الرئيسية / الأخبار / نيويورك تايمز: القوات الاميركية تعتقل ” عبد الرحمن الاوزبكي” كنز معلومات داعش

نيويورك تايمز: القوات الاميركية تعتقل ” عبد الرحمن الاوزبكي” كنز معلومات داعش

السيمر / الأربعاء 28 . 06 . 2017 — قالت صحيفة نيويورك تايمز، أن الولايات المتحدة قامت بتنفيذ خطوة سمحت لها بالاستيلاء على كنز كبير للمعلومات تابع الى تنظيم داعش، وذلك عبر اعتراضها قيادي في التنظيم، على الاراضي السورية.
وقالت الصحيفة في التقرير، أن “مروحية تحمل عدداً من أفراد القوات الأميركية الخاصة، اعترضت طريق مركبة تقل أحد المقربين من زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، في ظهيرة أحد الأيام في شهر أبريل (نيسان) الماضي”.
وأضافت ،ان “العضو المقرب من زعيم التنظيم كان عبد الرحمن الأوزبكي، والذي يعد استهدافه بمثابة مكافأة نادرة سعت خلفها قوة العمليات الأميركية الخاصة لشهور، حيث كان الرجل متوسط الأهمية في التنظيم، لكنه كان يتمتع بمهارة عملية كبيرة في جمع التبرعات، وفي تسريب قادة التنظيم خارج مدينة الرقة المحاصرة، والتي اتخذها التنظيم عاصمة له في سوريا، وفي التخطيط لشنّ هجمات ضد الغرب”.
وتابعت، انه “باعتقاله حياً، كان الأوزبكي سيصبح كنزاً لأجهزة الاستخبارات، ولذلك بدأ المحققون الفيدراليون بالفعل في إعداد لائحة الاتهامات الجنائية ضده لمحاكمته في الولايات المتحدة”.
ومع اقتراب المروحية من المركبة التي يستقلها الأوزبكي، اندلعت معركة مسلحة بين الجانبين ولقي المحارب المخضرم في حروب الظل في سوريا وباكستان حتفه جراء تبادل إطلاق النار، لينهي آمال القادة العسكريين الأميركيين في الحصول منه على معلومات عن عمليات تنظيم داعش، وعن قادته واستراتيجيته.
وسلطت التفاصيل الجديدة عن العملية وكذلك عن عملية أخرى مماثلة جرت في يناير (كانون الثاني) الماضي، بهدف اعتقال عنصر تنفيذي متوسط الأهمية بتنظيم داعش الضوء بصورة نادرة على كم الأسرار المرتبطة بعمليات القوات الأميركية الخاصة التي قامت بها على مدى ثلاث سنوات، هي عمر الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على الأرض ضد تنظيم داعش.
وتكتسب الهواتف المحمولة وغيرها من المعدات التي استولت عليها القوات الخاصة أهمية كبيرة في الغارات التي ستشنها الولايات المتحدة على التنظيم مستقبلاً رغم فشل القوة في القبض على هؤلاء القادة أحياء للحصول على معلومات جديدة عن الدوائر المقربة من كبار قادتهم وعن مجلس حرب التنظيم.
وفي السياق ذاته، قال القائد المتقاعد بفرقة العمليات الأميركية المشتركة الخاصة ورئيس مركز مكافحة الإرهاب بمنطقة ويستبوينت، ديل دالي: “إن استطعنا اعتقال أحدهم حياً مع هاتفه المحمول، وعلمنا منه ما نفذه في السابق، فسيساعدنا ذلك كثيراً في التسريع من موت (داعش)”.
ويحذر مسؤولو الاستخبارات والجيش الأميركي من أن تنظيم داعش لا يزال في مأمن من التعرض لهزيمة في ظل امتلاكه ماكينة دعاية متطورة لا تزال قادرة على اجتذاب منتسبين جدد، وتلقي الدعم من متعاطفين بعيدين لتنفيذ اعتداءات في الخارج، غير أنه داخل حدود دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم في العراق وسوريا، فآخر معقلين أساسيين للتنظيم باتا محاصرين بعد فرار كبار قادتها جنوباً تجاه وادي نهر الفرات، وانهماك فيالقها من المقاتلين الأجانب في القتال حتى الموت أو الإفلات بالهرب بعيداً والعودة إلى بلادهم وإلحاق الدمار بأوروبا”.
فمع استمرار السباق لإخراج المتطرفين من شرق سوريا، حيث تحصنوا لثلاث سنوات اكتسب زخماً جديداً بعد احتشاد قوات منافسة في المناطق غير الخاضعة لنفوذ جهة معينة، فإن القوات السورية والميليشيات المدعومة من إيران تتقدم شرقاً لتقترب من القوات المدعومة من الولايات المتحدة التي تقاتل لاستعادة الرقة.
ومن جانبها، هددت روسيا، الاثنين، باستهداف الطائرات الأميركية أو المتحالفة معها بعد يوم واحد من إسقاط الولايات المتحدة لطائرة سورية؛ الأمر الذي أوجد مناخاً مشتعلاً تزايدت معه الحاجة إلى مهام القوات الأميركية الخاصة.
وأفاد مسؤول عسكري أميركي بأنه “على الرغم من الاسم المستعار الذي استخدمه الأوزبكي (39 عاما)، فقد كان عبد الرحمن من مواطني طاجاكستان، وليس أوزبكستان، واكتسب مهاراته القتالية من حربه في صفوف قوات حركة أوزبكستان الإسلامية الموالية لطالبان. ومنذ نحو 10 سنوات، انتقل الأوزبكي إلى باكستان، حيث تواصل عن قرب مع تنظيم القاعدة.
بحسب المسؤول، فإن “الأوزبكي، في السنوات الأخيرة انتقل إلى سوريا، حيث انضم إلى مقاتلي تنظيم داعش، ليكون كان الأوزبكي قريبا من البغدادي”.
وساعد الأزبكي في “التخطيط لاعتداء دموي مميت على ملهى ليلي بإسطنبول أثناء احتفالات رأس السنة الميلادية، واستهدفته القوات الخاصة لدوره في التخطيط لعدد من الاعتداءات حول العالم”، بحسب الكولونيل جون توماس، المتحدث الرسمي باسم القيادة المركزية العليا للجيش الأميركي في أبريل الماضي، والذي اضاق، أن الأوزبكي “سهل حركة مقاتلي (داعش) الأجانب وكذلك في عمليات التمويل”.
وبعد انتظار الفرصة لتصيد الأوزبكي من دون تعريض المدنيين للخطر، سنحت الفرصة أخيرا في 6 أبريل الماضي لوحدة تعرف باسم “وحدة الاستهداف”، وهي مجموعة من عناصر القوات الخاصة السرية المكلفة باصطياد قادة تنظيم داعش في العراق وسوريا.
وفي نحو الساعة 3 عصرا، كان الأوزبكي يقود سيارة ببلدة الميادين بشرق سوريا التي باتت أحد معاقل قادة التنظيم الفارين من الرقة.
ووفق مسؤول عسكري أميركي، قام الأوزبكي بإيصال أحد كبار قادة التنظيم بالميادين وعاد إلى الرقة، وحينها نصبت له عناصر الوحدة الأميركية الخاصة كميناً في طريق عودته، لكنه وعلى الرغم من مقتله، فقد حصلت القوات الخاصة على هاتفه المحمول وغيرها من المعدات الغنية بالمعلومات.
وفي غارة مماثلة بداية يناير الماضي، تمكنت القوات الخاصة أيضاً من قتل قائد آخر متوسط الأهمية في داعش، بعد أن فشلت في اعتقاله حياً ببلدة دير الزور بشرق سوريا الخاضعة لسيطرة التنظيم.
وأفاد المسؤول العسكري بأن “عناصر القوات الخاصة اضطرت إلى قتله بعد أن رفض الاستسلام، وتمكنت القوات من الحصول على معلومات هامة خلال الغارة”.
وكانت أولى تلك العمليات في سوريا في مايو (أيار) 2015 عندما دخل فريقا عمليات خاصة تابعان لوحدة “دلتا فورس” إلى سوريا على متن مروحيات “بلاك هوك” و”في 22 أوسبراي” قادمين من العراق وتمكنوا من قتل أبو سياف، الذي وصفته الولايات المتحدة بـ”أمير النفط والغاز” بتنظيم داعش.
وأدت المعلومات التي حصلت عليها القوات الخاصة من أجهزة الكومبيوتر المحمولة والهواتف النقالة وغيرها من الأجهزة خلال تلك الغارات إلى تكوين الفكرة الأولى عن الهيكل التنظيمي لتنظيم داعش وعن عملياته المالية وأساليب تأمينه.

اترك تعليقاً