الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / كاتب مصري: حلم “إسرائيل الكبرى” يتحقق عبر كردستان

كاتب مصري: حلم “إسرائيل الكبرى” يتحقق عبر كردستان

السيمر / الاحد 17 . 09 . 2017 — نشرت صحيفة “المصريون”، اليوم الاحد، مقالاً تحدثت من خلاله عن قرب “تحقق” مخطط وصفته بـ “الحلم الإسرائيلي” عبر بوابة كردستان العراق، مبينة أن المخطط يهدف الى نقل أكبر عد من الكرد اليهود الى الإقليم.
وقالت الصحيفة، في المقال الذي كتبه عبد الناصر سلامة، إن “حلم الكيان الصهيوني بدأ يتحقق في العراق، وأشار إلى ذلك تقرير صحفي أمريكي كشف المخطط الجديد، ليس الاعلام العربي ولا العراقي”.
وفي نص المقال، كتب سلامة: “يمكن القول إن التاريخ يعيد نفسه، دولة إسرائيلية في فلسطين في القرن العشرين، ونواة دولة إسرائيلية في العراق في القرن الحادي والعشرين، الأولى بدأت بالاستيطان والثانية تبدأ أيضاً بالاستيطان، كما يمكن القول إننا بصدد تنفيذ الحلم الصهيوني، الكيان الصهيوني الكبرى، أو الكيان الصهيوني من النيل إلى الفرات”.
ولفت الى أن “البعض كان يعتقد أنه مجرد حلم، ذلك أنه يتطلب زحفاً إسرائيلياً من فلسطين حتى العراق، إلا أن المخطط اتضح أنه أبسط من ذلك، مستوطنات فى فلسطين وأخرى في العراق، والزحف من الجانبين بمرور الوقت، بطريقة الكماشة، العرب يغُطون في نوم عميق، وفى حصار بعضهم البعض، وفى قتال بعضهم البعض، والمخطط يسير على قدم وساق، وقد يكون العرب جزءاً من الكارثة الجديدة”.
وأوضح، أن “أرشيف 1948 المتعلق بفلسطين يحمل الكثير على هذا النحو، ناهيك عن أنهم مؤهلون لمثل ذلك في هذه المرحلة”.
ونقل الكاتب عن تقرير أمريكي، ما مضمونه، أن “مخطط إسرائيلي جديد يتم تنفيذه الآن، يعتمد على نقل اليهود الأكراد من الكيان الصهيوني إلى مدينة الموصل ومحافظة نينوى في شمال العراق، تحت ستار زيارة البعثات الدينية والمزارات القديمة”.
وأضاف التقرير، أن “اليهود الأكراد كانوا قد بدأوا منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 في شراء الأراضي بالمنطقة، التي يعتبرونها ملكية يهودية تاريخية، وربما يوضح ذلك أسباب الاهتمام الخاص الذي يُوليه الإسرائيليون بأضرحة الأنبياء (نحوم ويونس ودانيال وحزقيل وعزرا) وغيرهم.
وأشار الى أن “الكيان الصهيوني ينظر إليه على أنه جزء من الكيان الصهيوني الكبير، مثل القدس والضفة الغربية، التي يسمونها (يهودا والسامرا)”.
ولفت الى أن “فرق جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) مع مجموعات من المرتزقة، بالتنسيق مع الميليشيات الكردية، شنت هجمات على المسيحيين الكلدانيين العراقيين، في كل من الموصل وأربيل والحمدانية وتل أسقف وقراقوش وعقرا وغيرها، وألصقوها بتنظيم القاعدة، بغية تهجيرهم بالقوة وإفراغ المنطقة، التي يخطط الكيان الصهيوني للاستيلاء عليها”.
وأشار الى أن “المخطط الإسرائيلي يهدف إلى توطين اليهود الأكراد محل الكلدان والآشوريين، كما ترعى الإدارة الأمريكية هذا المخطط، الذي يقوم على تنفيذه ضباط من الموساد، برعاية ومباركة من القيادات السياسية في الحزبين الكرديين الرئيسيين، الاتحاد الوطني بزعامة جلال طالباني، والديمقراطي الذي يتزعمه مسعود برزاني”.
وأوضح، أن “هذه العملية تمثل إعادة لعملية اقتلاع الفلسطينيين من فلسطين أيام الانتداب البريطاني بعد الحرب العالمية الثانية وإحلال اليهود مكانهم”.
وعاد الكاتب ليتابع، أن “الكشف عن هذا المخطط يتزامن مع عملية الاستفتاء على الاستقلال عن العراق، التي يُجريها الأكراد في الشمال يوم 25 سبتمبر الجاري، وعلى الرغم من معارضة السلطة المركزية العراقية، ومعارضة جامعة الدول العربية، إلا أن هذا الاستفتاء يجد دعماً إسرائيلياً كبيراً، وسط تواجد مكثف وواضح لخبراء إسرائيليين في أربيل والسليمانية، بينما أصبح أكراد العراق يعتمدون على السلاح الإسرائيلي بالدرجة الأولى”.
وأضاف، أنه “في الوقت الذي تتواجد فيه عناصر من الجيش الإسرائيلي بمعسكرات جيش كردستان العراق لتدريب الجنود الأكراد، ليس ذلك فقط بل إن التكنولوجيا الإسرائيلية تغزو الأسواق الكردية، في ظل تبادل تجارى آخذ في التنامي، بما يشير إلى أن كل ذلك لن يكون دون مقابل، حتى لو كان المقابل مستوطنات أو مستعمرات”.
وأكمل: “كل المؤشرات تؤكد أن دولة كردية بشمال العراق في طريقها إلى إعلان الاستقلال عقب الاستفتاء، ليبدأ العد التنازلي لدولة الأكراد الكبرى أيضاً، أياً كان الوقت المنتظر، والتي يجب أن تضم أجزاء من سوريا وإيران وتركيا”.
وذكر الكاتب، أن “الأكراد عموماً لن يستطيعوا تحقيق ذلك، سواء في المستقبل القريب أو البعيد، إلا بدعم إسرائيلي أمريكي أيضاً، وتواطؤ عربي كما جرت العادة، في إطار تنفيذ (سايكس بيكو) الجديدة، التي سوف تطال ما هو أبعد من ذلك، في منطقة الخليج تحديداً، وربما كانت البوادر واضحة بتمهيد خليجي ذاتي الدفع”.
ولفت إلى أن “علاقة الكيان الصهيوني بأكراد العراق، خاصة بالحزب الديمقراطي، ممثلاً في مسعود برزاني، ليست جديدة، ولم ينكرها برزاني نفسه حينما قال: «إن إقامة علاقات بين الأكراد وإسرائيل ليست جريمة، ذلك أن العديد من الدول العربية لها علاقات مع الكيان الصهيوني”.
وقال، أن “الأكثر من ذلك، أن نفط العراق، أو نفط الشمال الكردي تحديداً، وصل إلى الكيان الصهيوني خلال السنوات الأخيرة، وتحديداً منذ عام 2014 بمعزل عن الدولة العراقية الرسمية، إلا أن ما لا يدركه البعض هو أن عدد السكان اليهود من ذوي الخلفية الكردية في الكيان الصهيوني ليس بضع مئات أو بضعة آلاف، بل إن عددهم يزيد على 150 ألف نسمة، معظمهم يعيشون في محيط القدس، يحتلون معظم المواقع النافذة في الجيش الإسرائيلي، ويلعبون دوراً مهماً في العلاقات المُشار إليها”.
ونوه الى أنهم “أصبحوا يشكلون الآن النواة للوجود الصهيوني في العراق، أو في دولة الكيان الصهيوني الكبرى”.

بغداد اليوم

اترك تعليقاً