الرئيسية / مقالات / هل يدري العبادي بما يجري .. ؟

هل يدري العبادي بما يجري .. ؟

السيمر / السبت 24 . 03 . 2018

د . هاشم حسن التميمي*

البلاد بالحسابات الموضوعىة وليس بالميول العاطفية والاحكام المسبقة انحدرت للهاوية لجهل الساسة واستحواذهم على المال العام وغباء الاجراءات في زمن التحديات.. وللشعب الذي طال انتظاره لمعجزة انقاذه له اسئلة لرئيس الوزراء نامل ان يتسع لها صدره ويخبر الشعب عن مقدار علمه بالذي جرى او سيجري ..!
هل يعلم صاحب المعالي ان سياسة الاقراض التي تجاوزت الحدود المعقولة هي سياسة كارثية ستدمر مستقبل البلاد وتذل العباد ، وهي تاكيد مطلق عن فشل الحكومة من تعظيم الموارد واسترجاع مايذهب لجيوب المختلسين والمستحوذين لخزينة الدولة ..؟
وهل يعلم العبادي ان مستشاريه يجاملونه ورسموا له خططا كارثية باتباع سياسة مالية فاشلة اهدرت احتياطي البنك المركزي واستمرت ببيع العملة لاصحاب المصارف التخريبية التي تغسل اموال المتنفذين وتهربها للخارج..؟
وهل يعلم رئيس الوزراء بان النفط مازال يهرب في وضح النهار وباشراف اغلب قادة الكتل وكذلك الاثار والمخطوطات وكل ثمين واصبحت عندنا مافيات اخطر من المافيات الايطالية والكولومبية. والدليل عمليات الاغتيالات والخطف اليومي واقتحام مراكز الشرطة لتهريب المجرمين…؟ وانتشار المخدرات لدرجة مخيفة ضيعت الشباب ورفعت معدلات الانتحار..؟
وهل يدري بان الدستور والقانون لاوجود لهما في قاموس المافيات ولا اثر له في الشارع الذي تتحكم فيه المليشيات المسلحة وعصابات الجريمة المنظمة والعشائر المنفلتة التي تمتلك كل انواع الاسلحة الثقيلة واصبح الامر خارج السيطرة تماما بعكس ماتردده وزارة الداخلية..!
هل يعلم القائد العام حجم الثروات التي تنهبها العناصر المكلفة بجباية الضرائب التي تتحاسب تحت المنضدة فيقبض المخمن مليون دينار ليسقط من حق الدولة خمسين مليونا والدليل الثروات الطائلة التي جمعها هؤلاء ومعهم من يعمل بالكمارك والموانىء والسيطرات واخطرها الصفرة سيئة الصيت ، ومنافذ تصدير النفط والامور اصبحت مكشوفة..!
هل تعلم يارئيس حكومة التوافق اللا وطني ان عدد المتسربين من المدارس بسبب الفقر والجوع تجاوز الملايين ـ ومثلهم اعداد المشردين والنازحين والهاربين والمهاجرين والعاطلين عن العمل من الخريجيين الذين استبدلتهم حكومتك بالاميين من الموالين..؟
وهل تعلم بانهيار الطبقة الوسطى وظهور طبقة (الحوسمجية) باسم البرلمان والهيئات والمفوضيات والرئاسات ومجالس المحافظات والبلديات وهي كلها حلقات زائدة استنزفت خزينة الدولةـ ولايجرؤ مستشاروك المساس بمصالحهم واستبلوا ذلك بالسطو على رواتب المتقاعدين وفي مقدمتهم اساتذة الجامعات لاستفزازهم وتهجريهم ليخلو للصوص الجو العام ..؟ وسكتوا عن الذين يجمعون بين راتبين وحزم من الامتيازات بذريعة المظلومية..؟ وهل تعلم بحجم التصحر واندثار الزراعة وغياب المناطق الخضر داخل المدن وعند مقترباتها وتوحلت البساتين والمزارع لعشوائيات ومخازن للتجارة المحرمة ..؟
انظر يا من وعدت ان تضرب بيد من حديد حجم الفساد وتورط النواب وكبار المسؤولين بعقود مقاولات وشركات وعمولات ويفترض ان يتفرغون لقضايا الشعب ولايتحولون لسماسرة لجمع المال الحرام. وتامل تاريخ البعض من الذين الذي اخترقوا مكاتبكم لتحقيق رغباتهم المشبوهة كيف جمعوا المليارات وكانوا من الحفاة واصبحوا يمشون بمواكب رئاسية والعالم يعرفون مقدار نتانتهم وتعفن سيرتهم الذاتية… والحصول على شهادات عليا بتعليمات استثنائية هبطت بالتربية والتعليم العالي الى ادنى مستوى في العالم بعد ان كنا نمثل القمة في الجودة والسمعة في دول الجوار والعالم ..؟ هل تعلم اين ذهبت الاف الاطنان من اسلحة وذخائر داعش واين هربت ومن دفع ثمنها بملايين الدولارات لتخزن داخل المدن.. وهل اطلعت على مصانع داعش الحربية التي لو استعان بمثلها الجيش العراقي لوفر لخزينة الدولة المليارات وتوقفت صفقات الفساد..؟ وهل تدري ان بغداد والمدن الاخرى تحولت جميعها لعشوائيات وستختفي المدن الجميلة الراقية بعد ان اختنقت بابتلاع المساحات الخضر وتحويلها لمولات ودكاكين حسب الطلب وتتولى ذلك مافيات وزعامات معروفة تخافها امانة بغداد وامانتكم بل تسهل لها فتح الابواب المقفلة..؟
ان اعظم انجازاتكم مولات في الاماكن غير الصحيحة لتشجيع سياسة الاستهلاك ، ومعارض سيارات اغرقت الشوارع ، وعشوائيات هي الاكبر في الشرق الاوسط ، محاصصة للابد، مصارف وبنوك وشركات للتحويل المالي تقبض من البنك المركزي وتغسل اموال الكبار ، محلات للمساج، متسولين في كل مكان ارامل وايتام وعاطلين عن العمل لصوص ومافيات ، روتين وابتزاز حتى لمن يريد ان يجدد جواز سفره او يحصل على تاييد او شهادة وفاة…. المواطن لايعرف له حقوقا فكلها في كف عفريت لايرى الا توفير الامتيازات لمن اختطف السلطة ويترك الموت والعوز للشرفاء وعامة المواطنين هذا مايشعر به الجميع من سكنة المناطق الحمر وليس سكان الخضراء ولاتجرؤ وسائل اعلام الدمج والتلميع من اظهاره لانها اصبحت جزءا من منظومة التجهيل. والتي فشلت ان توضح لنا كيف اصبح الدواعش واسرهم مدللين ينقلون من حدود لبنان لحدودنا ويهربون من تلعفر ليكونوا بضيافة ابن العم كاكه مسعود.. ما الذي يحدث وماذا نقول للملايين من ضحايا داعش..؟ هل تعلم بذلك ولم نذكر لكم الا القليل وعندنا لكل قضية الف دليل، فان كنت لاتدري فتلك مصيبة ، وان كنت تدري وهذا الاحتمال الاكبر فالمصيبة اعظم ..؟ واعظم منها ان الشعب لايعرف كيف يتخلص من حكومة وبرلمان المحاصصة فهو ينتظر المعجزة من رب السماء ويطلبها من الاولياء الصالحين ، والله سبحانه لايهب الحرية والحياة الحرة الكريمة الا للشعب الذي يستحقها وينتزعها بالكفاح وليس بالدعاء والنواح…!

* عميد كلية الاعلام / جامعة بغداد

اترك تعليقاً