السيمر / الجمعة 25 . 11 . 2016
عزت يوسف إسطيفان
بالرغم من المخاطر التي تتهدد الوطن وديمقراطيته الفتية ووحدته ، وفي هذه الظروف بالذات التي تتكالب قوى خارجية عديدة ذات الإجندات المتنوعة …وكان تهديد أردوغان وأذرعته في الداخل العراقي من أخطرها للأسف الشديد، فان الديمفراطية الفتية تترسخ وتكبر في وطننا العراق الذي هو وطن الجميع . في العراق الان حكم مدني قائم على أساس دستور مدني أقره الشعب. فهونظام حكم ناتج عن ممارسة ديمقراطية بشهادة الأمم المتحدة ، والمنظمات الدولية ، وعليه فهو حكم قائم على الشرعية السياسية.
كما ان الدستور العراقي لا يسمح بقيام او بتشكيل حكم دكتاتوري إستبدادي غير ديمقراطي، فهو ايضا حكم مدني ديمقراطي .
ان نتائج سير المعارك البطولية التي تخوضها قواتنا الأمنية والقوات المسلحة والشرطة الإتحادية والحشد الشعبي والعشائري وقوات البيشمركة لتحرير آخر ما تبقى من رجس داعش في نينوى دليل على تطور ونجاح العملية السياسية الذي يؤدي الى تعميق المنهج الديمقراطي في العراق .
وبالرغم من كل هذا أطلعت على خبر مؤتمر للبعض، لمن يدعون أنفسهم “عراقيين حريصين على مستقبل الموصل” يعقد خارج العراق وأين؟ في تركيا التي لم يخفِ دكتاتورها الفوضوي “الديمقراطي” أطماعه في الموصل وكركوك وتلعفر تمهيداً لإبتلاع العراق كله لضمه الى إمبراطوريته العثمانية الجديدة .
وحسب هذا الأفق دعا أردوغان الى إلغاء معاهدة سايكس – بيكو ومعاهدة لوزان لإعادة تقسيم المنطقة بما يلائم إمبراطوريته المنشودة ، وينسجم مع طموحات اليمين الإسرائيلي والطموحات الإمبريالية العالمية ، الرامي الى شرذمة المجتمعات العربية عن طريق الإرهاب الداعشي والهيمنة عليها ومنها المجتمع العراقي .
الأنكى، أن يكون القائم على ترتيبات عقد ذلك المؤتمر في تركيا هو السيد سيار الجميل.
السيد الجميل ، الذي سمعتُ عنه كبعثي يوم كان وكنتُ في الجزائر في ثمانينات القرن الماضي وهو خريج الإتحاد السوفييتي يوم كان أستاذاً في جامعة وهران ويسكن في عمارة (رزيدنس بيريه) ويسكن في العمارة أيضاً عراقيون آخرون . ثم أطلق السيد سيار قنبلته يوم هلل لتسليم الموصل الى داعش من قبل رفاق السيد سيار نفسه مثل المطلوب للعدالة محافظ نينوى المطرود أثيل النجيفي وذلك في مقال له في موقع النور الإلكتروني الذي هو موقع محترم.
ربما إعتبر السيد سيار أن داعش هي إستجابة لدعوته يوم كتب مقالاَ في الإعتداء الإجرامي الآثم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد قبل عدة سنوات حيث ناشد السيدة العذراء !!!!! ؟؟؟ بأن تخلص العراق من “مأساته” التي فهمنا منه بلا شك أنها تعني “الديمقراطية” إذ ناشد السيدة البتول “متى تأتي الضربة القاضية؟”.
وها هي داعش الضربة القاضية وكانت أمنيته وهو العالم بما كان يخطط في كواليس غرف العمليات ضد العراق في العواصم المختلفة البعيدة والقريبة ، وها هو حرصه على داعش يوم أوشكت على الهلاك على أيدي العراقيين بجميع تلاوينهم القومية والدينية والمذهبية من أنصار الديمقراطية فيدعو الى مؤتمر ربما لترديد ما طرحه صاحب برنامج ” الإتجاه المعاكس ” في فضائية الجزيرة فيصل القاسم الذي قال: “هل يُعقل أن يُرسل جيش وميليشيات من مائة ألف شيعي لمقاتلة بضع مئات من داعش؟ إنهم يريدون إبادة السنة!!!!!!”. ان اراء ومواقف سيار الجميل تتناغم مع النواب الذين يقفون الان ضد تمرير قانون الحشد الشعبي في البرلمان العراقي الذي يعمل على جعل الحشد الشعبي وتحويله الى قوة حكومية مستقلة عن سيطرة الأحزاب السياسية عبر الارتباط المباشر بالقائد العام للقوات المسلحة حيد العبادي ، حيث اشار النائب عن اتحاد القوى العراقية السيد رعد الدهلكي اليوم الاربعاء عن (( تمسك ائتلافه برؤيته حول قانون الحشد الشعبي، معتبرا ان تمريره من التحالف الوطني وفق سياسة “لي الاذرع” سيمثل ضربة قوية للتسوية الوطنية، لافتا الى ان جميع الخيارات مفتوحة امام الاتحاد للتعامل مع الامر)) .
لفت نظري عدم إطلاع بعض الأخوة العراقيين في الولايات المتحدة وكندا على حقيقة اهداف واتجاهات السيد الدكتور سيار الجميل. لذا فكرتُ بإعادة نشر مقال بسبعة حلقات كتبه صديقي وأخي ورفيقي المهندس الاستشاري محمد ضياء عيسى العقابي رداً على مقال السيد سيار الجميل آنف الذكر حول الإعتداء الإجرامي على كنيسة سيدة النجاة في بغداد. وقد بحثت الموضوع مع الرفيق العقابي وعندئذ قررتُ نشر الحلقات تباعاً
انتهى
——————–
هــــذا لـيــس حــــــــــز ناً على الشـــهـداء، بــلْ عشـقٌ لـلإرهـــــــا ب، يـا دكتـور ســيّـا ر الجميل!2/7
محمد ضياء عيسى العقابي
فالدكتور الجميل المحترم، إذاً، لا “يقرأ ويتكهن” وحسب، بل إنه ناقم ويتعاطف مع “الناقمين” ويتضرع إلى سيدة النجاة أن تأتي “الضربة القاضية لكل العابثين والإرهابيين والمتواطئين والانقساميين والحاقدين والمجانين .. كي يذهبوا إلى الجحيم”.
ولكن: مَنْ الذي يُسدَّد “الضربة القاضية” ولمن يسددها؟ وأية “ضربة قاضية” تلك التي تقضي على كل أولئك الذين سطرهم الدكتور سيّار في لائحة الإعدام؟
“الضربة القاضية” تُسَدَّدُ ل”المتحكمين بمصيرنا بإسم الدين” بأجمعهم إضافة إلى “المتواطئين والإنقساميين (إقرأ: الإنفصاليين = الأكراد!!)”، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى تُسَدَّدُ لبعض “الناقمين” وليس لجميعهم، وهذا البعض، تحديداً، هو “الإرهابيون”؟…. عجيب!!… ولكن: سيزول العجب عندما يُعرف السبب!!!
الآن، فمن هو مُسدد “الضربة القاضية”، إذاً؟
إنه الذي سوف “يُسدل الستار عن أقذر مسرحية شهدها تأريخ العراق”.
إذاً، مُسددُ “الضربة القاضية” هو ذلك “المحنك” الذي أَرْكَبَ الإرهابيين على ظهره كالمطية وأوصلَهم إلى مسطر العمال والمسجد والكنيسة والحسينية والجامعة والمدرسة والسوق والكراج والشارع والوزارة وعمود الكهرباء ومضخة الماء وأنبوب النفط، وإنتظرهم كي ينتهوا من مهمتهم بالقضاء على “المتحكمين بمصائرنا بإسم الدين والإنقساميين”. بعدئذ يغدر بهم، أي بحلفاءه الإرهابيين، وينقضُّ عليهم أيضاً ب “الضربة القاضية” ليخلو له الجو ويعلن البيان رقم (1) “وتشرق الشمس” وبذلك “يُسدل الستار على أقذر مسرحية شهدها تأريخ العراق”.
أما “الضربة القاضية” فهي السلاح الكيمياوي المألوف لدى ذلك “المحنك” منذ أيام حلبجة والأهوار. لأن أي سلاح تقليدي آخر لا يمكنه القضاء على الجماهير المليونية في “ضربة قاضية” واحدة.
أما تُذَكِّرُنا هذه السمات “النبيلة” و”الأصيلة” بجهةٍ ما طالما نَسَبَتْ هذه النعوت لنفسها؟ أليست ملامح “المحنك”، هذه، هي ذاتها ملامح “الحزب القائد”؟…. نعم… إنه هو بعينه، الحزب الذي تتحطم الدنيا ولا يتحطم…. لأنه حزب شيدته الجماجم والدم!!! إنه حزب الرفيق الدكتور سيّار الجميل ….!!!!.
بإختصار وإجمالاً: يتوقع الدكتور سيّار أن يستمر تطاحن القوى الديمقراطية العراقية، دينية وعلمانية، مع الإرهاب التكفيري الممتطي ظهرَ البعثيين الطغمويين كأدلاء وحمّالة الحطب، إلى أن يُستَنزَفا ويُنْهَكَ الطرفان. وما أن ينتصر “المقاومون” أي الإرهاب، ينهض البعث الطغموي ليجهز تماماً على الأول ويقضي على الثاني ب “الضربة القاضية” ويستعيد سلطته “المفقودة” وينهي “مسرحية” التحرير والديمقراطية والدستور ومجلس النواب وجولات الإنتخاب والإستفتاء والفيدرالية وقانون إدارة المحافظات، وهي “أقذر مسرحية شهدها تأريخ العراق” بشهادة الدكتور بدرجة أستاذ في مادة التأريخ سيّار الجميل وعنده، بالطبع، الخبرُ اليقين!!.
وإلى أن تأتي هذه الساعة ولأجل دفع الأمور بإتجاهها وإنضاجها، يرمي الدكتور سيّار بثقله وراء الإرهاب مبرِّءاً إياه ومُديناً خصومَه الساعين لحماية المجتمع العراقي منه، ومن ثم يؤشر الطريق للخلاص النهائي. إنه يطرح الأمور وفق الترابط التالي: ففي العراق مأساة، لا يقول كيف جاءت ولكنه يعرف أنها ستستمر ما بقي الإرهاب موجوداً، وهذا الإرهاب، بدوره، سيستمر “ما بقيت جماعات وأحزاب تتحكم بمصيرنا بإسم الدين”، وإن تلك الجماعات والأحزاب هي المسببة لذلك المصير القاتم الذي سيبقى قاتماً ما بقي العراق يتشطى فرقاً وجماعات وكتلاً وأعراقاً على يدها
هي، أي الجماعات والأحزاب التي تتحكم بمصيرنا بإسم الدين.
يا له من شوق مرحلي للإرهاب!! ويا له من عشق أبدي للحزب القائد صاحب “الضربة القاضية”!!!
أناقش فيما يلي أفكار السيّد سيّار الأخرى التي جاءت على هيئة دعاء ونداء لسيدة النجاة:
أولاً: لم يُشهر التكفيريون سيفَهم ضد الشيعة منذ أن تولت السلطةَ في العراق “جماعاتٌ وأحزاب تتحكم بمصيرنا بإسم الدين”، بل منذ مدة أبعد حتى من سقوط النظام البعثي الطغموي، وأمتلكُ وثيقةً بذلك. بل إن هذا الموقف الرافض للشيعة قد برز للعلن على أرض الواقع حتى قبل “غزوة” 11 سبتمبر عام 2001 يوم فجر تنظيمُ القاعدة برجَي التجارة العالمية في أمريكا. وهنا أشير إلى تقرير بعثة الأمم المتحدة حول أفغانستان الذي أعلن عن مقتل عشرات الألوف بدم بارد من الشيعة الأفغان من قبائل الهزارا عند دخول قوات طالبان إلى عاصمتهم قبل عام 2000 ومن ثم دخول أئمة طالبان إلى
المساجد الشيعية هناك متوعدين الشيعة عموماً بمخاطبتهم من المنابر “أيها الشيعة الكلاب…”.
الغريب في الموضوع أن الشيخ يوسف القرضاوي قد إهتم كثيراً بالضجة العالمية التي أُثيرت حول عزم طالبان على تحطيم تماثيل بوذا العملاقة ذات القيمة الفنية في أفغانستان حتى أنه حمل متاعه وسافر إلى هناك لحل الأزمة ووجد طالبان “ملتزمة بالمبادئ الشرعية” على حد قوله في فضائية الجزيرة القطرية. ولكنه لم ينبس ببنت شفة عن الضجة العالمية الأخرى وهي محنة المساكين الهزارا، إذ لم يكترث بها أساساً.
وكحقيقة تأريخية، وبشهادة الشخصية البارزة في إئتلاف العراقية السيد حسن العلوي الذي كان يدرِّس في مدينة الرمادي، فإن النظام البعثي الطغموي قد إستقدم إسلاميين أصوليين من وهابيين وغير وهابيين ونشرهم في المناطق الشيعية من العراق فقط، للتبشير بمبادئهم المتطرفة لحد التكفير. ويُقال إنهم كانوا يمنحون الأشخاص البسطاء الذين أصابهم العوز الشديد لحد الجوع أثناء فترة الحصار على العراق – كانوا يمنحونهم مبلغ مائة دولار مقابل شتم الإمام علي بن أبي طالب. كما شيدت الحكومة جوامع سنية ضخمة في مناطق لا توجد فيها أعداد من السنة تبرر ذلك، في
الوقت الذي أصدرت فيه الحكومة عام 1985 قانوناً يمنع تشييد الحسينيات وهو أمر مخالف للائحة حقوق الإنسان الصادرة عن الأمم المتحدة.
ولا حاجة للتذكير بهجومات المتطرفين الأصوليين الدموية على المساجد الشيعية والكنائس في الباكستان منذ أكثر من 15 سنة.
وفي اليمن، الذي نشط فيه تنظيم القاعدة في السنين الأخيرة، فجر إنتحاري نفسه في حفل ديني للحوثيين الزيديين الشيعة أسفر عن مقتل 17 شخصاً وجرح 15 بتأريخ 24/11/2010. وبتأريخ 26/11/2010 شنَّ الإرهابيون هجوماً آخر على موكب تشييع لعبد الملك الحوثي أسفر عن مقتل شخصين. فهل أن الحوثيين “يتحكمون” بمصير اليمن “بإسم الدين” وهم مطارَدون من قبل دبابات النظام اليمني وطائرات النظام السعودي؟
لذا فإن إرهاب التكفيريين في العراق لم تؤججه “جماعات وأحزاب تتحكم بمصيرنا بإسم الدين” بل إنطلق من موقف رفض التكفيريين للآخر الشيعي؛ وإمتطى أولئك الإرهابيون ظهورَ الطغمويين وبالأخص البعثيين منهم الرافضين للآخر الديمقراطي من منطلق مصلحي نفعي طبقي، لشن حملة إرهابية تحت مسمى “المقاومة” وهي موضع سخرية وكره العراقيين قبل غيرهم. هذان الموقفان هما أصل الإرهاب في العراق وليس كما ينوه عنه السيد سيّار الجميل