السيمر / السبت 29 . 09 . 2018
سلام محمد العامري
الحِوار في الإسلام يعتمد على الحجة والمنطق؛ وكشف النوايا من خلال قوة الطرح, بين رأيين مختلفين, ويجب أن يكون المتحاورين مُتَّسِمين بالجدية, وعدم التعصب ليصلوا لنقطة وسطية, يتجنب بها الطرفان العواقب السيئة.
مَعلومٌ لدى جميع المُطلعين, إن خروج الحسين عليه السلام, لم يكن إلا للإصلاح, بعد أن ساد الفساد أمة الإسلام, على يَدِ بني أمية, وقد كَشَفَ الحِوار بين الحُسَين عليه الصلاة والسلام؛ وعَمر بن سعد بن أبي وقاص, ليلة العاشر من محرم عام 61هجري, مدى الضغينة التي يحملها جيش يزيد, والتمسك بالحكم والانقلاب, على ما أراده الخالق, من الر سالة الإسلامية, ونبذ العصبية لغير الحق.
إنَّ طمع عمر بن سعد بملك الري, وما سيحصل عليه من سلطة واسعة, جَعله يعود بأفعاله للجاهلية, حيث قال عند حصاره لابن بضعة الرسول, عليه و آله أفضل الصلاة وأتم التسليم, هذا ابن قَتّال العرب, متناسياً أن علياً عليه السلام, كان يحارب المشركين, الذين أوجَبَ الخالق قتالهم, ليسود العدل في الأرض, بعد أن نفذت سُبل الحوار معهم.
ما نراه في العراق الحديث, من صراعٍ على السلطة, بين الفاسدين والمًصلحين, أشبه ما يكون بتلك الحُقبة, فقد ساد الفشل في الأداء, والفساد بكل أشكاله, لتشبث أولئك الفاسدين بالتسلط, لذلك فإنهم يرفضون كل الحوارات, وإن قبلوا بها نظرياً, فإنهم لا يعملون بها, وإنما يتخذونها وسيلة, لرضوخ الأطراف الأخرى لشروطهم, تحت ظِل التَعصب بالهيمنة على الكُل.
مضى على الانتخابات البرلمانية, ما يقارب ستة أشهر, لم يتم خلال هذه الفترة, إلا عقد جلسة أولى, واختيار رئاسة البرلمان, فمتى سيتم العمل على الإصلاح؟ وهل سيتم محاسبة الفاسدين القدامى, أم انها حكومة شراكة, يختلط بها الغث بالسمين, كما أرادها بنو امية, بطلبهم مبايعة الحسين عليه الصلاة والسلام؟
هل ستكون طَفٌ أخرى, بين شعب العراق, ومن يحكم من الفاسدين؟ وهذا ما يلوح له بعض أصحاب الرأي, أم اننا سنرى وجهاً جديداً من الحكم, يعمل بمبدأ الإصلاح؟