الرئيسية / مقالات / مابعد عملية طوفان الاقصى .. ماذا بعد؟ 2 / 3

مابعد عملية طوفان الاقصى .. ماذا بعد؟ 2 / 3

فيينا / الاربعاء 23. 04 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

اعداد هيئة تحرير جريدة السيمر الاخبارية

وداد عبد الزهرة فاخر*

رسل جمال *

ردة الفعل الاسرائيلية !!!

لم يكن بحسبان الدولة العبرية ان تأخد على حين غفلة ، وتسقط كل هيبتها وجبروتها وتسلطها في المنطقة ، وتتبخر اسطورة الجيش الذي لا يقهر في المنطقة على يد من ؟ ، مقاومة فلسطينية لا جيش مألل ومعدات ووسائل تقنية ، ولا سلاح طيران ولا قادة برتب عالية ” جنرالات “، ولا ميزانية مفتوحة ومدعومة من امريكا والغرب ، والعرب المتصهينة .

بل على يد مقاومين اشداء ، علمهم الصمود والايمان بدينهم وشعبهم انهم لن يغلبون ..وهو ما زاد من ردة الفعل الاسرائيلية ، وعمق ونشر توجيه الاتهامات كل نحو الاخر ابتداء من كل اجهزتها الاستخبارية ، وقواها العسكرية وقادتها الميدانيين ، حتى طال الاتهام رئيس الاركان ، وقادته العسكريين ، واصاب هامة السلطة الممثلة بشخصية رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي كان يفكر نفسه داود العصر وملك بني اسرائيل، ومكمن القوة والقمع للشعب الفلسطيني الاعزل ، وهو المدجج بكل اسلحة القمع والخراب والدمار المعدة له دوليا وعربيا ..

لذلك سارع وبدون اي تفكير ولا رويه بدل معالجة الامر، وايجاد الحلول بتفاوض ، او من خلال وساطات ، حقنا للدماء ، وايجاد مخرج لمشكلة طال امد حلها من اجل حقن الدماء في المنطقة لتعميق الازمة وخلق حالة عداء جديد معمق . واصبح التصلب الاسرائيلي ، نتيجة الضربة المفاجئة القاضية على هامة رؤوس السلطة المشبعة بالفكر العسكري الاقصائي وسيلة للقتل والتشريد والانتقام لمدنيين عزل لا حول لهم ولا قوة ، باستعجال تشغيل ماكنة الموت والدمار بشكل لا يمكن تصديقه .

الابادة لكل شي متحرك وثابت من البشر والزرع والحجر :

لا يمكن لاي مراقب منصف للاحداث التي اعقبت حدث السابع من اكتوبر العام 2023 ، ان يعي ويعقل ويوافق على عمليات الانتقام التي قام بها الجيش الاسرائيلي ، خاصة بعد وصول تاييد واسع النطاق ، وتواقيع على صكوك فارغة من قبل الاطراف المسانده لجولة الباطل الاسرائيلية ،ان يهضم ما حدث !! .

فقد كانت ردة الفعل عبارة عن تفكير ظلامي غارق بالسواد ، وبعيدا باميال عن الانسانية ، وقواعد الحرب ، واخلاقها ، والتعامل الذي كان يجب ان يجري مع عدو قاتل وتصرف بكل شرف واخلاق وانسانية ..

وسوف يكتب التاريخ مجريات ما حدث ويشير بكل ثقة واصرار على سوداوية عدو لشعب اعزل محاصر ببقعة صغيرة من الارض تطارده فيها طائرات وحشية ، وباسلحة دمار لم تثير لحظة شفقة لدى من وصلوا لتقديم التأييد والعون المادي والعسكري لعدو فاق من هاجموه باساليب لا انسانية ، ولا اخلاقية بحتة .

فقد ” برعت ” القاذفات الإسرائيلية باختيار احياء غزة وهدم مبانيها على رؤوس ساكنيها الابرياء من اطفال ونساء وشيوخ ومرضى لا حول ولا قوة لهم بعيدا عن التوجه للمقاومين الذين حيروهم باساليب بارعة في الاختفاء عن اعين وطائرات واسلحة عدوهم الاسرائيلي ، في شبكة انفاق اثبتت عجز من يطاردهم وفي احيان كثيرة سبقوا العدو بالموت واعجزوه عن اصطيادهم .

اضافة للقتل والتدمير الممنهج، صاحب ذلك تشريد وتجويع وتعطيش المدنيين الفلسطينيين العزل الذين اخذوا بجريرة مقاوميهم بانتقام لا انساني عجزت الجيوش المغولية في غزواتها البشعة عن القيام بالكثير منه ، ساعدهم بذلك اغلاق معبر رفح بكل خسة ودناءة من اغلقوه ومنعوا عبور حتى قطرات من الماء للغزاوين المحاصرين  .

الوحشية تجاه الاطراف المساندة للشعب الفلسطيني وقواه المقاتلة :

والى جانب دوران عجلة الموت وفق الفكر العنصري الغارق في الظلام ، مد الجيش الاسرائيلي عملياتة العسكرية نحو الاطراف المقاومة الاخرى بالمنطقة التي وقفت موقف المساند للمقاومين الفلسطينيين الذين احاطت بهم عجلة الموت الاسرائيلية ، وقتلت ابنائهم وشردت شعبهم بتلك الرقعة الجغرافية الصغيرة ، واسكنتهم العراء بعيدا عن اي اعتراض انساني عالمي ، او اخلاقي ، واخرجت عن الخدمة كل مستشفيات غزة حتى لا تتم معالجة مرضاهم وجرحاهم بالمعركة..

وتوجه الجيش الاسرائيلي بالخصوص لحزب الله اللبناني ، بسبب ما قام به حزب الله من فعل مساند كبير اشغل جزء كبير من نشاط  ماكنة الابادة العسكرية الاسرائيلية ، وعطل الكثير من تحركاتها ، مضافا لما فعله  الحوثيون بان انذروا “كافة السفن والقطع الحربية الأمريكية والبريطانية المشاركة في العدوان” على غزة، ومنعوها من العبور والوصول لاسرائيل واعتبروها أهدافا معادية تقع ضمن أهدافهم المرسومة بالمعركة .

بينما اخذ الجانب العراقي المقاوم موقف آخر شمل شل قدرات ميناء ” ايلات” الاسرائيلي الذي يقع في قرية ام الرشراش الفلسطينية المحتلة ، او المتنازل عنها مصريا . مع استهداف قوات الاحتلال الأمريكي في العراق والمنطقة.

و شن حزب الله هجمات شبه يومية على أهداف للاحتلال الإسرائيلي قريبة من الحدود اللبنانية، منذ الثامن من أكتوبر، دعما لفصائل المقاومة في قطاع غزة، وردا على مجازر الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

وأدت هجمات حزب الله إلى قصف متبادل مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يستهدف مواقع وبلدات لبنانية، وزادت حدتها باغتيال قادة من الحزب ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت.، بعد ان اعيا حزب الله اسرائيل واعجزها فركز هجماته البربرية على الضاحية الجنوبية لبيروت ..

ثم كانت خاتمة عمليات الجيش الاسرائيلي عملية الاغتيال الجبانة لسماحة قائد المقاومة الاول بالمنطقة وعقلها المفكر الشهيد حسن نصر الله ، واعقبه باغتيال عقبه بقيادة حزب الله الشهيد السيد هاشم صفي الدين، وقيادات اخرى عديدة من الحزب .

السؤال الكبير والمهم هل استطاعت اسرائيل ان توقف عجلة المقاومة ؟:

بعيدا عن عنتريات اي قيادات همجية فاشية تستخدم الحروب من اجل ابادة الاخر واقصاءه ، فالرد حاضر وجاهز منذ ان خلقت الدنيا ..

كون المقاومة ضد اي محتل غاشم وعلى مدى العصور ، هي فكرة تختمر بذهن المقاوم ، وتتعالى عن كل مغريات الدنيا ومباهجها ، ويبقى الفعل المقاوم هو الحقيقة الواضحة والناصعة ، ولا يمكن لأي قوى مهما عظمت ان تمحو هذه الفكرة وتزيلها من اذهان معتنقيها .

فاغتيال من خطط وقاد المقاومة في 7 اكتوبر كالشهيدين يحيى السنوار ومحمد الضيف ، ومن قبلهم الشهيد اسماعيل هنية ، وقادة آخرين بارزين ، لم تشل حركة المقاومة الفلسطينية ولم تفرغها من محتواها الثوري بين صفوف شعبها ، بل أظهرت عملية طوفان الأقصى فشل مكونات المنظومة العسكرية والأمنية الإسرائيلية منذ اليوم الأول للعملية، وأجّجت خلافات داخلية في إسرائيل حول الجهة التي تتحمل المسؤولية عن هذا الفشل غير المسبوق ، وتسببت بخسائر بالارواح من القتلى ، والمشردين عن بيوتهم ومساكنهم لليوم ، وزرعت بنفوس المستوطنين الخوف من المستقبل الآتي الذي ادى لهروب عدد كبير من المستوطنين من اسرائيل للدول التي قدموا منها قبل استيطانهم بـ ” أرض الميعاد ” التي تعيش بمخيلتهم سابقا.

وللحديث بقية …..

 

20 . 04 . 2025

*رئيس تحرير جريدة السيمر الاخبارية

*سكرتير التحرير

www.saymar.org

alsaymarnews@gmail.com

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات 

اترك تعليقاً