الرئيسية / مقالات / إنتصاراً للديمقراطية العراقية… فلنعرف أعدائها !!!!!

إنتصاراً للديمقراطية العراقية… فلنعرف أعدائها !!!!!

السيمر / الأربعاء 23 . 11 . 2016

عزت يوسف إسطيفان

من متابعتي لنمو وترسيخ الديمقراطية في بلدنا المشترك العزيز، العراق الجريح ، والمخاطر التي تتهدد الوطن وديمقراطيته الفتية ووحدته ، خاصة في هذه الظروف التي تتكالب قوى خارجية عديدة ذات الإجندات المتنوعة … وكان تهديد أردوغان وأذرعته في الداخل العراقي من أخطرها للأسف الشديد.
كما أتابع سير المعارك البطولية التي تخوضها قواتنا الأمنية والقوات المسلحة والشرطة الإتحادية والحشد الشعبي والعشائري وقوات البيشمركة لتحرير آخر ما تبقى من رجس داعش في نينوى.
أقول وأنا أتابع هذه الشؤون وإذا بي أطلع على مؤتمر لمن يدعون أنفسهم “عراقيين حريصين على مستقبل الموصل” يعقد خارج العراق وأين؟ في تركيا التي لم يخفِ دكتاتورها الفوضوي “الديمقراطي” أطماعه في الموصل وكركوك وتلعفر تمهيداً لإبتلاع العراق كله لضمه الى إمبراطوريته العثمانية الجديدة .
وحسب هذا الأفق دعا أردوغان الى إلغاء معاهدة سايكس – بيكو ومعاهدة لوزان لإعادة تقسيم المنطقة بما يلائم إمبراطوريته المنشودة ، وينسجم مع طموحات اليمين الإسرائيلي والطموحات الإمبريالية العالمية ، الرامي الى شرذمة المجتمعات العربية عن طريق الإرهاب الداعشي والهيمنة عليها ومنها المجتمع العراقي .
الأنكى، أن يكون القائم على ترتيبات عقد ذلك المؤتمر في تركيا هو السيد سيار الجميل.
ما أن قرأت هذا الإسم حتى إنتصبت أمامي أحداث ليست بالبعيدة عن السيد الجميل ، الذي سمعتُ عنه كبعثي يوم كان وكنتُ في الجزائر في ثمانينات القرن الماضي وهو خريج الإتحاد السوفييتي يوم كان أستاذاً في جامعة وهران ويسكن في عمارة (رزيدنس بيريه) ويسكن في العمارة أيضاً عراقيون آخرون من خريجي الإتحاد السوفييتي. ثم أطلق قنبلته يوم هلل لتسليم الموصل الى داعش من قبل رفاق السيد سيار نفسه مثل المطلوب للعدالة محافظ نينوى المطرود أثيل النجيفي وذلك في مقال له في موقع النور الإلكتروني الذي هو موقع محترم.
ربما إعتبر السيد سيار أن داعش هي إستجابة لدعوته يوم كتب مقالاَ في الإعتداء الإجرامي الآثم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد قبل عدة سنوات حيث ناشد السيدة العذراء زوراً وبهتاناً ونفاقاً بأن تخلص العراق من “مأساته” التي فهمنا منه بلا شك أنها تعني “الديمقراطية” إذ ناشد السيدة البتول “متى تأتي الضربة القاضية؟”.
وها هي داعش الضربة القاضية وكانت أمنيته وهو العالم بما كان يخطط في كواليس غرف العمليات ضد العراق في العواصم المختلفة البعيدة والقريبة ، وها هو حرصه على داعش يوم أوشكت على الهلاك على أيدي العراقيين بجميع تلاوينهم القومية والدينية والمذهبية من أنصار الديمقراطية فيدعو الى مؤتمر ربما لترديد ما طرحه صاحب برنامج ” الإتجاه المعاكس ” في فضائية الجزيرة فيصل القاسم الذي قال: “هل يُعقل أن يُرسل جيش وميليشيات من مائة ألف شيعي لمقاتلة بضع مئات من داعش؟ إنهم يريدون إبادة السنة!!!!!!”.
لفت نظري عدم إطلاع بعض الأخوة العراقيين في الولايات المتحدة وكندا على حقيقة اهداف واتجاهات السيد الدكتور سيار الجميل. لذا فكرتُ بإعادة نشر مقال بسبعة حلقات كتبه صديقي وأخي ورفيقي المهندس الاستشاري محمد ضياء عيسى العقابي رداً على مقال السيد سيار الجميل آنف الذكر حول الإعتداء الإجرامي على كنيسة سيدة النجاة في بغداد. وقد بحثت الموضوع مع الرفيق العقابي وعندئذ قررتُ نشر الحلقات تباعاً.
انتهى
————————–
هذا ليس حزناً على الشهداء بلْ عشـقٌ للإرهاب يا دكتور سـيّار الجميل!1-7

محمد ضياء عيسى العقابي

في كل الأحوال، وخاصة في مرحلة البناء الديمقراطي:
– النقد مطلوبٌ، حتى وإن إفتقد للموضوعية كَأَنْ يعتريه الإنحياز أو المبالغة أوالظلم أو الإغفال أو النسيان أو التناسي أو الإهمال أو السخرية أو التيئيس أو الأحادية أو فقدان الإتزان أو المزايدة أو التشويش أو رفع المسئولية عن الأمريكيين في كثير من الأمور وخاصة في مجالي “التهاون” مع الفساد وسوء الخدمات كالكهرباء وتلبيسها كاملة برأس الحكومة العراقية؛
– والتحريضُ على شتم الحكومة كلها أو بعضها أو رئيسها مقبولٌ؛
– والتحريضُ على عدم التصويت للحزب الفلاني أو ألإئتلاف الفلاني أو الزعيم الفلاني مفهومٌ، حتى ولو إنتهت الإنتخابات والإلحاح مستمر؛
– الإحتجاج والتظاهر مشروعان، حتى ولو لم يكن هدفهما الحقيقي هو المعلن بل يرميان إلى العزل والمحاصرة والتشهير والتأليب والتسقيط؛
– دعوة الخارج للتدخل في الشأن الداخلي والإستقواء به مسكوت عليها على مضض تفادياً لصدام أوسع،
– كما هي مسكوتة عليها الطلبات المتوالية من البعض الذي ما أن يسمع همساً أو صوتاً في الخارج إلا ودعى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أن تهرع إلى العراق للتحقيق مع الحكومة العراقية على “جرائمها” المقترفة بحق الإرهابيين “الأبرياء” وقبلهم البعثيين “المساكين” الذين صدرت بحقهم، في 9 نيسان عام 2003، “نداءات مشابهة” لبيانهم رقم (13) الذي أصدروه صبيحة 8 شباط عام 1963 الأسود الذي طلب من قطعان الطغمويين المنفلتين “إبادة كل من يخل بالأمن”!
نعم، كل أساليب الإنتقاد والإحتجاج وطلب التحقيق والتجريح والتهريج يقع في إطار المطلوب والمبرر والشرعي والمقبول والمفهوم والمسكوت عليه وتكفله القوانين في المجتمع الديمقراطي.
الأمر المرفوض، قطعاً، وغير المقبول، مؤكداً، هو كلامٌ ذو جوهرٍ يؤول إلى تدمير النظام الديمقراطي، أياً كان شكل أومظهر ذلك الكلام، فالعبرة في الجوهر لا في المظهر؛ علماً أن دمار النظام الديمقراطي في العراق يعني الكارثة بعينها للشعب وللوطن. أحد مظاهر هذا النوع من الكلام هو الذي يبرر للإرهاب أفعاله الإجرامية، والأشنع: الكلام الذي يناصر الإرهاب بتعبير أو آخر، أو بالأقل يبرره.
ماذا عسانا أن نسمّي الكلام التالي؟:
“المأساة ستبقى إن إكتفينا بالصمت القاتل .. المأساة ستبقى ما بقي الإرهاب! الإرهاب سيبقى ما بقيت جماعات وأحزاب تتحكم بمصيرنا باسم الدين! المصير سيبقى قاتماً ما بقي العراق يتشظى فرقاً وجماعات وكتلاً وأعراقاً!”
وَرَدَتْ هذه الكلمات وكثير غيرها وعلى وزنها في دعاء وجهه أ.د. سيّار الجميل إلى “سيدة النجاة” بعنوان:
“سيّدة النجاة .. متى تنقذين العراق؟”
(موقع “أخبار” الإلكتروني بتأريخ 2/11/2010)
أُثَبِّتُ هذا النداءَ في نهاية المقال لإطلاع القارئ الكريم عليه لخطورته؛ وسأسهب في الرد عليه لأن أفكار كاتبه الدكتور سيّار الجميل تمثل، بتقديري، خلاصة المواقف الفكرية لطيف واسع من القوميين العرب والبعثيين لا في العراق وحسب بل في المنطقة والعالم أيضاً. وهي تمثل وجهة النظر المناوئة، بدرجات متفاوتة، للديمقراطية وللعراق الجديد المتجه نحو بناء نظام ديمقراطي.
بادئ ذي بدء، فالدكتور الجميل، في هذه الكلمات المذكورة أعلاه، يبرر وجود الإرهاب بوجود “جماعات وأحزاب تتحكم بمصيرنا بإسم الدين”. ولا أجد تبريراً لهذا الربط بين هتين الجهتين ، إلا أللهم إذا أراد الدكتور الجميل القولَ إن ألإرهاب “ممتعض” من تحكُّم مزعوم لجماعات وأحزاب بمصيرنا بإسم الدين لذا فهو، الإرهاب، يثور لنفسه أو ربما بالنيابة عن السيد سيّار ومن على شاكلته لمواجهة المتحكمين؛ أو إن من “يتحكم” بمصيرنا بإسم الدين هو الذي يتحرش بالإرهابيين، وأولئك “المساكين” يدافعون عن أنفسهم والدفاع عن النفس حق مشروع، كما يعلم الجميع. الأدهى والأمرُّ من هذا فإن الدكتور جمَّلَ تبرير العمل الإرهابي. فالتكفيريون أعلنوها صراحة وعلى رؤوس الأشهاد بأنهم يريدون من إرهابهم محوَ الشيعة لأنهم “رافضة”. بينما هوَّن الدكتور سيار من حجم الفعل الإجرامي وبشاعة هدفه وأطلق عليهما مسميين أقل إستفزازاً للسامع المتحضر، المؤمن بحرية العقيدة والإيمان وفق اللائحة العالمية لحقوق الإنسان الصادرة عن الأمم المتحدة، إذ قلَّص حجم الجهة المستهدَفة بالإرهاب (أي الشيعة) وإختزلها ب “جماعات وأحزاب”؛ ولَطَّفَ سببَ الإستهداف (كونهم رافضة) وحوَّره إلى “تتحكم بمصيرنا بإسم الدين”.
وإذا قيل إن الدكتور سيّار لا يطرح موقفاً، بل إنه، وبموضوعية، “يقرأ” عقلية وموقف الإرهابيين و “يتكهن” ببقائهم في العراق طيلة بقاء “الجماعات والأحزاب التي تتحكم بمصيرنا بإسم الدين” أقول: كنتُ أتمنى ذلك ولكن الأمر، بعد التدقيق، ليس كذلك. إنه قد جعل من الإرهاب ناقماً ومثيلاً له ولمن يقصدهم بالضمير “نا” في كلمة “مصيرنا” وفق القرائن التالية:
– كلمة “تَحَكُّم” توحي بأمورعديدة محتملة منها: عدم شرعية الطريق الذي سلكه الحاكم لسدة الحكم؛ تعسف الحاكم في إدارة شئون البلاد والعباد؛ الفصل في شئون العباد وفق الدين الذي يتسمّى به الحاكم؛ والعبث ب “مصيرنا” أي بمصير الشعب العراقي بضمنه الإرهابيون.
إذاً، هناك طرفان:
الطرف الأول (كما وصفهم السيد سيار بكلماته وإيحاءاته) : متحكمون “بمصيرنا بإسم الدين” وهم لا “تسودهم الحكمة والعقل” وهم “أصحاب الأسلوب الهمجي” ويصنعون “الجنون” في معالجة “المحنة مع الإرهاب والإرهابيين” وهم الذين قذفوا العراق وسط غابة “يتحكم بمصيرها الزناة” و “الإنقساميون” و “يعبث بها الوحوش”
وطعنَ ضمناً بشرعية وصولهم للسلطة وبإسلوب إدارتهم لشئون الدولة.

الطرف الثاني: الناقمون وهم الشعب الذي “يتحكم” المتحكمون، بإسم الدين، بمصيره؛ ومن ضمنه، أي الشعب، الدكتور الجميل. يقف هذا الطرف موضوعياً في خندق واحد مع الإرهابيين الذين إقترن وجودهم بوجود الطرف الأول (بشهادة السيد سيار) لا للتوادد، حتماً، بل للتضادد والتصادم، مؤكَّداً. فهم ناقمون أيضاً، شأنهم شأن السيد سيار والشعب، مِنْ “تَحَكُّمِ جماعات وأحزاب بمصيرنا بإسم الدين”.
ولكن، بما أن الشعب قد قال كلمته مراراً وتكراراً سواءً في الجولات الإنتخابية الثلاث التي راقبها ما يقرب من نصف مليون مراقب محلي وأجنبي ورصدها العالم وهي تجري تحت وابل من الرصاص الإرهابي – الطغموي فإرتقت إلى أعلى المعايير الدولية بشهادة جميع المراجع المختصة وعلى رأسها الأمم المتحدة، فأذهلته وأسماها بالثورة البنفسجية، أو بالإستفتاء على الدستور الذي وصفه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بكونه أكثر دساتير المنطقة تقدماً – فقد قال الشعب “لا للإرهاب” و “لا للطغمويين”. وبقي، إذاً، الدكتور سيّار الجميل والإرهابيون والطغمويون وحدهم في خندق الناقمين.

اترك تعليقاً