السيمر / الأربعاء 16 . 05 . 2018
عبد الصاحب الناصر
طغت فجنت على نفسها المفوضية المستقلة للانتخابات … وا أسفاه.
رغم كل البذخ و الاموال التي صرفت ، و التسهيلات و المساندة الكبيرة من كل الشعب العراقي و الاعلام، و مؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة الى عدم التدخل في اعمال المفوضية المستقلة للانتخابات. رغم كل ذلك شاهدنا عجز و تخبط فني غير مبرر، و اصرار غير منطقي (بأنهم يملكون الخبرة الفنية)، في معالجة الاجهزة التي تعاقدوا عليها ، علما ان امريكا تشتكي من التدخل في مجال الأمن السايبري (cyber security ). كما صرح رئيس مجلس الوزراء اليوم انه اتفق معهم على استشارة خبراء دوليين في هذا مجال، و خصصت لهم المبالغ الكافية لذلك لكنهم لم يفعلوا، لماذا ، وهذا سؤال مهم جدا؟
لنترك التدخل في نتائج الانتخابات حاليا، و نتساءل عن قرارات اتخذت لا نجد لها اي مبرر، مثلا لماذا أغلقت صناديق الاقتراع في الساعة السادسة مساءً؟ و في بلد ذو حرارة عالية مثل العراق؟ كلنا نعرف ان الاجهزة الإكترونية تبرمج من قبل اصحابها بمفاتيح خاصة مؤمنة ، ولانه توقت فقط ،لا اقل و لا اكثر، فمن قرر ان تغلق في الساعة السادسة؟ و حتى بعد وضوح قلة المساهمين في الانتخابات خلال الساعات الاولى من النهار كان بإمكان المفوضية اعادة التوقيت باضافة ساعتين من السيطرة في المركز و بحضور كل الاعضاء، وهم من يملك مفاتيح الاجهزة و اعلان التمديد مباشرة وعلى كل وسائل الاعلام. إلا ان تصرفهم هذا و في رأيي المتواضع شعورهم بالأهمية و التعالي.
من سمح للسفير الامريكي بالتجول في قاعات الانتخابات، بالأخص القاعة الرئيسية، ثم ماذا جاء يصنع الامريكي برت مكورك في العراق في يوم الانتخابات و في صاللاتها ؟
و من قرر منع التجوال و تعميمه بهذه الصورة الاعلامية الضخمه؟ هنالك فرق بين منع التجوال و بين منع سير المركبات خوفا من الارهابيين. الامر الذي أخاف الناس من الارهاب مع كل الاستعدادات الامنية الكبيرة و التي اثبتت القوات الامنية جدارتها بكل احترام و تقدير .
و كان تصرف اعضاء المفوضية في الايام الاخيرة للانتخابات قد تعدى حدود اللياقة و المهمة التي اختير اعضاءُها لأداء واجباتها ، لندع قضية عدم تطابق النتائج بين العد اليدوي إن اجري و العد الاكتروني، لقد صرفت مبالغ ربما لا حصر لها لشراء المعدات الإكترونية ،اخذنا نسمع اليوم عن تأخر اعلان النتائج النهائية بعد مرور ثلاثة ايام، ثم تحتج المفوضية بقضية الطعون كان بإمكانهم اعلان النتائج الاولية بعد ساعات من انتهاء الانتخابات و معالجة قضية الطعون لاحقا، الا اذا كانت المفوضية تعرف ان الطعون و التدخل كبيرة، و واسعة بحيث انها ستأثر على النتائج كليا، اذاً ما فائدة كل هذا الصرف على كل هذه الجهزة؟ و مع ذلك لم تعالج المفوضية الشكاوى المقدمة عن محافظة كركوك لحد هذه الساعة علي الرغم من ان انها وعدت قبل يومين السيد رئيس مجلس الوزراء بإجراء ذلك فورا، هذه اوضاع تدعو الى الشكوك .
و تتكرر هذه الحالات منذ قضية السيد الجعفري، ثم المالكي و اليوم السيد حيدر العبادي الذي اثبت الرجل كل جدارة بإدرة البلد و المعركة مع الارهاب، فيستحق الاحترام و التقدير. الا إن الشخص القادم و المختار من السعودية و امريكا و هو من يحب ان يلقب بصانع الملوك، كما ابتسم و انتعش لهذا الوصف على قناة دجلة في مقابلته مع السيد احمد ملا طلال. و إذا السيد مقتدى الصدر الذي سينقلب على من آزره من مؤيدي الحزب الشيوعي العراقي. ونتمنى ان لا يجني الشيوعوين كما جنت على نفسها براقش.
مازالت الادارة الامريكية ترغب في حكومة المحاصصة و اشراك الكل في الحكم و في المعارضة. ربما سيتحمل السيد العبادي كما تحمل السيد الجعفري و المالكي تبعة طلبه بحكومة الاكثرية النيابية.
فمن يا ترى امر بهتافات معادات الجارة ايران امسية اعلان النتائج الاولية ( بغداد حره حره ، ايران بره بره ). الا تذكرنا هذه الهتافات بشعرات البعث الغاشم ، و اليس هذا هو مطلب السعودية ( ام الديمقراطيات في العالم! ) و الذي يتناغم اليوم مع المطالب الصهيونيه الاسرائيلية ، في وقت يقدم الشعب الفلسطيني عشرات الضحايا و مئات الجرحى . ليس من مصلحة العراق الانجرار وراء تحالفات مناطقية . و لنضع كل الخلافات الشيعية على الرف و لنبحث في عداء مقتدى الصدر للحشد الشعبي ، فهل استبدلت امريكا اياد علاوي بمقتدى الصدر و بصباح الساعدي .
سننتضر نتائج العد و الفرز اليدوي ، و اذا حصل (لا سامج الله) ان هناك تلاعب في الاصوات، فيجب تقديم من ساهم من اعضاء المفوضية الى المسائلة. انها قضية شعب و مصير بلد و مصداقية الانتخابات و الديمقراطية الفتية في العراق .
16/05/2018