السيمر / السبت 12 . 12 . 2015
أنور السلامي
عرف الناس العديد من الديانات السماوية قبل الإسلام, وكما قال تعالى آية(7) سورة الرعد (إنما أنت منذر * ولكل قوم هاد ), ومنها اليهودية والمسيحية ,كل منهما امتاز بخصوصية معينة, تتلائم مع تلك الأمم, وحسب الفترة الزمنية لهما, حيث بعث موسى عليه السلام إلى قومه أثني عشر نقيبا, في حادثة عبور نهر الأردن.
أما المسيحية ..عن الرضا عليه السلام قال: ( أما عند الناس فإنهم سموا الحواريين لأنهم كان يقصرون الثياب من الوسخ بالغسل, وأما عندنا فإنهم كانوا مخلصين في أنفسهم ومخلصين لغيرهم من أوساخ الذنوب( , ولكن حصل ما حصل بعد أن خرج القوم عن أمر الل.. , فرفع الل.. نبيهم عنهم, بعد إن حاولوا قتله, فكانت هذه الواقعة تمهيدا لما هو أعظم.
كل هذه الديانات السماوية, ما هي إلا تمهيدا للإسلام, لان الل.. كان يعلم مسبقا, بما سيفعله القوم بهؤلاء الأنبياء والرسل عليهم السلام , وبما انه صاحب الحجة البالغة على خلقه, اخذ على عاتقة التمهيد للعقل البشري, بقبول فكرة الرسل وقبول فكرة عدد ألاثني عشر, وكذلك مهد لفكرة الغيبة, ليكون الإسلام جامع لتلك الأحداث جميعا.
تعرض الرسول (صلى الل.. عليه واله وسلم), إلى أقوى أنواع الرفض للدين الإسلامي, فحيكت له المؤامرات والدسائس من إيذاء ومحاولات اغتيال عده, حيث قال الرسول الل.. (صلى الل.. عليه وآله وسلم) (ما وذي نبي كما أوذيت), وازداد الأمر سوءا بعد توليه علي أبي طالب وأولاده عليهم السلام للخلافة من بعده حينما قال تعالى: آية البلاغ الآية (67) من سورة المائدة ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّك﴾.
بعدها استشهد رسول الل.. (صلى الل.. عليه وآله وسلم), بسبب بغض وحقد القوم لعلي لان الرسول كان يقول (الأئمة بعدي اثنا عشر من صلب علي وفاطمة, هم حواريي وأنصار ديني, عليهم السلام) , بعد أن فرض الإسلام عليهم عنوا, أما ولاية لعلي وأولاده فلن يقبلوها رغم علمهم إن الأمر كان صادرا من الحق تعالى فأجمع القوم على قتل النبي, وتنحيه علي, تم لهما الأمران قتلوا النبي بالسم وانتزعوا الخلافة بالسقيفة.
بعدها مَر على الدين الإسلامي, مراحل مختلفة وحرجه وخطيرة, أصبح فيها الإسلام اليوم إرهابا, بسبب تلك السقيفة, وما بعدها حيث تغيرت معالمه وقيمه وتعاليمه لدى البعض, فتصدع جدار الدين وكاد يصبح كالهشيم, لما أصابه من انحراف كبير, وتشويه لصورة الإسلام, سالبا منه ما كان يحمله, من قيم وأهداف سامية, وكاد يفقد كل صفاته التي عرف بها من أخلاق وإنسانية وتسامح وحب الخبر للناس.
كان من المفترض, أن يدخل الناس في دين الل.. أفواجا, ويكون الفتح كبيرا لا نظير له, ليتحقق قوله تعالى في كتابة الكريم في سورة النصر الآية (1) (إذا جاء نصر الل.. والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الل.. أفواجا…), حيث يعم السلم والإسلام على العالم كله وفقا لمشيئته هو لا مشيئة غيره, ولو بعد حين, فللباطل جولة وللحق صوله, فتأجل الفتح ليوم ظهور المهدي أرواحنا لمقدمة الفداء.