المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الأربعاء 11 . 11 . 2015 — وسط الإخفاقات المتلاحقة للعدوان السعودي على اليمن، يبدو من الطبيعي جملة الانسحابات والانتكاسات التي تصيب العدوان الفاشل، وإن كانت تتم بشكل غير معلن العديد من الصفقات بين السعودية وبعض الدول العربية أو الغربية، من أجل حفظ ماء الوجه الملكي، بعد انتكاساته في اليمن، والسعي لتحقيق انتصار ولو بسيط يبرر العدوان ويجمله، وبالتالي يبدو من المنطقي عملية انسحاب الدفعة الأولى من القوات الإماراتية من اليمنـ ليعود بذلك الصراع الإماراتي ــ السعودي في المناطق الجنوبية إلى الواجهة من جديد.
هذه الانسحابات ربما كانت متوقعة، خاصةً بعد الحادثة التي استهدفت الوجود العسكري الإماراتي والأطراف الموالية له أي مقر حكومة خالد بحاح، في فندق القصر قبل أسابيع، خلال الهجمات على عدن، لكن المفاجأة أن تلك العمليات نفذتها مجموعات تابعة إلى “داعش”، متحالفة مع ما يسمى “حزب الإصلاح” المحسوب على جماعة “الإخوان المسلمين”، الأمر الذي يشكل تغييراً في المعادلة العدوانية على اليمن لما لا تشتهيه سفن السعودية!.
وبحسب معلومات إعلامية، فإن حكومة خالد بحاح، حاولت خلال محاولات السعودية السيطرة على عدن، الانسحاب منها، وسحب بساط السيطرة العسكرية من تحت القوات الإماراتية، الأمر الذي يؤدي بالضرورة إلى إضعاف القوات الإماراتية في المدينة، ويظهر الضعف الذي تعاني منه القوات السودانية، والتي في الحقيقة لا دور لها في المعادلة التي تريدها السعودية هناك، وبالتالي عمدت الرياض إلى دفع القوات “الداعشية” إلى السيطرة على اليمن، لتحقيق مكاسب عدة، أهمها إنهاء الوجود الإماراتي في عدن، ومدن أخرى في اليمن.
السر وراء هذه المحاولات، يمكن تعويله إلى أمور عدة، من أهمها الخلافات بين الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي المحسوب على السعودية، وخالد بحاح المحسوب على الإمارات، جسّد الصراع السعودي الإماراتي، وصلت إلى حدّ إصدار الأول قرار إقالة بحق الثاني، تناول إعلام “حزب الإصلاح” القرار بحفاوة، ليفهم الأمر على أنه خلاف حول دور “الإخوان المسلمين” ونفوذهم في الجنوب أي في مأرب وتعز، وكذلك حول وجودهم العسكري في الجنوب وتحالفهم مع هادي وميليشياته ومع المجموعات المتطرفة المدعومة سعودياً في مقابل بعض فصائل “الحراك الجنوبي” وخالد بحاح وأنصاره الذين يحظون بدعم إماراتي.. كما تقول وسائل إعلامية.
وكانت الإمارات قد سحبت قواتها الموجودة في اليمن نهاية الأسبوع الماضي بعد الخسائر التي تكبدتها في أكثر من جبهة، كان آخرها في مأرب، لتعمل في الأيام القليلة الماضية على إرسال قوات جديدة سمتها الدفعة الثانية، عديدها يصل إلى نصف عديد الدفعة السابقة، كذلك الأمر بالنسبة إلى مستوى أسلحتها، في حين أشارت وسائل إعلامية إلى أن هذه الدفعة ليست سوى قوات استأجرتها الإمارات من شركة “بلاك ووتر” لاستقدام قوات أجنبية إلى عدن، وبالتالي وضح “بيت القصيد” من كل تلك المحاولات!.