السيمر / الاثنين 15 . 10 . 2018
سلام محمد العامري
إن النجاح ليس دائماً وليد الأفكار الثورية؛ فكثيراً ما يكون مفتاحه فكرة بسيطة” قولٌ مأثور.
شعاراتٌ كثيرة سمعناها لسنين, حتى صُمت آذاننا دون عمل, محاربة الفساد والقضاء عليه, هناك من يطرح التنظيف من الأعلى, وآخرين من يفضلون التنظيف من الأسفل, ما جعل المواطن في حيرة, من أين يبدأ مطالبه!
قال الكاتب المِصري جلال عامر” رغم أن الفساد من أمراض المناطق «الحارة», فإنه في بلادنا يتوطن في المكاتب «المكيفة», وهذا يعني أن رأس السلطة ومفاصلها العليا, هي مرتع الفساد, ومنها ينحدر ذلك الداء الخطير, إلى أدنى الدرجات الوظيفية, فالفاسد يحتاج لسَندٍ قوي يحميه, وقانون ضعيف يستطيع الإفلات من مواده, لذلك فإنَّ حيتان الفساد, عَملوا على إضعاف القانون, من خلال تجسيد وترسيخ الدولة العميقة.
بعد عَقدٍ ونصف نعتقد, أننا وصلنا لحالة البلوغ الفكري, الذي جعل التغيير مُمكنا, ويكون البدء من الأعلى, كي يصيب الشلل جسد الفساد, لذا تم إعتماد تَكليف مُفكر حقيقي, يعمل على معالجة الخلل, بجرعات سريعة تُربك من يرغب بالعودة, لما كانت عليه العملية السياسية الخاطئة, حيث إبعاد الدستور واعتماد التوافق, بتشكيل حكومات المحاصصة, المُتفق على رداءة أدائها.
عملية فريدة لم يعهدها العراق, قام بها رئيس مجلس الوزراء المُكلف, السيد عادل عبد المهدي, التقديم للترشيح على مناصب بدرجة وزير, أمرٌ غريب أذهل كثير من المحللين, وكأن عبد المهدي يقول, يا معشر الوزراء إنكم موظفون, فمن يتصدى للعمل, عليه أن يطبق القانون, وعليه تسري مواده.
قال المُفكر والكاتب المصري, عباس محمود العقاد: الأمة التي تُحسن أن تجهر بالحق, وتجترئ على الباطل, تمتنع فيها أسباب الفساد.
فَهَل يُمَثِل السَيد عادل, جرأة الأمة وشجاعتها, بالمجاهرة ضد الباطل؟ وهل سيبقى الفاسد مكتوف الأيدي؟