السيمر / الاثنين 13 . 11 . 2017 — بعد ما لقي ستة اشخاص على الاقل حتفهم، واصابة العشرات في مدن مختلفة من البلاد، في أقوى زلزال فاقت شدته 7 درجات على مقياس ريختر، تعرض له العراق منذ عقود، سرعان ما دب الخوف لدى الناس، وبدأ التساؤل، ماذا لو كانت هذه الهزات ستفتح الباب أمام منغصات إضافية على العراقيين؟.
ذكرت الهيئة العراقية للأنواء الجوية ورصد الزلازل أن هزة أرضية ضربت معظم أرجاء العراق، بما فيها بغداد، التي نادرا ما يشعر سكانها بالهزات الأرضية، ما تسبب بحالة من الهلع لديهم ودفع الكثيرين منهم للخروج إلى الطرقات.
بعد أن اهتزت الأرض تحت أقدامهم عاد الكثير من سكان بغداد ليتحدثوا عن الزلزال، وبدوا يطلقون العنان لوصف اللحظات التي عاشوها أثناء الهزة، بينما السيناريوهات “المرعبة” لا تكاد تفارق مخيلتهم، وآخرون اعتبروها رسالة تحذير إلهية لإجبار الناس على العودة إلى جادة الصواب بعد أن “أمعنوا” بالذنوب.
كانت تلك طريقة ردة فعل العراقيين عامة والبغداديين خاصة، لإيضاح أن الهزات التي طالت مدنهم ليس مجرد حادث عابر، وإنما “تحذير” ممكن أن يقلب حياتهم رأساً على عقب ويهدم سقوف منازلهم على رؤوسهم.
وأعلنت وزارة الداخلية مقتل سبعة أشخاص عقب زلزال الليلة الماضية. وقال العميد سعد معن، المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، الاثنين إن 321 عراقيا أصيبوا بجروح. وأضاف أن جميع الضحايا كانوا من سكان إقليم كردستان شمال العراق.
في شارع الكرادة بقلب العاصمة بغداد، تقول “ام سارة”، انها “تركت الشقة مع عائلتها بعد أن سيطر عليهم الهلع خشية تساقط سقوف العمارات على رؤوسهم”، مبينة بانها “لاول مرة تعيش هكذا حالة”.
بدأت مساجد العاصمة بغداد والمحافظات الاخرى بالتكبير بعد ان ضرب الزلزال مدنهم مساء الاحد وقالت الوكالة الوطنية العراقية للانباء ان ائمة المساجد ابتهلوا الى الله سبحانه وتعالى ان يحفظ العراق وشعبه من كل مكروه.
أم سارة تقول في حديثها لـ”وان نيوز”، ان ” الهزات التي شهدتها بغداد وباقي المحافظات كانت قوية بما يكفي لجعل الأبنية تخض كأنها كاروك أطفال، وهو أمر غير معهود في العراق منذ عقود طويلة”.
وقد وجه وزير الداخلية العراقي قاسم الاعرجي اجهزة الدفاع المدني بالاستنفار تحسبا لاي حالات طارئة قد تنتج عن ارتدادات زلزالية. كما وضعت وزارة الصحة جميع اجهزتها في حال استنفار مع نقل المئات من المصابين الى المستشفيات في عموم البلاد.
من جانبه قال وزير الموارد المائية العراقي حسن الجنابي ان سد حمرين شمال شرق بغداد بحالة جيدة فيما تأثر سد دربندخان قرب السليمانية شمال العراق تاثر بالهزة وانهارت بعض المنازل المجاورة له.
في إقليم كردستان افادت المصادر، بمقتل 6 أشخاص وإصابة نحو خمسين شخصا بجروح مختلفة جراء الزلزال، فيما تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صورا للدمار الذي تسبب به الزلزال في بعض المناطق الحدودية.
قالت هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية، إن الزلزال الذي ضرب العراق كان بقوة 7.3 درجة. وعلى مسافة 103 كيلومترات جنوبي شرق مدينة السليمانية.
دول اخرى
وذكر التلفزيون الإيراني أن الزلزال تسبب في مقتل ستة على الأقل وجرح أكثر من 14 شخصا.
وأفادت مصادر صحافي في إيران بأن خمس محافظات إيرانية محاذية للعراق اهتزت على وقع الزلزال، مشيرا إلى أن مدينة إيلام تعد الأكثر تضررا في إيران.
وقال مسؤول إيراني إن الزلزال تسبب بقطع جزئي للكهرباء والاتصالات في بعض المدن الإيرانية المحاذية للعراق.
وفي الكويت أفاد مراسل الجزيرة بأن سكانها شعروا بالزلزال، وذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن هزة خفيفة ضربت البلاد.
وفي السعودية، قالت المصادر إن بعض سكان المملكة -خاصة في المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية- شعروا بالزلزال.
أما في تركيا، فقالت المصادر إن عدة مدن تركية على حدود العراق تأثرت به، ونقل عن مصادر محلية أن السكان في كل من مدن ماردين ودياربكر وهكاري وفان وسيرت في جنوب شرقي تركيا، أصيبوا بحالة من الهلع وتركوا منازلهم خوفا من الزلزال.
وأكدت مصادر محلية تركية أنه عدم تسجيل أي خسائر في الأرواح والممتلكات في الجانب التركي. وفي هذه الأثناء أعلنت منظمة الهلال الأحمر التركي -بتغريدة على صفحتها على تويتر- أنه تم إرسال الفرق المختصة إلى المناطق المتأثرة بالزلزال، وأن المنظمة على تواصل مع نظيرتها العراقية للتنسيق حول عملية المساعدة في هذه الأزمة.
وان نيوز