الاثنين 16 . 11 . 2015
معمر حبار / الجزائر
واضح جدا التضامن العربي والاسلامي والغربي مع فرنسا، فيما تعرضت له من هجمات أدت إلى 129 قتيل 352 جريح 99 في حالة خطيرة، حسب المصادر الفرنسية، ولغاية كتابة هذه الأسطر.
وفي مثل هذا المقام، يستوجب التأكيد على أن الصادق الأمين الشهم، لا يشمت أبدا في قتلى..
الضاحية الجنوبية بلبنان، والضاحية الباريسية بفرنسا، والطائرة الروسية، وإخواننا في السعودية، وإخوتنا في اليمن، وإخوتنا في العراق وسورية وليبيا وفلسطين.
لكن مايجب التأكيد عليه أولا ودائما، أن هناك دماء تسيل في سورية، وتنزف في عراقنا الحبيب، ولا يراد لها أن تتوقف في ليبيا، وتدفع دفعا في اليمن، وتغض الطرف عن الدماء التي مازالت تنزف في وضح النهار، ومنذ سنة 1948 في فلسطين العزيزة.
وهؤلاء جميعا يستحقون يد رقيقة تكفكف عنهم الدمع، وصدر دافئ يضمهم بحرارة، وقلب يدق لأجلهم بإخلاص.
لماذا يبقى العربي دائما في موقف الدفاع والتبرير، ويقسم بأغلظ الأيمان أنه ليس من وراء القتل والتفجير. ولم نسمع يوما فرنسيا أو أمريكيا أو إنجليزيا يقف موقف دفع التهمة عنه، بل تسبقه البراءة من القارات الخمس، ومن أعلى الهيئات الدولية أنه برئ، وفي أسوء الحالات مجتهد، والمجتهد له أجران في الحالتين.
لماذا يهرول الرئيس التونسي السبسي لفرنسا لتقديم العزاء، وهو مالم يفعله رؤساء أوربا ولا أوباما الأمريكي، ولا الحليفة ميركل الألمانية، رغم أن بينهم معاهدات وثيقة وصداقات بعيدة ومصالحة متشابكة. وكان يكفيه أن يرسل العزاء كما فعل قادة العالم ويقبل منه ذلك، ويحفظ له التاريخ تعازيه ومسعاه.
ما يحزن المتتبع حقا وهو يتابع الأحداث عبر الفضائيات الفرنسية، أن الفرنسيين يطالبون باحترام القانون في مواجهة العنف الذي تعرّضوا له، بينما بقايا العرب الذين استضافتهم الفضائيات الفرنسية، يصرون على إستعمال أقسى أنواع العقاب، دون النظر إلى حقوق أو حريات.
وللتدليل على ذلك، ينقل أحد الزملاء عبر صفحته معاتبا على إخوانه العرب، فيقول..
الفرنسي يتكلم بالانجليزية ليقول Pray for paris …
و بعض العرب تجيب بالفرنسية je suis paris …
ولنا في الأيام القادمة، حلقة أخرى حول تداعيات أحداث فرنسا من زاوية أخرى، بإذنه تعالى