السيمر / الثلاثاء 25 . 12 . 2018
اسعد عبد الله عبد علي
اشهر طويلة والبصرة تغلي بفعل الحراك الجماهيري الرافض للظلم الكبير, والذي تعرضت له المحافظة طوال 15 عام, مع انها تغذي كل محافظات العراق بالسيولة المالية, عبر بيع نفط البصرة وتحصيل ايرادات تملئ خزينة الدولة, لكن مع كل هذا العطاء يتم تجاهل البصرة, فهل من المنطق ان محافظة بحجم عطاء البصرة تفتقد للماء الصالح للشرب! او ان تعيش تأخرا في مجال الصحة والتعليم, او تغيب الخدمات تماما عن الواقع البصري, بالاضافة الى دعم محاور سياسية مهمة للنفس العشائري! بغية اغراق المحافظة بالفوضى, والنزاعات العشائرية, والجهل, كل هذا كي تدوم سطوتهم.
منذ اسابيع والصراع كبير حول من يصبح حاكما للبصرة (محافظ جديد), وشرع ابرز المتنافسون (الدعوة والحكمة) لرفع شعارات محاربة الفساد, وحقوق اهل البصرة, ومشاريع كبرى لأهل البصرة, شعارات للاستهلاك الاعلامي قبل الوصول للكعكة الكبيرة “البصرة”, وهنا ننبه لأهمية اقصاء (الدعوة والحكمة) من حكم محافظة البصرة مستقبلا للأسباب التالية:
اولا: المجرب لا يجرب
قاعدة مهمة وضعتها المرجعية الصالحة, واقتنع بها العراقيون على مختلف مشاربهم, وهي تخص كل الحياة السياسية وليس فقط مرحلة الانتخابات, لذلك يجب ان يتم الابتعاد عن الاحزاب التي فشلت في حكم البصرة, فليس من المنطق اعادة حزب فسد وفشل في ادارة المحافظة من جديد, والا اعتبر خروجا على المرجعية الصالحة, بل اختيار المجرب يعتبر طعنة خنجر غادرة, وعصيان للاتفاق العراقي, ومحاولة لتكريس الفساد والفوضى.
فالأمر بسيط ولا يحتاج لتفكير, المجرب الفاشل والفاسد يجب اقصائه نهائيا, والاحزاب التي حكمت البصرة فشلت فشلا ذريعا, لذا يجب تجريب عنوان سياسي جديد.
ثانيا: الدعوة تم تجريبها وفشلت
حزب الدعوة اعطي الفرصة لحكم البصرة, وحال البصرة الحالي كاشف عن حجم الفشل الذي حصل في زمنه, وما معاناة اليوم الا للفشل الذريع في الحكم وخراب الامر المتراكم, واليوم ينشط جماعة الدعوة في سبيل الحصول على حكم البصرة, عبر رفع شعارات الاصلاح وتوفير الخدمات والكثير من البالونات الدعائية, ونلحظ جهد اعلامي مكثف, بهدف تهيئة الاجواء لعود حكم الدعوة للبصرة.
اعتقد ان قاعدة ( المجرب لا يجرب) يجب تفعيلها ولا يجوز اهمالها والتي عند تطبيقها على حالة البصرة, عندها يجب ابعاد الدعوة عن الحكم البصرة, واي امر خلاف ذلك يعتبر خروجا على راي المرجعية الصالحة والاتفاق الشعبي العراقي.
ثالثا: جناح الحكيم تم تجريبه وفشل
اعطيت الفرصة لجناح الحكيم لحكم البصرة عندما كان ضمن المجلس الاعلى, وفشل مرشح الحكيم (النصراوي) في حكم البصرة, وختمها بهروبه نحو استراليا بعد اتهامات بالفساد, واليوم الحكيم شكل عنوان سياسي جديد “الحكمة”, لكن هو نفس الجناح السابق بعنوان سياسي جديد, ويجب التنبه لهذه النقطة ان الاحزاب تتبع القائد بعيد عن التسميات, فتغيير العنوان السياسي لا يغير الحقيقة, ففي الامس كان النصراوي مرشح الحكيم, واليوم الحكيم يريد ان يدفع مرشح جديد, مع تكريس اعلامه لشعارات دعم الشباب والاصلاح ومحاربة الفساد, انها حمى التنافس الاعلامي, فالفكرة الاساسية ان حكم البصرة تم لجناح الحكيم سابقا وفشلوا فيه, ومن المعيب الرجوع للخطأ.
وهنا يجب الالتزام التام بقاعدة المرجعية الصالحة ( المجرب لا يجرب), وهذا الالتزام يكون بالابتعاد عن مرشح الحكيم, واخذ العبرة من مرشحه السابق (النصراوي الهارب), كي لا يتم توجيه الطعنات للمرجعية الصالحة عبر تجاهل ارشاداتها في عملية اختيار الحاكم.