الرئيسية / مقالات / محنة العمال في العراق تستمر

محنة العمال في العراق تستمر

السيمر / السبت 19 . 01 . 2019

اسعد عبد الله عبد علي

ابو سامي عجوز قارب عامه الستون ومازال يعمل كعامل بناء, ولديه عائلة كبيرة اغلبها من النساء, كل هذا الحمل الثقيل يسد متطلباته مما يحصل عليه من اجر العمل في (العمالة), كان يوميا يعود للبيت متعبا حد الإعياء, فجهد العمل الكبير, والرحلة من بيته الى اماكن العمل طويلة, هو يعيش في عشوائية عن طريق النهروان, وفي الباب الشرقي وبالتحديد في ساحة الطيران يتم تجمع العشرات صباحا ومعهم ابو سامي, منتظرين الحصول على فرصة عمل ما, هكذا هي سيرة ابو سامي اليومية, إلى أن حصلت الفاجعة. حيث حصل تفجير انتحاري في ساحة الطيران, تسبب بقطع ساق ابو سامي, وبعدها وقع هو وعائلته في دوامة كبيرة, فكيف سيعيشون؟ فلا تقاعد ولا أجازة ولا علاج للفقراء, والحياة لا ترحم ومتطلباتها لا تنتظر التأجيل. غابت الحلول عن ابو سامي, الى ان جاءته جارتهم العجوز وهي تقترح ان يدفع ابو سامي ببناته للعمل في خدمة البيوت, مع خطورة هذا العمل وذهاب كرامته, لكن ماذا يفعل, انه قدر الفقراء ان يتم سحقهم في العراق. · عمال بلا حماية في العراق لا توجد حماية حقيقية للعمال, فهم الفئة الأضعف في العراق, فالأجور هي الأدنى في العراق, مع حجم العمل المبذول, لكن لا توجد جهات داعمة, ولا نقابات تدافع عنهم, وتضع سقف للأجور, مما جعل العمال دوما تحت رحمة أصحاب العمل, فيقبلون بأي شيء, لان أجور العمل اليومي, هو كل ما يأتيهم من رزق, وأما قضية الحوادث, فهي المحنة الأكبر للعمال, فعندما يتعرض العامل لحادث, فلا احد يعوضه, حتى لو كان الحادث في العمل, ولا توجد جهة تلتزم علاجه, بل القضية تكون كمصيبة وحلت به, وعليه الخلاص منها عندها لا يجد إلا الديون لعبور المحنة. · العمال والاهانات في كثير من الأحيان يكون العمال معرضين لعنف الأغنياء وأصحاب الإعمال, فالأهانة والإذلال وهدر الكرامة وسائل لا يتركها أصحاب الإعمال, كنوع من التسلط وفرض الهيبة على الآخرين, وتحكم صاحب العمل والمال, بل حتى حقوقهم يتم استلابها من قبل رب العمل, ومما زاد من صعوبة الموقف هو غياب جهة تساند العمال, وتفرض إرجاع حق العامل, بل عند حصول أي تعسر اقتصادي, يقوم فورا أصحاب الإعمال بطرد العمال, أو منحهم إجازة مفتوحة, ومن دون راتب لحين تحسن الوضع. · اخيرا أنها مأساة كبيرة للعمال في العراق, ولا توجد أي بوادر للحل, فالبلد يعيش أزمات لا تنتهي, ان الفشل بإدارة الدولة, أوصلنا إلى عملية مستمرة, من تضييع حقوق الفئات المسحوقة, ومنها العمال. حلم العمال في العراق, حماية من العنف الموجه لهم من أصحاب الإعمال, وحماية صحية بتوفر العلاج لهم, وتعديل سقف الأجور, مع راتب تقاعدي نهاية الخدمة, أحلام بسيطة وممكنة التحقق, لو كان في البلد ساسة شرفاء.

اترك تعليقاً