عبد الجبار نوري
أنّ دموعك الصادقة والساخنة على جثة الطفل السوري قد مزقتني سيدتي ، وأشعرتني بالأثم ودفعتني أن أكفر بأنتمائي الذي لم يكن لي فيه خيار عذرا سيدتي أن البراءة الطفولية الملقات على شواطيء البحر أنها من آثام الأسلام الوهابي المتشدد سونامي البحرالمتوسط ، وقرش الكاريبي الذي لاحق صيد العجوز همنكواي ، وهوليكوست النازية الجديدة بل قولي أيبولا مؤطرة بفتاوى الظلالة السعودية الذي شعاره ” أرهبوا هذا الطفل عدو الله وعدوكم ” وهذا وذاك واحد من الطفولة السورية والعراقية المطروحة بين أكوام النفايات هاربة بجلدها من الراية السوداء المؤمنة بقهر الأنسان وأرهابه وجعله يعيش على فوهة بركان وكأنهم رضعوه من الفيلسوف النازي ألألماني ” نيتشه ” وهو يخاطب مؤيديه بأن أجعلوا عدوكم يعيش على فوهة بركان ، فالمجد لألمانيا الحرة ونمسا الأنسنة ، كيف لا وأنتم ترحمون وتعطفون على القطط والكلاب والعصافير ، لأنّ ثقافة المدرسة عندكم ترضع الأطفال الرحمة والشفافية والحنو والأطلاع على مشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة التي تسمو بمشاعر الطفولة إلى الكمال الأنساني ، بينما مدارسنا اليوم وفي ظل هذا المد الديني العدواني المتشدد تلقن الطفولة واليافعين والمراهقين هايكر الحقد والكراهية والقسوة ويضطرونه لمشاهدة مناظر الذبح البشري ، والدم ، والقتل ، والأبادة الجماعية تحت شعار تكفير الكل حتى المسلمين — فلك أن تتصوري كيف ينشؤون ؟ حينها ينتجون السيوف والمعاول للهدم والتمزيق وألغاء الكل لتحقيق هدف خيالي في أختزالٍ ” زمكني ” للوقت والمكان بأرجاع دوران كوكبنا الجميل ألفٍ ونيّف من السنين ( لحكم الخلافة ) الذي فشل في وقته في أستقطاب الجميع ، فهي سوسيولوجية الجيل الأنتحاري المتقدم اليوم ، والمؤطر بفتاوى الهوس الجنسي الفرويدي بانّ جائزتهُ في عالم اللاوعي الوهمي والسرابي في عالم الموت تنتظرهُ سبعة عشر من حسناوات الفردوس الموعود ، ويتضاعف عددهن كلما أسقط أكبر عدد من الأبرياء بدمٍ بارد ، لذا زاد في رقم قتل الأطفال والأيتام والأرامل والتهجير القسري ، والهجرة المليونية إلى المجهول ومنافي الغربة ووحشة غاباتها وثلوجها والتي هي أقسى العقوبات الداعشية حيث يموت فيها المهاجر الغريب يوميا ألف مرّة —–