السيمر / الجمعة 14 . 07 . 2017
سولاقا بولص يوسف
هذه المقولة اعتبرها حكمة علينا الاقتداء بها ان كنا مسلمين اوغير مسلمين لانها ممكن ان تجنب البشر الكثير من الشرور والصراعات وحتى الحروب لانها تجعل الانسان يراجع نفسه عدة مرات قبل ان يقدم على ايذاء المقابل او الاخذ بالثاراو المقابلة بالتصعيد لاية عداوة او سوء فهم او اية اساءة ليقابلها باساءة اكبر برد فعل عنيف فيغطي عليها مما قد يضيع حقه. لكن مع الاسف حتى المسلمين المؤمنين غالبا ما لا ياخذون بها في افعالهم وتصرفاتهم وان كانوا قادة في المجتمع فيبررون تطرفهم او عنفهم بانه جاء كرد فعل لغبن وقع عليهم او للمطالبة بحق لهم هضم من قبل الاخر او اغتصب فعليهم استرجاعه باية وسيلة .وكثيرا ما تكون ردود افعالهم وتصرفاتهم غير مدروسة ومتشنجة وبدون تقدير للنتائج لدرجة الحماقة .وبعدها يرمون كل اللوم على المقابل الذي لا بد ان يكون له رد فعل لما بدر من افعال مسيئة او عنف وبذلك يتصاعد الموقف لما لا يحمد عقباه . لان لكل فعل رد فعل على الاقل يساويه ويعاكسه في الاتجاه والعنف بولد العنف. اذن علينا ان نبدا باللوم ومحاسبة البادىء بالفعل ان لم يكن عقلانيا او ان لم يكن معقولا او كان منافيا للقانون والنظام والعرف قبل ان نحاسب ونلوم صاحب رد الفعل. الانسان البسيط نتوقع منه ان يتصرف بطريقة غير عقلانية اوغير معقولة لا تخدمه لكننا لا نتوقع ذلك من اشخاص قادة في المجتمع متعلمين ومثقفين .الا اذا كانوا فاسدين سياسيا او اداريا او ماليا او خلقيا واخلاقيا او يمتازون بكل انواع الفساد ولا تهمهم مصلحة مريديهم الا بالقول. اقول قولي هذا وانا اتامل حال سياسيينا وقادتنا منذ سقوط نظام البعث ولحد الان على الاقل. انهم ليسوا بالمستوى المطلوب وبمواصفات القائد الحقيقي الا ما ندر .فبالرغم من فسادهم اللامعقول لا يتمتعون بالحد الادنى من الحرص على مصلحة مريديهم واتباعهم .انهم ذيليين لقاعدتهم الجماهيرية وشارعهم من جهة بحيث يدغدغون مشاعرهم مهما كانوا على خطا او بتطرف الذي لا يخدم مصلحتهم ومن الجهة الثانية معزولون عنهم في ابراجهم العاجية ولا يحتكون بهم لمعرفة همومهم ومطاليبهم الحقيقية لاجل قيادتهم وتعديل بوصلتهم لما هو اصلح لالا يقعوا في اخطاء ومطبات لا تخدمهم او تادي بهم للتهلكة. اذا ما اخذنا قادة السنة لانهم الباديء الاظلم كان الاجدر بهم كما تقتضي مصلحة اهل السنة في العراق قبل غيرهم ان ينبذوا ويدينوا نظام البعث منذ اليوم الاول للسقوط ولا يحتضنوا الارهاب والقاعدة بحجة مقاومة المحتل بل يحتضنوا اخوانهم في الوطن جميعا وخاصة الشيعة ولا يضعفوا الحكومة والسلطة والدولة مهما كانت سيئة لانه لا بديل عنها وضعفها يقوي النفوذ الاجنبي وخاصة الايراني وخاصة وان هناك تبادل سلمي للسلطة ولو بانتخابات يزور الجميع فيها فما المبرر لرفع السلاح. وان الشعب العراقي كله ضد الاحتلال ويمكن كسب الجميع لو كانت مقاومة المحتل بالطرق السلمية التي تنبذ العنف فتنجح اكثر من المقاومة المسلحة التي تقتل عشرات العراقيين مع قتل كل امريكي. والامريكان لم يغزو العراق لاستعماره كما غزاه الانكليز سنة 1917 كمستعمرين فليس هناك في العالم دولة مستعرة كما كان سابقا. وهل من المعقول ان تقرر الفلوجة لوحدها مصير العراق؟ ومعاداة العملية السياسية ومقاطعة الانتخابات ومقاطعة الاستفتاء على الدستور واصدار الفتاوي ضد التطوع في صفوف الجيش والقوى الامنية كلها مهما كانت الماخذ عليها لا تخدم اهل السنة قبل غيرهم. وعندما فشلوا في تخريب العملية السياسية وان دخل قسما منهم فيها لتخريبها من الداخل لجاءوا الى المظاهرات والاعتصامات لكنهم لم يستفيدوا من تجاربهم السابقة بل تمادوا في عزل اهل السنة عن بقية الشعب العراقي بشعارات وخطابات طائفية باعتبار ان اهل السنة مهمشين في حين كان عليهم رفع شعارات ضد الفساد فقط مما تكسب كل الشعب العراقي للاشتراك بها وتادي لنتائج باهرة لاهل السنة وللوطن والشعب . لا كما ادت الى جلب داعش ومصائبها ونكباتها لاهل السنة وللعراقيين جميعا . اليس الفساد بكل اشكاله هو راس البلاء لامور جميع مكونات الشعب العراقي؟ وهل استبدال الفاسدين من قادة الشيعة المتنفذين بفاسدين من قادة السنة هوالحل والمطلب الذي دفعتم لاجله الغالي والنفيس ؟ ان المجالس العسكرية التي شكلتموها من بقايا نظام البعث والمتخلفين الذين سميتموهم ثوار العشائر بقيادة المعممين والمعقلين غالبا (لتحرير بغداد) واطلاق شعاركم الطائش (قادمون يا بغداد) بدون دراسة للواقع وتقدير النتائج وكان اهل السنة خالين من اية شخصية سياسية محنكة عقلانية تتوقع اعادة تشكيل الميليشيات والاحتماء بايران وتقوية النفوذ الايراني وخاصة برفع شعار قادمون يا نجف وكربلاء بالاضافة لقادمون يا بغداد .مما انحرفت الاعتصامات وبتشجيع من اجندات خارجية لتلتقي مع الارهاب وداعش. وبالرغم من كل ذلك ان الحكومة لم تصطدم معها لحوالي السنتين الا عندما قام المعتصمون بقتل عدة جنود غير مسلحين في طريقهم الى اهاليهم في اجازة. وحتى الشرطة المحلية من اهاليكم لم تسلم من تجاوزاتكم واساءاتكم. اما الموصل الحدباء فمنذ سقوط نظام البعث كانت متمردة على الحكومة المركزية وشبه ساقطة بيد الارهاب المتحالف مع البعث باجندات اجنبية تذكرنا بتمردها سنة 1959على الحكومة المركزية باجندات خارجية بقيادة عبد الوهاب الشواف واعوانه من البعثيين على حكومة عبد الكريم قاسم الوطنية النزيهة لثورة 14 تموز 1958 المجيدة التي انقذت العراق من النظام الملكي الشبه اقطاعي العميل للاستعمار الانكليزي التي تمر ذكراها ال59 العطرة هذه الايام. مما يدل على ان اهل السنة لا يستفيدون من تجاربهم القاسية بل يضعون اللوم دائما على المقابل الذي لا بد ان يكون له رد فعل عنيف يقابل فعلتهم الشنيعة فالباديء اظلم .فترى البعثيين دائما يذكرون قساوة قمع مؤامرة الشواف من قبل الوطنيين والشيوعيين انصار ثورة 14 تموز الوطنية المجيدة متناسين بان افعال الشيوعيين جاءت كرد فعل للخيانة الوطنية العظمى لمؤامرة الشواف وكذلك حوادث كركوك التى جاءت كرد فعل على ضرب المتظاهرين المحتفلين بذكرى ثورة 14 تموز بالطابوق والحجارة من فوق السطوح من قبل اعداء الثورة. اي رد فعل عنيف غير مقبول ويضر المجتمع لكن الباديء اظلم. والحق يقال بان اخطاء الشيوعيين بعد ثورة 14 تموز كانت دائما كرد فعل لاجرام البعثيين بحق الوطن والشعب. وحتى تسامح عبد الكريم قاسم للبعثيين بعد قيامهم بعملية اغتياله الفاشلة قائلا (عفى الله عما سلف)ليحقن دماء العراقيين قابلوه بالغدر والخيانة كما هو ديدنهم كعصابة وليس حزب سياسي. لا يوجد حزب سياسي محترم يغتال شخصية وطنية نزيهة مثل الشهيد عبد الكريم قاسم .وقد بدا خراب العراق على يد البعث منذ ذلك اليوم ولحد الان. على اهل السنة مراجعة انفسهم واعادة حساباتهم والتخلي عن قادتهم الذين قادوهم الى التهلكة بسبق الاصرار والترصد بحماقة منقطعة النظير وان يحبطوا نواياهم لاعادة اعتبارهم واعادة تدويرهم وتسويقهم .عليكم خلق قيادات سياسية جديدة محنكة تجيد السياسة كفن الممكن بدراسة الواقع وتقدير النتائج لكل فعل .القائد الحقيقي لا يكون ذيليا لاتباعه ولا منعزلا عنها بل يقودها لما هو اصلح لها ولمستقبلها عن دراية وحكمة ودراسة متقنة للواقع والنتائج وليس بدغدغة مشاعر وعواطف البسطاء. اليس الاولى بقادتكم ان يرعووا بعد ما سببوه من ويلات وماءسي قل نظيرها لاهل السنة وللعراقيين جميعا ؟.ابسط ما عليهم فعله هو التخلي عن التخندق الطائفي الذي جلب الويلات باشراك السنة في المشروع الوطني لبناء دولة المواطنة وان يكونوا اول المبادرين لمؤتمر لاهل العراق جميعا بدلا من مؤتمر لعزل اهل السنة عن بقية الشعب .العراق يحتاج لمؤتمر يخرجه من عنق الزجاجة لوضع منهاج وبرنامج وطني شامل لبناء دولة المواطنة وليس لمؤتمرات لكل طائفة او مكون على حدة لتكريس المحاصصة والتخندق الطائفي المصاحب للفساد بكل اشكاله. العراق يحتاج لوحدة وطنية تحافظ على وحدة العراق بروحية المواطنة والا لن تنتهي ماسي الشعب العراقي ولن يستقر الوضع .لو كنا وطنيين مخلصين فلتكن اولويتنا محاربة الفساد واسترجاع الاموال المنهوبة قبل اي شيء اخر مع نبذ العنف والمنافسة السلمية في السياسة فبذلك تحل كل مشاكلنا وازماتنا ببساطة. ان قادة الشيعة ربما يشجعون مؤتمرات اهل السنة لتسويق ذات الوجوه الكالحة لقيادة اهل السنة لتبرير وجودهم هم لقيادة الشيعة ولتمرير فسادهم جميعا.