الاحد 15 . 11 . 2015
عبد الصاحب الناصر
في اي عصر نعيش حينما يعلو صوت الجبناء عاليا طاغيا واسعا ويصبح النهج والقاعدة و السبيل للعيش في هذا العالم؟ ليس الارهاب و توسعه إلا طريق المنافقين و النفاق، ومنزلق اتخذه كثير من كتاب و سياسيون و حكام و قادة في العالم، حتى اصبح للنفاق جدول و اسعار و مناصب و مكانة اجتماعية تمتد دوليا افقيا و عموديا .
و عمت سياسة الازدواجية النهج و الموقف . واصبح المال المذهب و العقيدة و المنصب للشخاص و للدول كل حسب شهيته وتطلعاته الاجرامية .
ليس المذهب الوهابي من المذاهب الاسلامية، قطعا ، و انما مذهب متذبذب الفكر و التفسير و الاتجاه ، يحارب “الكفار!”، و المسلمين على السواء ، مذهب لم يتجاوز عمره المائتي عام فقط ، ولم تتعدى حدود سلطته الا الى قطر اللقيطة المجاورة للصحراء السعودية. مذهب يمول من اموال الطاقة التي يحتاجها العالم منذ بداية القرن الماضي .
تصدر اليوم السعودية الوهابية اكثر من ثلاثة عشر مليون برميل في اليوم و اموال هذا النفط خلق اردواجية النفاق عند الحكام قاطبة من الشرق الى الغرب ، انخفاظ في الاسعار و لميزانيت دول احوج للمال لاصلاح حالها و موارد زائدة عن حاجة انتاج النفط . ازدواجية يتخوف صاحبها من ذكر اسباب الإرهاب و مصدره و مموليه و وطنه، خوفا من سلطة المال الوهابي الظلامي .
باريس، عروس العواصم، مظلمة اليوم ، رئيسها يتخوف من ذكر مواطن الارهاب و مموليه ، لكنه يتدخل في شؤون بلد كان امنا قبل تدخلهم . زرع الملك الفاجر فهد الصديري اكثر من خمسة آلاف مدرسة سلفية في البلدان المتخلفة المتعطشة للمال الوهابي ، يدرسون التخلف و الجهل و العداء لكل ما هو خارج حدود تفكيرهم و معتقداتهم . فكانت هذه النتيجة و كان هذا النفاق و الازدواجية الجبانة التي تتخوف من تسمية حتى ابعد اصدقاء الإرهاب السعودي ، و اردوغان الاخواني و حزبه معبر و طريق تمدد الارهاب و تمرير عتاده و تسويق نفطه ” المسروق” ، هو كذلك يدعي “محاربة” الارهاب .
اصبح اليوم قول الحق فريضة انسانية و اجتماعية و ضرورة يجب ان تقال بكل حق و فخر و بدون نفاق: أن شيعة العالم ليسوا ارهابيون، كما تحاول امريكا ومن والاها و من عادها فرض هذا التصور الخاطئ، حقدا على ايمان الشيعة الصادق. بينما لا تتمكن من تسمية الارهاب الحقيقي ومصدره دولة السلفية الوهابية .
اي نفاق هذا و ازدواجية هذه عندما يتبنى حكام مملكة الارهاب رسميا محاربة الارهاب ضمن الدول “الديمقراطية”؟ اعلنت قطر قبل عشر سنوات تقريبا تبني المذهب الوهابي كمذهب رسمي للدولة. ذلك عندما انقلب الابن على ابيه ثم انقلب الولد على المنقلب الاول و تتوج بانشاء اكبر قاعدة امريكية خارج الولايات الامريكية تتمذهب بالمذهب السلفي الوهابي و فيها اكبر مؤسسة اعلامية سلفية ارهابية ” قناة الجزيرة” الرهابية .
اي دولة هذه التي يقودها السلفيون الاخوان في تركيا تتبنى محاربة الارهاب علناً، وهي القاعدة المهمة في حلف الناتو منذ بداية الحرب الباردة ، بعد ان كانت تركيا حليف للنازية في الحرب العالمية الثانية، و اليوم مازالت الحليف الاهم في الحرب الكونية الثالثة التي اتسعت لاوسع من الحرب العلمية الثانية .
اي دولة عظمى، كامريكا مع كل اجهزتها التجسسية و الانصات و الاساطيل المنتشرة في العالم، لا تتمكن من معرفة مصادر الارهاب و اسليب تمويله .؟ تدخلت بعد ان صحت امريكا الان فقط ، بعد محاربة الارهاب الجادة و الصادقة التي تقوم بها روسيا ، صحت امريكا اقوى دولة في العالم و جمعت قواها لمحاربة داعش لتحرير سنجار مع البيشمركة ، اين كانت قبل تسعة اشهر ، و هل تحتاج لتسعة اشهر لتحارب داعش ؟
من يشتري النفط المهرب من قبل الارهاب، المسروق من العراق و سوريا و نايجيريا و الجزائر الخ . و من يبيع للارهاب السلاح و المعدات و اي بنوك تتداول تحويل الحوالات للبائع و المشتري؟ اين تسلم الاموال المدفوعة و بأي عملية و كيف تحول الى مواقع الارهاب ، اليست كل تلك الاعمال تدار من تركيا و ينقل السلاح و الارهابيون عن طريق تركيا .
هذا عن الجبن الازدواجي السياسي، و ماذا عن الجبن الإعلامي و الاخباري عند كتاب القطعة و محللي النفاق السياسي؟
الف خطأ و خطأ في الاسلام .منذ رحيل الخلفاء الراشدين الاربع ، لكنه لم يصل الى الارهاب كما نعرفه اليوم، الا بعد تأسيس مملكة الشر السلفية الوهابية السعودية التي بنيت على القتل اصلا، قتل آل رشيد ليلا بنسائهم و شيوخهم و اطفالهم و تم تاسيس مملكة باسم شخص ال سعود ،فرض على الشعب . هل كل اساتذة التاريخ الحديث، قد اصابهم العمى السلفي بمعالجة المال الوهابي؟ لا نتشفى بقتل الناس الأبرياء في باريس الحزينة وهي تذرف الدموع. لكننا يجب ان نشير الى منابع الخطر. و الخطر يكون من السلفية الوهابية و تعاونها ضد الروس في افغانستان و تكوين القاعدة، ثم تلتها جبهة النصرة و داعش و أبو سياف و بوكو حرام، و محاكم الشباب في الصومال. كلها ادوات نمتها السلفية الوهابية في تلك المدارس التي اسسها فهد والممولة من مملكة الشر السعودية. الا ان للنفاق السنة اطول من قاماتهم ، النفاق الذي لا يتعامل الا بالمال السلفي الوفير. المال الذي باع من أجله الكتاب ضمائرهم و اسمتاتوا بأقلامهم و معارفهم في سبيل المال السلفي الوهابي، اموال السحت الحرام .
هو نفس ذلك النفاق الذي يصف الشيعة بالارهابيين ، لكنه لا يقدم مثالاً واحداً لأي شخص فجر نفسه او انتحاري لبس الحزام الناسف، او أي كاتب شيعي يدعو لقتل غير الشيعة او لقتل غير المسلمين .
كفى نفاقاً ان ارادوا الحفاظ على ارواح مواطنيهم. سموا الأشياء بمسمياتها و بمواصفاتها و بافعالها، لا نشتفي ولا نتشمت، حاشا لله. لكنكم يجب ان تهجروا النفاق و الإزدواجية ان أردتم الحفاظ على ارواح ابناء جلدتكم. متى فجر اي شخص من حزب الله اللبناني نفسه في وسط الجماهير البسيطة المسالمة؟ نعم انه يحارب الاحتلال الاسرائيلي. وهذا حق شرعي لأي شعب محتل، لكن اية شرعية لاي وهابي ان يفجر الناس في بلدان العالم ، الستم عبيد المال وعبيد الإزدواجية الوهابية؟
هنا ، اصبح الجبن و التخاذل و النفاق و شراء الضمائر والذمم و الازدواجية … اصبح “فروسية” .
……………………………..
باريس الحزينة .
عن المتنبي
” و جرم جره سفاء قوم ، وحل بغير جارمه العذاب “