السيمر / السبت 28 . 07 . 2018 — نجت الحكومة هذه المرة من الحركات الاحتجاجية المستمرة من قبل المجتمع السني فضلاً عن الكردي، لتواجه هذه المرة تهديداً من قاعدتها الشعبية، وهي المجتمع الشيعي الغاضب هذه الأيام.
ومنذ الثامن من تموز الجاري، كان الجنوب – الغني بالنفط الخام- وصل لدرجة الغليان في الحر الذي تجاوزت درجة حرارته الغليان، اذ احتج عشرات الالاف من العراقيين بسبب النقص الحاصل في الكهرباء والماء، مما دفع هؤلاء المحتجون الى حرق مباني الأحزاب الحكومية فضلاً عن مكاتب الفصائل المسلحة، وصولاً الى سد الطرق المؤدية الى حقول النفط.
وحين ذهب رئيس الوزراء حيدر العبادي الى البصرة لتهدئة الأوضاع من خلال وعود اطلقها امام المحتجين، طادره المتظاهرون. ومنذ ذلك الحين استدعى رئيس الوزراء الجيش والفصائل المسلحة لفرض حظر التجوال وقطع الانترنت، فضلاً عن مقتل أكثر عشرة اشخاص.
وتبدو الحكومة وكأنها سحابة صيف عابرة، كما يقول المسؤولون إن الغضب الاحتجاجي سيهدأ في أيلول مع انخفاض درجات الحرارة. وخلف حواجز المنطقة الخضراء الشاسعة في بغداد، يستمر العمل كالمعتاد في القصور المكيفة بشأن نتائج الانتخابات وكيفية إعادة رسم الخارطة السياسية بعد عملية فرز الأصوات يدوياً.
الغضب في المنطقة الحمراء – بقية مناطق العراق – يقترب من نقطة الانهيار، فمئات العراقيين يتخرجون سنوياً مع احتمال ضئيل في الحصول على درجات وظيفية.
ويبقى الفساد وسوء الإدارة وتكاليف السنوات الأربع من القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي، خفّض من ميزانيات المحافظات الجنوبية بالرغم من ان تلك المحافظات زجت شبابها في القتال ضد التنظيم لتصبح هذه المدن الأفقر بالعراق. الآن، لديهم ما يكفي، فأقل نصف الناخبين صوتوا مع نسبة اقبال منخفضة في بغداد والجنوب.
وصرخ المتظاهرون بأعلى أصواتهم، ضد جماعات مسلحة يزعمون انها مدعومة من ايران، فضلاً عن تمزيقهم صور رجال دين إيرانيين وعراقيين في لحظة وصفها المراقبون بالغاضبة والجريئة بالوقت نفسه.
ولم يكتف المتظاهرون من هذا وحسب، بل سخروا من آيات الله في مدينة النجف المقدسة، بسبب استخدام هؤلاء رجال الدين السيارات الفارهة بالتنقل، بحسب فيديوهات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
يريد المتظاهرون في الدوائر الحكومية إصلاحًا من الأعلى إلى الأسفل قبل أن ينفجر العراق من القاع. فيما يبقى الجيش واحداً من المؤسسات القليلة التي تحظى بشعبية بين السنة والشيعة على حد سواء. ولكن من المحتمل أن تكون فئة الضباط الخاصة به غير مسيسة للثورة، فالسيناريو الأكثر احتمالاً يمكن أن يكون انقلاباً يعلن فيه سياسي شيعي حالة الطوارئ ويمسك بالسلطة.
المصدر: ايكونوميست
ترجمة: وان نيوز