متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية — سلمان الجميلي، عضو مجلس نواب، أفندي المظهر، بربطة عنق تقليدية، عشائري المَخْبر، بحسابات فَخِذ القبيلة واستحقاقاتها من غنائم السياسة.
نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، والظَّهْر خِلافُ البَطْن، فأجندته وخطاباته واهتماماته (محلية) بحتة، تدور على غير هدى، وفق ما تحددها أفلاك الصراعات والاتهامات المتبادلة التي صارت ديدن برلمانيين كُثْر.
و الجميلي الذي لا يبتسم، ليُزيد على تجهّم السياسة تجهماً ، هو الرئيس لكتلة العراقية البرلمانية ، كان حين دعا الى تفعيل وجود المرأة في العملية السياسية ، على” قاعدة قدرتها على إدارة الملفات السياسية ” بحسب قوله ، ترجم النظرية على ارض الواقع البرلماني بأسلوبه الخاص، فلم يقَلَّبَ الأَمرَ ظَهْراً لِبَطْنٍ، حين اطلق كلمات نابية على زميلة برلمانية هي عالية نصيف، عن العراقية الحرة التي رمته بـ(حذائها) وأنسلّت، بعدما اتهمته “بإجبار نواب العراقية على الخروج من جلسة التصويت على الموازنة” لكن الموازنة مرت والجميلي خسر جمهوره من النساء.
وإذ حَفَرت الواقعة، نقطة سوداء في تأريخه ( البرلماني ) ، فانها سوّقته بين الناس ، عنفيّاً ، حتى تجاه الجنس البرلماني الناعم ،
ليقضي الجمْع وقتهم يتندّرون، حتى دوّن شخص اسمه حيدر عليى على حائط الجميلي الافتراضي في فيس بوك ” ألف مبروك على ( الــ.. ) يا سيادة النائب”.
ومنذ تلك اللحظة أشعلت معركة (الحذاء) النار في رصيد الجميلي الدعائي سلباً او ايجاباً ، منذ انتشرت مقاطع فيديو لـ( واقعة الحذاء ) في آذار 2013.
ويكيبيديا ، تقول ان الرجل من مواليد الفلوجة العام 1963 ، وحصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة النهرين ، وهي شهادة يحرص كل من ولج السياسة من باب الانتخابات على حملها والتباهي بها، حتى وانْ افتقد الى المؤهلات الاكاديمية في علم السياسة، حتى باتت عنواناً استهلاكياً، يغطي على مركّب النقص الذي يشعر به كثيرون وهم يقتحمون عالماً ما كانوا ليحلموا به.
وكم نائبٍ أو وزير اليوم لا يكتفي بلقب المنصب، حتى يضفي على نفسه لقب دكتوراه، ولو بالشهادة المزوّرة التي تُمنح له وهو خلف مكتبه الرسمي، يشكر بالتلفون مانحيها الذين ينتظرون منه رد الجميل.
لكن الجميلي، زيادة على ذلك ، حرص في موقعه الالكتروني الشخصي الذي بدا (واهناً تقنياً) ، ليس غنياً بالمعلومة العامة والشخصيّة عنه، على التذكير بمناصب وألقاب وشهادات ، فهو اضافة الى كونه عضواً في النواب العراقي وحاملاً للدكتوراه في السياسة الدولية من جامعة النهرين، فانه يحمل الماجستير ايضاً في العلوم سياسية من جامعة بغداد في الفكر السياسي، وهو الحامل أيضاً لشهادة البكالوريوس في القانون والسياسة من جامعة بغداد العام 1986، والمحاضر في مادة السياسة الخارجية والعلاقات الدولية في كلية العلوم السياسية، والباحث في مركز الدراسات الدولية في جامعة بغداد لغاية الان، و رئيس مركز الدراسات القانونية والسياسية في جامعة النهرين، وهو الباحث والمشارك في العديد من المراكز البحثية العربية والدولية، بل هو العضو المؤسس والباحث في المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية والعضو في المنتدى العلمي والثقافي في الفلوجة الذي اشترك في تأسيسه، و عضو الجمعيتين العربية والعراقية للعلوم السياسية، ومُساهِم بشكل فعّال في صياغة قانون العفو العام، و نائب رئيس مجلس العلاقات الخارجية في مجلس النواب، وعضو المجلس الحاكم للاتحاد البرلماني العالمي، و نائب الامين العام لتجمع المستقبل الوطني، و عضو مجلس النواب العراقي للدورتين الاولى والثانية، اكتفي بهذا القدر قراءنا فالقائمة طويلة، و لكم ان تحصو المناصب حتى تتعبوا لتبدو كثرتها دعاية اكثر منها سيرة اكاديمية وحياتية.
سلوكيات الجميلي السياسية، منطلقها سَلْبَ الذَّبيحةَ ،وأخذ جلدَها وأحشاءَها كمغنم خالص ، لا تدل على موهبة في السياسة بقدر ما هي ردود افعال استفزازية على احداث وتصريحات وجد فيها تنال منه ومن توجهاته ، لكنه وجد نفسه دوماً وهو يلوذ بعباءة العشيرة اكثر منه بقوة (القائمة) ، شأنه شان الكثير من النواب، الذين يرتمون في احضان القوم لاسيما ايام الانتخابات بغية التحشيد العشائري ليصبح البرلماني و المسؤول رجل العشيرة والقوم في المنصب او البرلمان قبل ان يكون ممثلا لكل العراقيين.
وفي اروقة البرلمان لم يشكّل الرجل استثناءً ، وحاله حال الكثير من زملائه، يقضي وقتاً مهماً في (تحسّس) أصابع الاتِّهام العشرة ، وتقاذف الشتائم ، وتبادل الشكوك ، حتى داخل القائمة العراقية نفسها ، فما برِح يتهم النائبَ عن ائتلاف ِالعراقية حيدر الملا بتقسيمِها من خلال الضغطِ على صالح المطلك للانسحاب من الائتلاف متهما اياه بخِداع ِ الجماهير.
وفي ذات الوقت يتهّم اعضاء في قائمته ( ينتظر بعض رفاقه اعلان نبأ موتها) ، بأنهم يصطفّون اصطفاف التَّلاميذُ في طابور الصّباح، مع المالكي خلف الكواليس، ويتخلون عنها مقابلَ مناصبَ بائسةٍ لا قيمة َ لها.
وإذ يتّهم الجميلي اطرافاً سياسية نافذة والحكومة على السواء، بمحاولة اقصاء العراقية عبر عزلها سياسياً وترهيب اعضائها، فانه ذاته مُتهّم بالتحريض على العنف ، ففي شباط 2013 ، كُشِف النقاب عن مذكرتي القاء قبض بحقه بتهمة التحريض على العنف وفق المادة 4 من قانون مكافحة الارهاب، حتى بات اعتقاله قاب قوسين أو أدنى بعدما طوّقت قوة عسكرية خاصة بيته.
وفي وقت آخر ، كان الاقرب لان يكون ضحيّة العنف الذي يدعو له ( بحسب الاتهام الموجه ضده )، يوم نجا من انفجار عبوة ناسفة قرب موكبه في منطقة أبو غريب.
ولم يلعب الجميلي دوراً برلمانياً محضاً في مظاهرات الانبار، بل متحيزاً لصالح الذين يعوّل عليهم في الانتخابات، ليتهّم الحكومة “بمحاولة عزل المنطقة الغربية واعطائها وضعاً خاصاً مثل جنوب السودان”، فيما وصف تأجيل الانتخابات في محافظتي نينوى والانبار بأنه يهدف الى “إيصال حلفاء رئيس الوزراء نوري المالكي إلى تلك المحافظتين”.
لكنّ نخباً من المنطقة الغربية، يرون في مواقف الجميلي وإظهار نفسه بين المتظاهرين واعتلائه منصة الخطابة، دعاية انتخابية وتعصّب عشائري وطائفي وخوف من منافسين يفوقونه اليوم شعبية يؤيدون بقوة الحوار مع الحكومة، التي يتهمها الجميلي بأنها “تمنع نوابا من العراقية من دخول بغداد او الخروج منها”.
ووصل تخندق الطائفة والعشيرة الذي يحرص عليه الجميلي، ان القيادي في القائمة العراقية ظافر العاني كتب في حائطه الرقمي في (فيس بك)، عن دخوله محافظة الانبار بسيارة (كيا)، سيراً على الاقدام بمعية رئيس كتلة القائمة العراقية في البرلمان العراقي سلمان الجميلي بسبب زحام لا مثيل له (بوصف العاني) عند النقطة العسكرية الأولى عند مشارف الانبار وهي ذاتها التي يقول عنها العاني:(حدثت بقربها معظم محاولات الاغتيال التي تعرض لها سياسيو القائمة العراقية بما فيها محاولة اغتيال الجميلي) “.
وفي سلوك مشابه، حرص الجميلي في صفحته الافتراضية على ابراز صوره مع المحتجّين في الرمادي ، ومع المصليّن في جامع الامام الاعظم ابو حنيفة النعمان ، ليصف زائر لصفحته الافتراضية على فيس موقفه ، “بالشجاع والبطل”.
يحرص الجميلي ان يظهر دوما بلباس الافندي الذي يتقمصه مخفيا ابن العشيرة الذي ما انفك حتى بان في صفحته الافتراضية على الفيسبوك وهم يتأبط سجادة الصلاة ، فعاليته في المشي نحو مقام ابي حنيفة لاداء الصلاة فيما الكاميرات تصوره ، دعاية في غير وقت الانتخابات تمنح زخما للتظاهرات.
صور خيال عقيمة لبرلماني تنازل عما يملك من قوة أباء مؤسسين فانتصر للعزلة وكأنه آثر منح البلاد غيبوبة وغياب عن حلوله.
تصميم على عناد دأب عليه الجميلي وخلفه قادة التظاهرات واصوات ساحات الاعتصام، ولهؤلاء مبرراتهم في ظهور، ولكن ما الذي يبرر ان يترجل رجل السياسية واكاديميها من كرسي تحت قبة يتيح له ان يقود اعتى معارضة (لادموية) ليخرج الى ساحات مستبدلا صوت مطرقة رئيس البرلمان بصرخة (تكبييير).
المسلة