السبت 07 . 11 . 2015
شيرزاد شيخاني
يبدو أن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني لم يعد يكتفي بما يؤديه مرتزقة إعلامه وكتاب تعليقاته المأجورين وموظفي مكتبه الإعلامي للرد على كتابات معارضي دكتاتورية بارزاني، حيث لجأ مؤخرا الى كوادره الحزبية لزجهم في أتون هذه المواجهة.
لقد قام العديد من هؤلاء المرتزقة بإتهامي بالمرض والفوبيا من بارزاني.. وقال آخرون ممن يؤيدون الدكتاتور الكردي أن صراعي مع هذا الحزب هو صراع شخصي، وكأني أترشح لرئاسة إقليم كردستان لكي أنافس بارزاني،أو أتطلع لرئاسة حزبه!
كما يتهمني بعضهم بأنني أستلم أجورا من إيران لقاء معاداتي لبارزاني،علما بأنني لم أزر إيران إلا مرة واحدة بمهمة صحفية قبل خمسة أعوام، ولا أعرف حتى ترجمة كلمة الفلوس بالفارسية!
فيما يتهمني آخرون بعمالتي للمالكي والدفاع عنه مقابل الإنتقاص من بارزاني وحكمه. ورغم أن المالكي ظهر بأنه أفضل وأكثر حرصا من الطغمة الحاكمة على الشعب الكردي حينما نصح في لقاء نيجيرفان بارزاني للإحتفاظ بالنفط الكردي للأجيال المقبلة مادامت الدولة تتكفل بإرسال حصتهم من الميزانية، بل أنه وعد بزيادة تلك الحصة إذا لم تكن كافية لإدارة الإقليم، لكن سراق النفط رفضوا ذلك العرض ليتسنى لهم إستنزاف ثروة الشعب وإيداع عوائدها بحساباتهم الخاصة.
وهناك أيضا من إتهمني بالسعي الى بث الفتنة وإثارة الصراعات والدعوة للحرب الداخلية مرة أخرى، مع العلم أنني كنت أحد ضحايا الحرب الداخلية حين هجرت مدينتي أربيل لتسعة أعوام تاركا أهلي وأمي وإخوتي هناك..
وفي العادة أنا لا أبالي بما يقوله عني كتاب ومرتزقة إعلام بارزاني، لأني قاومت الدكتاتور صدام لأكثر من عشرين سنة، وكنت ومازلت على إستعداد لمقاومة دكتاتورية بارزاني لعشرين سنة أيضا، لأني لا أريد لشعبي أن تداس كرامته وتهدر حقوقه، ويجوع ويهان، وتنعدم أمامه فرص الحياة الحرة الكريمة.
ولتبيان الحق وإنصاف الحقيقة، ولكي تخرس الألسن عن التطاول،وتتوضح صورة الواقع الكردستاني بشكل أفضل أمام القاريء، فإني أدعو قيادات وأنصار وكتاب هذ الحزب للإجابة على الأسئلة التي أثرتها في مقالاتي السابقة والتي سأعيد طرحها عليهم هنا، وليبعثوا في المدائن حاشرين يأتونهم بكل ساحر عليم، ولتكن مناظرة كتابية بيني وبين كتابهم ومعلقيهم حتى يتعرف الرأي العام بكردستان والعالم على حقيقة ما يجري بكردستان ويحكم ضميره في تقييم أوضاع هذا الإقليم الذي يراد أن يصور زورا وبهتانا بأنه جنة الله على الأرض بفضل بارزاني وحزبه..
وهذه هي الأسئلة:
– في بدايات إندلاع الثورة الجديدة بكردستان وفي عام 1978 قام مقاتلو القيادة المؤقتة التابعة لهذا الحزب بقتل عدد كبير من قيادات الثورة في مواجهات عرفت في التاريخ الكردي بمأساة هكاري.. هل ينكر هذا الحزب ما قام به أنصاره في تلك المعركة بالتعاون مع المرتزقة الأتراك أم لا؟؟
– هل ينكر أنصار هذا الحزب أنه أثناء الإنتفاضة الجماهيرية في ربيع من عام 1991 كان مسعود بارزاني وعائلته وعشيرته يقيمون بمنطقة كرج بضواحي طهران وأنهم لم يقوموا بإطلاق رصاصة واحدة في تلك الإنتفاضة، وأنهم جاؤا الى كردستان بعد شهرين من تحريرها، حصل هذا أم لا؟؟
– هل يستطيع هذا الحزب أن ينكر أنه بسبب ملكية خمسة دكاكين تجارية بمدينة قلعةدزة بادروا بالقتال الداخلي الذي حصد أرواح الآلاف من شباب كردستان خلال أربع سنوات “؟
– هل يستطيع هذا الحزب وقيادته أن يطمس حقيقة تلك الخيانة التاريخية العظمى بلجوء مسعود بارزاني الى دكتاتور العراق صدام حسين لإرسال جيشه وحرسه الجمهوري لإحتلال أربيل وإسقاط العلم الكردي من فوق مبنى البرلمان في 31 آب 1996، وهل يعتبر أنصار وأعضاء هذا الحزب ما قام به بارزاني مكسبا للشعب الكردي، أم هو خيانة عظمى بحق هذا الشعب؟
– هل ينفي هذا الحزب تسليمه لعشرات من معارضي صدام حسين من أعضاء القوى العراقية المعارضة المنضوين تحت لواء المؤتمر الوطني العراقي الموحد الى الأجهزة الأمنية لصدام والذين تم إعدامهم جماعيا بشوارع وأحياء أربيل في الأيام التي تلت عملية إحتلال أربيل في 31 آب؟
– هل ينكر حزب بارزاني تكريسه لواقع تقسيم كردستان الى إدارتين حكوميتين منفصلتين بتشكيله لحكومة في عام 1997 برئاسة روز نوري شاويس ونائبه نيجيرفان بارزاني، مع العلم بأن المكلف الرسمسي والقانوني لرئاسة الحكومة كان كوسرت رسول علي؟
– هل يستطيع قيادة هذا الحزب أن ينفي تفصيل قانون رئاسة الإقليم بحسب مقياس مسعود بارزاني من خلال إستغلال الإتفاق الإستراتيجي مع الإتحاد الوطني والذي أتاح لبارزاني احتلال مقعد رئاسة الإقليم مقابل رئاسة العراق للرئيس طالباني؟.
– هل ينكر هذا الحزب إفتعاله لمشكلة مع الحكومة العراقية حول النفط، وقيام مسعود بارزاني بتحشيد قواته مقابل قوات الدولة العراقية وزيارة جبهات المواجهة هناك والنظر بالمنظار العسكري لربايا الجيش العراقي الإتحادي؟؟وهل عميت عيون أنصار وأعضاء هذا الحزب عن رؤية السجاد الأحمر الذي فرشه بارزاني لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد تحشيد تلك القوات مقابل الجيش الإتحادي؟؟.
– هل يستطيع هذا الحزب أن ينكر حفره لخنادق بالجزء السوري من كردستان وفرضه حصارا جائرا على تلك المنطقة ومنع مرور حتى الدقيق للسكان هناك تنفيذا لأوامر من تركيا رغم أن ذلك الجزء من كردستان كان يتعرض لحرب شرسة من قبل القوات الإرهابية..
-هل يستطيع هذا الحزب أن يخفي تعاطفه مع حزب رجب طيب أردوغان المعادي للشعب الكردي و حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بقيادة صلاح الدين دميرتاش؟.
– هل يستطيع هذا الحزب أن ينفي تركه قضاء سنجار لداعش وهروب قياداته ومقاتليه من هناك، ما أسفر عن وقوع الآلاف من بنات وحرائر كردستان سبايا بيد داعش وقتل ألالاف من الإيزيديين العزل بسبب إخلاء المواقع أمام داعش؟
– هل ينكر هذا الحزب تخريب العملية الديمقراطية بكردستان من أجل تجديد ولاية مسعود بارزاني المنتهية، وهل يستطيع أي واحد منهم أن يقول لنا بأحقية بارزاني للتمديد رغم إنتهاء ولايتيه ألأصلية البالغة ثماني سنوات والممددة البالغة سنتين؟
– هل ينكر أعضاء وقيادة هذا الحزب إنقلابهم على الشرعية من خلال قيام حكومتهم بحل البرلمان وتعطيل أعماله ومنع رئيسه من دخول مبنى البرلمان بأربيل؟
– هل ينكر هذا الحزب وقيادته طرد رئيس الحكومة وهو نائب رئيس الحزب لأربعة وزراء من حكومته دون اية إجراءات قانونية ودون العودة الى البرلمان؟
– هل ينكر هذا الحزب وقيادته سعيهم لإقصاء حركة التغيير عن العملية السياسية ومحاولة منعها من العمل السياسي على الرغم من أن القانون يسمح للكل أن يزاول العمل السياسي مادام حاصلا على الإجازة الرسمية؟
– تصاعدت في الأيام الأخيرة حدة الحملة الإعلامية ضد شخص رئيس حركة التغيير السياسي الكردي نوشيروان مصطفى من قبل قنوات تلفزيونية تابعة لحزب بارزاني، ووصلت الى حد الشتم والسب، ما دعا بمتحدث حركة التغيير الى رفض الرد على تلك الحملة مؤكدا بأن حركته لاتخوض حرب الشتم والسب والنيل من أعراض الآخرين أو إهانة شخصيتهم، بل هي تخوض صراعا سياسيا متحضرا.. هل يرى أعضاء وقيادة حزب بارزاني أن توجيه الشتائم والسباب الى أحد رموز الحركة التحررية الكردية هو تصرف حضاري وأنه سيحسم الصراع السياسي بينهم وبين الآخرين لصالحهم أم لا؟
هذه هي الأسئلة التي أنتظر من قيادة الحزب أو أنصاره أومرتزقة إعلامه والمعلقين الذين يتسلمون رواتبهم من رئاسة الإقليم أن يجيبوني عليها، وإلا فلتخرس ألسنتهم من مس الآخرين بالسوء والتخوين.
إيلاف