تحت إشراف شركة نفط الجنوب في البصرة. وقد تعطل إنتاج حقل الرميلة أثناء الحرب العراقية الإيرانية واتهم العراق جارته دولة الكويت باستخراج نفط الرميلة. حقل مجنون: وهو حقل عملاق بمحافظة البصرة وينتج مؤقتا حوالي مئة ألف برميل يوميا مع أن طاقته الإنتاجية لو طور قد تبلغ ستمائة ألف برميل يوميا. حقل نهر عمر: وهو بمحافظة البصرة أيضا وله مكامن عديدة غير مطورة وما زال إنتاجه متواضعا حيث يبلغ حوالي ألف برميل يوميا. وقد تصل طاقته بعد التطوير إلى حدود خمسمئة ألف برميل يوميا. حقل غرب القرنة: من أكبر حقول النفط العراقية، وهو بمحافظة البصرة، يمثل هذا الحقل الامتداد الشمالي لحقل الرميلة الشمالي، وبدأ الإنتاج فيه سنة 1973 يعتقد أنه يحتوي على مخزون يقدر بـ24 مليار برميل على الأقل.  وينتج ثلاثمئة ألف برميل يوميا ويمكن لو طور أن يصل إلى حدود سبعمئة ألف برميل يوميا. ومن الحقول الجنوبية في البصرة أيضا: حقل الرميلة الجنوبي وحقل الزبير وقد بدأ إنتاجه منذ 1949 وينتج بحدود 220 ألف برميل يوميا. وحقل اللحيس غرب مدينة البصرة. وتم العمل فيه علي مراحل من سنة 1972 ويتم التصدير منه إلى ميناء الفاو. وحقل الطوبة. ويقع حقل الحلفاية العملاق الواقع قرب مدينة العمارة بمحافظة ميسان جنوبي غربي العراق وفيه أكثر من 3.8 مليار برميل من الاحتياطي النفطي. ويوجد بنفس المحافظة حقل أبو غرب وحقل البزركان وقد بدأ الإنتاج فيه منذ 1973 ويطلق على نفطه نفط البصرة الثقيل.  وحقل فكة. وعدد حقول نفط البصرة عشرة: الرميلة الشمالية، الرميلة الجنوبية، مجنون، الزبير، نهر عمر، غرب القرنة، اللحيس، الطوبة، الصبة، الحلفاية. تشرف شركة مصافي الجنوب على العديد من المصافي ومن أبرزها مصفى المفتية ويقع بالبصرة وقد أنشئ سنة 1953. ومصفى الشعيبة: ويقع بالبصرة أيضا وقد أنشئ سنة 1974.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله سبحانه “أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72)” (الواقعة 71-72) نبه سبحانه على دلالة أخرى فقال “أ فرأيتم النار التي تورون” (الواقعة 71) أي تستخرجونها وتقدحونها بزنادكم من الشجر “أ أنتم أنشأتم شجرتها” (الواقعة 72) التي تنقدح النار منها أي أ أنتم أنبتموها وابتدأتموها “أم نحن المنشئون” لها فلا يمكن أحدا أن يقول أنه أنشأ تلك الشجرة غير الله تعالى والعرب تقدح بالزند والزندة وهو خشب يحك بعضه ببعض فتخرج منه النار وفي المثل (في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار).
جاء في موقع باس نيوز عن مواطن من البصرة: كل ما نحصل عليه من نفط المدينة هو التلوث: على مسافة قريبة من منزل شاب، يمكن رؤية أبقار وأغنام ترعى في منطقة خضراء لا يفصلها عن حقل تتصاعد منه لهب وأعمدة دخان سوداء، سوى حائط من الحجر.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله سبحانه “أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72)” (الواقعة 71-72) دليل للمعاد في هذه السلسلة من الآيات الكريمة، وهو خلق النار التي هي أهمّ وسيلة لحياة الإنسان وأكثرها أهميّة له في المجالات الصناعية المختلفة، حيث يقول سبحانه: “أفرأيتم النار التي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤن”. (تورون): من مادّة (ورى) على وزن (نفى) بمعنى الستر، ويقال للنار التي تكون مخفية في الوسائل التي لها القابلية على الإشتعال والتي تظهر بشرارة (ورى) و (ايراء)، وخروجها يكون عن. وتوضيح ذلك: إنّ لإشعال النار وإيجاد الشرارة الاُولى، والتي تستحصل اليوم بواسطة الكبريت والقداحات وما إلى ذلك، فإنّهم كانوا يحصلون عليها من الحديد والحجر المخصّص للقدح، حيث تظهر الشرارة بضرب الواحد بالآخر، أمّا أعراب الحجاز فكانوا يستفيدون من نوعين من الشجر الخاصّ الذي ينمو في الصحراء وهما (المرخ) و (العفار) حيث يأخذون قطعتي خشب ويضعون الاُولى أسفل والعفار فوقه فتتولّد الشرارة منها كما تتولّد من الحجر المستعمل للقدح. وفسّر أغلب المفسّرين الآية بأنّها دليل آخر على قدرة الله البالغة في النار المخفية في خشب الأشجار الخضراء كمولّد للشرر والنار، في الوقت الذي تكون فيه الأشجار الخضراء مشبّعة بالماء، فأين الماء؟ وأين النار؟ هذا الخالق العظيم الذي يتميّز بهذه القدرة، الذي وضع الماء والنار جنباً إلى جنب الواحد داخل الآخر، كيف لا يستطيع أن يلبس الموتى لباس الحياة، ويحييهم في الحشر. وقد ورد دليل شبيه بهذا حول المعاد في آخر آيات سورة (يس) أيضاً يقول تعالى: “الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ” (يس 80). ولكن كما ذكرنا في تفسير الآية أعلاه فإنّ تعبير القرآن يمكن أن يكون إشارة إلى دليل أظرف، وهو حشر وتحرّر الطاقات وانطلاقها. وبتعبير آخر: فإنّ الحديث هنا ليس فقط عن (القادحات) بل عن المواد التي لديها قابلية الإشتعال ـ كالخشب والحطب ـ حيث تولّد عند إحتراقها كلّ هذه الحرارة والطاقة. وتوضيح ذلك: أنّه ثبت من الناحية العلمية أنّ النار التي نشاهدها اليوم عند إحتراق الأخشاب هي نفس الحرارة التي أخذتها الأشجار من الشمس على مرّ السنين وادّخرتها في داخلها، فنحن نتصوّر أنّ أشعّة الشمس طيلة إشراقها على الشجر خلال خمسين سنة قد ذهبت آثارها غافلين عن أنّ حرارتها قد ادّخرت في الشجرة، وعندما تصل شرارة النار إلى الأخشاب اليابسة تبدأ بالاحتراق وتطلق الحرارة الكامنة فيها. وبذلك يكون هنا أيضاً معاد ومحشر وتحيا الطاقات من جديد مرّة اُخرى، ولسان حال الأشجار يقول: إنّ الخالق الذي هيّأ لنا الحشر قادر أن يهيّأ لكم حشراً يا بني البشر. (ولمزيد من الإطلاع في هذا المجال راجعوا البحث المفصّل الذي بيّناه في الآية من سورة يس). جملة (يورون) ـ بمعنى إشعال النار ـ بالرغم من أنّها فسّرت هنا بما يستفاد منه توليد النار، إلاّ أنّه لا مانع من أن تشمل الأشياء المشتعلة أيضاً كالحطب بإعتباره ناراً خفيّة تظهر وقت توفّر الشروط المناسبة لها. ولا تنافي بين المعنيين، حيث المعنى الأوّل يفهمه العامّة من الناس، والثاني أدقّ، يتوضّح مع مرور الزمن وتقدّم العلم والمعرفة. إنّ عودة النار من داخل الأشجار الخضراء تذكّرنا برجوع الأرواح إلى الأبدان في الحشر من جهة، ومن جهة اُخرى تذكّرنا هذه النار بنار جهنّم. يقول الرّسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم (ناركم هذه التي توقدون جزء من سبعين جزءاً من نار جهنّم).
جاء في موقع غيض من فيض عن النفط، هل ذكر في القرآن؟ للكاتب الدبعي علي: هذه آية أخرى تتحدث عن تكون واصل النفط: وقال تعالى “الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا انتم منه توقدون” (يس 80). وهذه الآية من الآيات التي تشتمل على إعجاز علمي، وتتحدث عن مصدر واصل النفط، والقارئ لهذه الآية لا يلمس هذا الإعجاز لأنه لا يفهم  سوى المعنى السطحي فقط  لهذه الآية وهو أن الأشجار والنباتات بعد أن تقطع وتتيبس (تتحول لحطب) تكون قابلة للاشتعال وبالتالي نحصل منها على النار كما قال تعالى “أفرأيتم النار التي تورون * ءأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون” (الواقعة 71- 72). 
جاء في صفحة شركة نفط البصرة: برعاية نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط وضع حجر الأساس لمشروع الغاز المعجل في حقل ارطاوي بطاقة 50 مقمق باليوم. أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط ان مشروع استثمار الغاز المعجل من حقل ارطاوي بطاقة 50 مليون قدم مكعب قياسي يساهم باضافة طاقات جديدة من وقود الغاز الى الشبكة الوطنية لإنتاج الغاز، و سيرفد محطات توليد الطاقة الكهربائية باحتياجها من الوقود، مشيرا أن المشروع سيتم إنجازه العام القادم. وقال السيد الوزير خلال حضوره ورعايته لحفل وضع حجر الأساس للمشروع،  لقد حققت الوزارة إنجازات كبيرة وكثيرة  في مجال استثمار الغاز المصاحب لعمليات الإنتاج النفطي، من خلال المشاريع الواعدة، مشيرا أن  مشروع تنمية الغاز المتكامل في البصرة  الذي وقعت الوزارة عقده مع شركة توتال الفرنسية لاستثمار 600 مليون قدم مكعب قياسي باليوم من خمسة حقول نفطية  وعلى  مرحلتين يعد من المشاريع المهمة لاستثمار الغاز، موضحا أن كل مرحلة ستكون بطاقة 300 مليون قدم مكعب قياسي باليوم، وان المرحلة الاولى سيتم انجازها بعد ثلاث سنوات، والثانية بعد خمس سنوات. واوضح السيد الوزير  ان الوزارة وتنفيذا للبرنامج الحكومي عملت على التعجيل باستثمار الغاز من خلال برنامج وخطة عمل اتفقت عليها مع الجهة المنفذة “شركة توتال”، وهي خارج صيغة العقد، لحاجة البلاد له في ادامة تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية. وأضاف السواد، ان الوزارة ماضية بمشاريعها التطويرية لحقول الغاز، بالتوازي مع خططها لاستثمار الغاز المصاحب، ولقد وقعت الوزارة على العديد من عقود مشاريع تطوير الحقول الغازية، مع شركات عالمية متخصصة في مجال الغاز، وهذه العقود شملت تطوير حقلي “عكاس والمنصورية”، بالاضافة الى تطوير عدد من الحقول والرقع الاستكشافية ضمن جولات التراخيص الخامسة والخامسة التكميلية والسادسة، كل هذه الطاقات اضافة الى الطاقات المنجزة حاليا من استثمار الغاز ستحقق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الغاز. وأشاد السيد الوزير بالجهد الوطني العامل في التشكيلات النفطية المنتشرة في كافة المحافظات، ولاسيما محافظة البصرة الذين يعملون دون كلل او ملل لتحقيق الإنجازات في القطاعات المختلفة في الوزارة، مؤكدا على بذل المزيد من  الجهود لتحقيق التنمية الصناعية والاقتصادية للبلاد. وقال مدير شركة توتال السيد جوليان بوجيه أن الشركة تعمل وفق الخطط المحددة ضمن العقد المبرم وتعمل على زيادة معدلات الإنتاج في حقل ارطاوي واستثمار الغاز من الحقول النفطية. وفي ختام الحفل قدم السيد “جوليان ” درع انطلاق مشروع غاز ارطاوي المعجل للسيد نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط. وزارة النفط. مكتب الاعلام والاتصال الحكومي 10 كانون الثاني 2025.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً