الرئيسية / مقالات / تساؤلات، وتأملات في بعض حالنا اليوم – 88 / افراح في العراق، وإن كرهَ الندّابون

تساؤلات، وتأملات في بعض حالنا اليوم – 88 / افراح في العراق، وإن كرهَ الندّابون

السيمر / الأربعاء 05 . 04 . 2017

رواء الجصاني

اشاعة الفرح ليس مهمة يسيرة، كما قد يتصور البعض، فالأمر تعبير وجداني، وفطرة انسانية، لا يتمكن منها بسهولة اولئك الذين جبلوا على اشاعة الحزن والبؤس، ودعوني أقول انهم “الندابون” بتعبير موجز ..
الايام القليلة السابقة شهدت معالم، واحداث فرح في بلاد ظمئت لحد التصحر والجدب، لا بسبب ماجرى وحسب، بل لأن الندابين السياسيين، ومن على حوافهم، ما أنفكوا يراكمون الاحزان، بل ويفتعلونها اذا ما نضب ما يجدونه، أو ما عندهم، من مآسٍ وأتراح ..
وتسألون عن “أفراح” العراق الاخيرة – دعوا عنكم ما تحقق ويتحقق في نينوى وموصلها، برغم ما ترافق معها من شجون تدمي القلوب قبل الاعين – فأقول معدداً بعضها مثالاً لا حصرا، ان من بينها- ولندع الندابين يموتون في غيهم، وغيظهم:
– معرض للكتاب العربي في بغداد، دارة المجد، في دورة سنوية جديدة، نظمتها وزارة الثقافة، استمر لأيام حافلات بالغنى الروحي على أقل، وأبسط وصف …
– عروض للأزياء في فندق “بابـل” البغدادي، تباهت به العراقيات الباهرات، وغيرهن، ممن زنَّ – وما برحـنَّ- الحياة والجمال …
– معرض فني في قاعة “كولبنكيان”، ببغداد ايضا، بمشاركة واسعة ونوعية، بمناسبة ذكرى تأسيس حزب الشيوعيين، السنوية الثالثة والثمانين…
– استعدادات حميمة لافتتاح معرض عربي- دولي للكتاب، في “اربيـل” الكوردية هذه المرة، تقيمه مؤسسة “المدى” للثقافة والفنون..
… ونكتفي بهذا التعداد، ولا بدّ ان هناك الكثير الآخر من مثيل تلكم الافراح، وإن كره الندابون السياسيون، وغيرهم، والذين اجزم بأنهم سيقولون، ولو في صدورهم: عسى أن تخبو قناديل مثل تلكم الافراح، لكي لا نخسر تجارتنا، ومن عودناهم على الخيبة واليأس والقنوط .. وسيروحون ينبشون في كل مكان ليواجهوا ما تحقق من فرح، بظلمات ليل يزيدونها ظلاماً بما يرصدون، ويبالغون، بل ويلفقون كما اسلفنا في القول.
كما سيثير –الندابون- وحلفاؤهم النباشون، وذلك هو دأبهم الذي اعتادوا ويعتادون عليه، تساؤلات من قبيل: وماذا عن المشردين، والبيوت المهدمة، والفقراء، والفساد والمفسدين … وما الى ذلك، وكأننا لا ندري بما هو قائم ويقوم في بلاد ما حول النهرين، وبينهما… متناسين – اي الندابون- ان حديثنا هو عن وقائع حدثت الى جوار النكد العراقي الراهن، مع آمال وتمنيات بالمزيد منها، وعسى ألّا يريدوننا ان نتمنى ذلك حتى ّ!.
بقي أمر آخر، ونحن في ختام هذه “المقامة” العجول، وهو عن السياسيين “الندابين” ايضا، وسنشير اليه بصيغة تساؤل وسؤال، وعجول ايضا: لمَ يكون الندابون السياسيون، المترفون الرغداء في الحلال والمال والعيش، أكثر ندباً وبكاء وعويلاً من اقرانهم الندابين غير الميسورين؟!.. فأولئك يندبون ويبكون ويحرضون ويأوّلون، وهم في راحة بال وباحة أمن، واستقرار، وبالأخص منهم: السياسيون الندابون خارج البلاد، حيث المال والبنون، وزينة الحياة الأخرى، هم ومن معهم ومن يحبون …

اترك تعليقاً