السيمر / الاثنين 12 . 11 . 2018
خالد الناهي
مر بينة الخريف وطيح الورگات ..
تانينة الربيع اشو طيح الشجرة ..
ما الذي جعل قلمك لا يستطيع ان يكتب “م/استقالة”, وصوتك لا يكاد يسمع لتقول (لا) ,رهبة كرسي الرئاسة وجاذبيته التي تفوق جاذبية الأرض؟ ام اعتقادك بأن الفرصة لا تزال قائمة لإصلاح ما أفسده اسلافك من الحكام؟
مخرجاتك لا تدل على مدرستك التي تربيت فيها، وعينيك باتت ناظرة الى الأرض، لا نعلم هل لأنك تفعل شيء خارج قناعاتك؟ وتخشى ان يراه الناس في عينيك، ام أصبحت لا تثق بنفسك “لهرمك”؟ وتنظر الى الأرض خشية الوقوع؟
لا نعلم ما هي حقيقتك، هل هذا الشخص الذي نراه أصبح كالكرة يرميه سائرون، فيعيد ركله الفتح؟، ام ذاك الشخص الشجاع الذي طالما كان عمود من أعمدة الدولة؟
ربما انت كالطفل، حيث يصبح شجاعا عندما يعلم ان والده بظهره يحميه، فيظهر بطولة خارقة، وثقة عالية بالنفس، لكن لمجرد ان يجد نفسه يمشي لوحده في العتمة، حتى يصبح انسان مهزوز يلتفت يمينا وشمالا، عند كل صوت يصدر، حتى وان كان ذلك الصوت هو صوت خطواته او ورق الأشجار عندما يحركها الهواء.
اخترت طريق صعب، ووضعت شروط من اجل النجاح والقبول بالتكليف، فأظهرت زهدا بالمنصب حينها، مما اوجد لك مقبولية في الشارع، واحرجت حتى خصومك الرافضين لك، ان يظهروا ذلك علنا، ولم يكن لهم خيار الا القبول بترشيحك، ولغاية هذه اللحظة انت القوي والمسيطر على المشهد برمته، ان اردت ذلك.
الصورة اللاحقة عند تشكيل الحكومة، لم تكن تلك الصورة التي يرغب ان يراك بها محبيك، ربما يعود السبب لقراءة خاطئة في بداية مشوارك، وهي ثقتك بالكلام الذي كان يقال عبر الاعلام، واخترت ارض رخوة لتضع قدمك عليها، لذلك تخشى ان تنهار تلك الأرض في أي لحظة.
اغلب الكتل تضع شروط للترشيح للوزارات، وفي نفس الوقت تظهر للأعلام لتضعك بالواجهة لوحدك، من خلال إعطاء مدد زمنية لعملك، فيما راحت أطراف أخرى ترقص على جراح الشعب، على حساب حكومتك، فتطرح للشارع مشاريع استقطاع مبلغ من مبيعات النفط ليوزع على المواطنين، وهي مدركة ان هذا لم ولن يحدث.
ولت أيام الخريف، بعدما اسقطت ثلث العراق، وذبلت معها أوراق الاف الشباب، التي زهقت ارواحهم في سبايكر، او من خلال الدفاع عن الوطن.
ننتظر ربيع تخضر فيه أوراق الوطن، وتزهر فيه ورود الشباب، ونأمل ان لا يجعل عبد المهدي ربيعنا اصفر كما هو خريفنا الذي مضى.