الرئيسية / خلونا نسولف / خلونا نسولف

خلونا نسولف

فيينا / الأحد 23 .  11 . 03 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

رسل جمال *

ٌقربَ شهر رمضان على نهايته وبعد ان استعرض الاعلام والقنوات ما بجعبته من اعمال ومسلسلات صار لزاماً ان نشير الى بعض الامور منها؛ كما يبدو ان سنين القحط الابداعي قد انتهت مع بروز بعض الاعمال الهادفة والحقيقية التي تنقل قصص الابطال وتخلدهم ولاول مرة يتم توظيف الميديا بهذا الاتجاه ، اذ تصدر الترِند الإيجابي الذي ظهر خلال شهر رمضان في مواقع التواصل من خلال مسلسل “النقيب” الذي يرويّ قصة وعمليات البطل الحاضر الغائب (حارث السوداني)، بعد سنوات العبث من الترِندات السلبية التي كانت تغزوّ المواقع، لبلوگرات وأشخاص هابطيّ المستوى والمحتوى!

لقد عزف الترِند هذه المرة على وتر حساس وكشف عن جرح غائر في الذاكرة العراقية مما كان له التأثير النفسي والعاطفي الكبير في نفوس المواطنيّن الذي ادى الى تفاعلهم مع قصة حارث بشكل كبير وواسع، فكل منا تذكر اخاه او اباه او ابنه من قواتنا الامنية البطلة الذي ضحوا بدمائهم في تلك السنوات المريرة والذين لولا دمائهم لما كنا نستطيع ان ننعم بالامان لغاية اللحظة.

ومثلت الاعمال الدرامية هذه اولا في انتقالة وطفرة في التوجه الدرامي بذائقة الجمهور، الذي لن يقبل بعد اليوم ان يعرض امامه اعمال لا تمثل المجتمع او تسطح عقله، وتستخف به.

اما النقطة الثانية، التي أكد عليها المسلسل فهي تقطع ضمن الحرب النفسية لمؤيديّ ومناصريّ داعـش، الذيّن عرفوا إنَّ تنظيمهم هشّ، وممكن إختراقه وتدميره في أيّ لحظة، وإنذارهم بأنَّ لدينا أجهزة أستخبارية تستطيع ان تعيش معهم داخل بيوتهم ومع عوائلهم بدون علمهم!
لذلك، رأينا بعض حساباتهم التيّ تحاول أن تُكذب أحداث المسلسل، لكن من دونَ جدوى بسبب عظمّة الترِند الإيجابي الذي دعمه أبناء شعبنا الواعين.

أن الحديث عن الابطال و شخصية حارث، وعملياته انموذجا مشرفا لها يفتح الباب امام الكتاب وصناع المحتوى والقائمين على الدراما لولوج هذا العالم والاشارة الى تضحيات اولئك الابطال، فتاريخنا المعاصر حافل بهم وهم اولى واكثر احقية بتسليط الضوء عليهم ، و ان يتناولهم الفن كمادة فخمة، ضخمة، مشرفة، واقعية والاهم من كل هذا وذاك انها حقيقة حصلت بالفعل .

*سكرتير جريدة السيمر الاخبارية

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً