السيمر / الأربعاء 12. 07 . 2017
اياد السماوي
كل الدلائل والمؤشرات تؤكد أنّ رئيس إقليم كردستان المنتهية رئاسته مسعود بارزاني يقود كردستان نحو المجهول وسيشعل حربا دموية طاحنة خلال الأشهر القليلة القادمة , وتحديدا بعد الاستفتاء الذي يصرّ على إجرائه في الخامس والعشرين من أيلول القادم , ويوم بعد يوم يؤكد مسعود بتصريحاته أنّه لا تراجع عن قرار إجراء الاستفتاء والانفصال عن العراق , بل أصبح يهدد بحرب دموية إذا لم يتّجه الكرد نحو الانفصال كما صرّح يوم أمس الثلاثاء في العاصمة البلجيكية بروكسل , ومن خلال تصاعد لهجة التصريحات والتهديد بالحرب , يبدو أنّ أطرافا دولية وإقليمية تدفع مسعود نحو الانفصال عن العراق باستخدام القوّة , بعد إقناعه أنّ الانفصال عن العراق وتحقيق حلم الدولة الكردية غير ممكن بدون الحرب , وأعتقد جازما أنّ أمريكا التي تعارض إجراء الاستفتاء ظاهرا وتدعو إلى وحدة العراق , هي وإسرائيل من يدفع مسعود لهذه المغامرة الخاسرة التي ستحرق اليابس والأخضر , والخاسر الأكبر في هذه الحرب القادمة هم أكراد العراق وليس غيرهم , وأربيل الجميلة ستتحوّل إلى أكوام من الركام كما هي الموصل الآن , وسكان أربيل هم من سينزحون هذه المرّة عن بيوتهم ويصبحوا في العراء كما حصل لهم بعد الانتفاضة عام 1991 , ومسعود وأبنائه وأسرته سيهربون إلى أمريكا وسيأخذون معهم مليارات الدولارات التي نهبوها من أموال الشعب العراقي , كما هرب أبيه من قبله إلى أمريكا ومات فيها .
وحين تستدعي إيران الزعيم الكردي الأبرز جلال الطالباني وبالرغم من حالته الصحية التي يعرفها الجميع , فلا بدّ أنّ أمرا هاما أرادت إيران إبلاغه للزعيم جلال الطالباني يتعلّق بخطورة الموقف وما تخطط له أمريكا وإسرائيل في المنطقة , فإيران تعلم جيدا أنّ مؤامرة الاستفتاء تقف ورائها أمريكا وإسرائيل , وتعلم أيضا أن المخابرات الأمريكية والإسرائيلية ستستخدم مسعود كما استخدمت أبيه من قبله في زعزعة استقرار العراق واستنزاف موارده , ومما يزيد الأمر تعقيدا هو سكوت الأحزاب الكردية الكبيرة عن هذا المخطط الجهنمي الذي يقوده مسعود وعصابته الخارجة عن القانون , بالرغم من أن هذه الأحزاب تعلم جيدا أنّ مسعود وأبنائه وأسرته وحزبه هم الأبعد عن طموحات الشعب الكردي في العيش برخاء وسلام , وإذا كانت ديمقراطية العراق لا تعجب مسعود , فالأولى به أن يكون هو النموذج لهذه الديمقراطية الموعودة ويسلّم السلطة بعد انتهاء مدة رئاسته , لا أن يكون زعيم عصابة سطت على السلطة بالنار والحديد , والشعب الكردي الذي يواجه مصيرا أسودا في ظل سيطرة مسعود وعصابته على السلطة , مطلوب منه أن ينتفض ويوقف نيرون الكرد قبل فوات الأوان , وأخص بالتحديد حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير , فهما القوتان الوحيدتان اللتان يمكنهما الوقوف بوجه نيرون الكرد , فيا شعبنا الكردي أوقفوا نيرون الكرد قبل فوات الأوان …