السيمر / الثلاثاء 28 . 08 . 2018
أياد السماوي
كشف الشيخ علي دعموش نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله اللبناني عن نصيحة قدّمها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله لزعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر , وقال الشيخ دعموش أنّ الأمين العام لحزب الله نصح مقتدى الصدر بالانضمام إلى المحوّر الذي يقوده تحالف الفتح ودولة القانون لتكوين الكتلة الأكبر , وقال أنّ انضمام سائرون للفتح ودولة القانون سيجّنبهم الحاجة للأطراف الأخرى الذين يطالبون بتقديم الكثير من التنازلات .. هذا ما نقلته وكالة سكاي برس الإخبارية نقلا عن الشيخ علي دعموش , ويبدو أنّ السرّ وراء هذه الزيارة المفاجئة لزعيم التيّار الصدري إلى بيروت كان الغرض منها إيصال هذه الرسالة الهامة والخطيرة إلى مقتدى الصدر بنفسه , فالأوضاع السياسية والأمنية للمنطقة بأسرها لا تحتمل تغليب المصالح الحزبية والعداوات الشخصية على مصلحة شعوب المنطقة بأسرها , فالوضع الخطير لا يحتمل السكوت والتغاضي عن الدور الأمريكي السعودي الخطير في تشكيل الحكومة العراقية القادمة , فالضغوط الأمريكية السعودية التي تمارس على الأكراد والسنّة العرب من قبل السفارتين الأمريكية والسعودية قد وصلت حد التهديد المباشر إلى هذه الأطراف من أجل ترك التحالف مع محور الفتح والقانون والالتحاق بمحور سائرون الحكمة والقبول بولاية ثانية لرئيس الوزراء حيدر العبادي .
ويبدو أنّ سيد المقاومة حسن نصر الله أراد أن يقول لزعيم التيّار مقتدى الصدر .. أنّ أمريكا التي حاربها أبوك الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر رحمه الله الذي رفع شعار كلا كلا أمريكا هي ذاتها أمريكا التي تدعم العدوان السعودي الغاشم على الشعب اليمني الشقيق , وهي ذاتها التي تحاصر إيران الإسلام وشعبها المسلم , وهي ذاتها التي تدعم الإرهاب في العراق وسوريا وتريد القضاء على حزب الله اللبناني , وهي ذاتها التي تريد حل الحشد الشعبي المقدّس في العراق , وهي ذاتها التي تدعم إسرائيل في عدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري , وهي ذاتها التي نقلت سفارتها من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل , وهي ذاتها التي يطالب رئيسها المسعور بالعداء للإسلام بأخذ نفط العراقيين باعتبار أنّ أمريكا أحق به , فهل لعاقل أن يصدّق أنّ أمريكا التي خلقت داعش في المنطقة والتي سمحت لها باحتلال ثلث العراق وتدمير الموصل ومدن الغرب العراقي تريد من خلال إعادة حيدر العبادي إلى رئاسة الوزراء مرة ثانية تحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد ؟؟ فالرسالة التي أراد سيد المقاومة إيصالها إلى مقتدى الصدر , أنّ أمريكا تريد من خلال إعادة حيدر العبادي الذي أعلن عن التزامه بالعقوبات الأمريكية على الشعب الإيراني الشقيق الذي وقف مع العراق بالحرب على داعش , إلى رئاسة الحكومة القادمة من أجل تنفيذ أهدافها ومشروعها في العراق والمنطقة , فأمريكا تريد في العراق تريد حل الحشد الشعبي الذي تعتقد أنه أداة إيران في العراق , وتقليل النفوذ الإيراني في العراق , وإحكام محاصرة إيران وسوريا وحزب الله اللبناني , ومن جانب آخر أراد سيد المقاومة أن يضع مقتدى الصدر أمام مسؤولياته الدينية والوطنية , فانضمامه للكتلة الأكبر سيضح حدا لشروط الأطراف السياسية الأخرى , وبالتالي فإن لم يتحقق الإجماع الشيعي ويكون لشيعة العراق كتلتهم الأكبر بعيدا عن الأطراف السياسية الأخرى , فإنّ ذلك سيقودهم إلى تقديم تنازلات كبيرة لهذه الأطراف على حساب مصالح وحقوق أبناء العراق في البصرة وباقي محافظات العراق الأخرى , فليس من المنطق أن يتّجمع الأخرون ويتناسوا خلافاتهم ويتفرّق شيعة العراق برغم كل ضرورات اتحادهم .. ما يتمناه العراقيون أن تأخذ نصيحة سيد المقاومة حسن نصر الله طريقها إلى التنفيذ بأسرع وقت ممكن .