الرئيسية / الأخبار / واشنطن تمنع إعادة “الأرشيف اليهودي العراقي” إلى بغداد

واشنطن تمنع إعادة “الأرشيف اليهودي العراقي” إلى بغداد

السيمر / الاحد 05 . 08 . 2018 — ذكرت مصادر مطلعة أن اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة يمارس ضغوطا من أجل منع إعادة الأرشيف اليهودي العراقي إلى بغداد بحلول شهر أيلول المقبل إلى العراق، وذلك بحسب اتفاق بين الحكومة العراقية وواشنطن عام 2010، حيث يشير اللوبي إلى ان العراق لا يستطيع حفظ الأرشيف الذي عثرت عليه قوات أمريكية، في قبو للمخابرات العراقية وسط بغداد مغمورا بالمياه بعد الغزو عام 2003.
وسلط موقع “ساسة بوست” في تقرير له، الضوء على الأرشيف اليهودي في العراق والذي استولت عليه القوات الأمريكية عام 2003، حيث قامت بنقل آلاف الوثائق والمستندات والمخطوطات والمؤلفات النادرة التي كانت محفوظة في أقبية أبنية المخابرات العراقية والمتاحف والقصور الرئاسية، من بينها الأرشيف اليهودي العراقي، الذي يضم آلاف الوثائق ونسخا من التوراة، إلى واشنطن.
وأضاف التقرير أن “قوة أمريكية من وحدة ألفا مكونة من 26 جنديا عثرت مصادفة عام 2003 بعيد الغزو، على 200 صندوق لهذا الأرشيف داخل قبو للمخابرات العراقية، وذلك أثناء تمشيط القبو بحثا عن أدلة تشير إلى امتلاك النظام العراقي السابق لأسلحة دمار شامل،”، مبينا أن ” الأرشيف اليهودي العراقي يضم عددا كبيرا من الصور والمستندات والوثائق ليهود العراق وتاريخهم ووثائقهم، وكذلك نسخا من التوراة بالإضافة إلى مؤلفات نادرة قديمة يعود أقدمها إلى القرن السادس عشر”.
ومن ضمن ما عثر عليه أيضا كتاب مقدس باللغة العبرية يعود إلى 400 سنة مضت، وكتاب تلمود عمره 200 سنة، علاوة على كتاب صغير لصلاة عيد الفصح من عام 1902، وكتاب صلاة باللغة الفرنسية يعود إلى عام 1930، ومجموعة من الخطب المطبوعة لحاخام من ألمانيا تعود لعام 1692، فضلا عن مجلدات مليئة بالسجلات المدرسية لطلاب من العام 1920 إلى العام 1975.
ونقل الموقع عن الباحث في تاريخ العراق الحديث، ياسر المولى، قوله إن “الأرشيف اليهودي العراقي الذي عثرت عليه القوات الأمريكية في بغداد يضم تاريخ اليهود في العراق، وآلاف المستندات للعوائل اليهودية التي كانت تسكن العراق قبل هجرتها، كما يضم السجل المدني ليهود العراق، بعد أن سحبه النظام السابق من السجلات المدنية العراقية واحتفظ به في مكان خاص بغية إخفائه، إضافة إلى سندات ملكية العقارات والبيوت التي كان يمتلكها اليهود في العراق قبل هجرتهم”.
وأشار تقرير الموقع إلى انه رغم أن الاتفاق المبرم بين بغداد وواشنطن كان ينص على إعادة الأرشيف اليهودي إلى بغداد بعد 15 عاما، على نقله من قبل القوات الأمريكية إلى واشنطن، إلا أنه ومع قرب موعد تنفيذ هذا الاتفاق، فقد أكد مصدر في وزارة الثقافة العراقية في شهر تموز الماضي، أن العراق لن يستطيع استعادة أرشيفه اليهودي بسبب إصرار أعضاء في الكونغرس الأمريكي على الاحتفاظ به في واشنطن وتل أبيب.
وأضاف المصدر ان الحكومة العراقية طالبت واشنطن مؤخرا بإعادة الأرشيف اليهودي العراقي الذي استولت عليه عام 2003، إلا أن أعضاء في الكونغرس الأمريكي يصرون على إبقاء نصفه في أمريكا والنصف الآخر في تل أبيب، حيث قدم مجموعة من أعضاء الكونغرس توصية إلى وزارة الخارجية بذلك، وتقدم زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشارلز شومر، بتوصية إلى مجلس الشيوخ تقول “هذه الكنوز الثقافية التي لا تقدر بثمن، مثل كتاب الصلاة ولفائف التوراة، تعود إلى اليهود وأحفادهم، الذين أُجبروا على تركها وراءهم بعدما أجبروا على ترك العراق، وعلى وزارة الخارجية أن توضح للحكومة العراقية أن هذه القطع الأثرية يجب أن تبقى في الولايات المتحدة”.
وبين الباحث في علم الاجتماع السياسي، نور الدين المحمودي، ان “الأرشيف اليهودي العراقي يضم تاريخ اليهود في العراق، وإن اليهود العراقيين وأحفادهم يعملون كل ما في وسعهم من أجل عدم إعادة هذا الأرشيف إلى العراق”.
وأوضح المحمودي أن “فترة سيطرة تنظيم داعش، على مساحات واسعة من العراق، وما فعله التنظيم في تدمير المواقع الأثرية والمتاحف ونهب المخطوطات، جعلت الجميع يشك في قدرة العراق على حفظ الموروث الثقافي للبلاد، بحسبه.
وكانت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أكدت في تقرير لها، نشر في وقت سابق، ان الحكومة الأمريكية أنفقت أكثر من 3 ملايين دولار في ترميم الأرشيف اليهودي، الذي عرض في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وحث ناشطون أمريكيون يهود الولايات المتحدة على عدم إعادة القطع الأثرية والأرشيف إلى العراق، بحجة أنها يجب أن تظل في مكان يتيح لليهود العراقيين وأحفادهم الوصول إليه.

اترك تعليقاً