السيمر / الاحد 27 . 01 . 2019
الدعارة وتجارة الهوى رافقت منطقة البتاوين في الباب الشرقي على مدى عقود واصبحت الصفة الملتصقة بها والسمة ومثال السمعة السيئة والبيئة المليئة بمختلف الممنوعات ،فمنذ عقود كان يقطن هذه المنطقة لفيفا من مختلف القوميات العراقية والجنسيات من العرب والاجانب، وتضم عدة ازقة بغدادية قديمة وشناشيل تراثية اصبحت اغلبها فنادق وشقق مستأجرة من قبل (القوادات) او (القوادين) المسؤولين على تجارة الهوى والتسول فهي شبكة كبيرة مرتبطة بعلاقات داعمة لها من الجهات الرسمية وممارسة الدعارة والبغاء في تلك الشقق من دون وجود اي رادع او حملات لمكافحة تلك الظاهرة دليلا على وجود الداعمين لها من المناصب الرفيعة.
الموقع الاستراتيجي
تقع المنطقة في الباب الشرقي اكبر المراكز التجارية في العاصمة واهمها وترتبط بعدة مناطق مهمة وحيوية تضم اغلب المؤسسات الحكومية والرسمية فضلا عن انها لا تبعد كثيرا عن المنطقة الخضراء التي تضم مجلس الوزراء والمؤسسات الحكومية الحساسة ، وبما انها في مركز المدينة فهي الميناء البري الذي يحط فيه المسافرين من جميع المحافظات ومختلف دول العالم واغلبهم من السودانيين والمصريين والبنغلاديشيين والفلبينيين وغيرهم من الجنسيات .
اتفاقات في الشارع
يقف اشخاص في نهاية الشوارع في البتاوين من نساء ورجال ويلحظون المارة والباحثين عن الدعارة وممارسة الجنس ولخبرتهم الطويلة في هذا المجال فهم يميزون من بين عشرات الاشخاص من يبحث عن الجنس ويقتربون منه ويتحدثون اليه بسرية وتجري الاتفاقات بشأن السعر والمدة التي تجري فيها ممارسة الجنس فتبدأ من 7 الاف دينار عراقي وتنتهي الى 25 الفا وبحسب الاتفاقات التي تسري بينهم، وتستغل المراهقات والنساء المشردات في هذه التجارة ويجبرن على العمل في هذه المهنة اما عن طريق استدراجهن باساليب ملتوية او بتوريطهن بعلاقات غير شرعية في بادئ الامر ويهددن بالفضح مال لم يعملن مع هذه الشبكات المتشعبة ومن ثم تتخذ تلك النساء الدعارة مهنة لكسب العيش غير المشروع .
الحديث عن المخدرات والممنوعات
احد ساكني منطقة البتاوين تحدث لكلكامش برس رافضا الكشف عن اسمه اشار الى وجود كل ما يخطر في البال من ممنوعات ومخدرات ومشروبات كحولية ودعارة نتيجة تنوع السكان فيها والمباني المستأجرة والفنادق غير الخاضعة للضوابط السياحة والقوانين السارية فتشهد هذه المنطقة انواع الممارسات غير الاخلاقية والاتجار بالبشر وغيرها ففي الصباح تستغل الفتياة في التسول وفي بداية المساء في الدعارة حتى الليل .
الدعارة المقنعة
تجار الدعارة وبيع الهوى تفننوا في تقنيع هذه الحرفة القديمة وغير المحبذة في المجتمع العراقي المحافظ فذهبوا في بداية الامر الى جلب الاجنبيات لفتح مراكز المساج الصينية والاسيوية وغيرها وملئت منطقة الباب الشرقي والكرادة بتلك المراكز حتى تحولت شئ فشئ الى مراكز دعارة بامتياز وبتسعيرة موحدة وهي الف دينار للدقيقة الواحدة يقضيها الزبون للمارسة الجنس وتصل عروض اخرى الى المئة دولار بما يسمى بالعرض الخاص وغرف الفي اي بي ، والفتيات العاملات في المراكز اغلبهن عراقيات وبينهن اجنبيات من دول اسيوية ويعملن صباحا في مراكز المساج ومساءً في المقاهي (كوفي شوب ) ويخرجن في اتفاقات استثنائية وبما يعرف بالدلفري الى منازل الزبائن باسعار مختلفة وبحسب الاتفاق.
مافيات تهدد من يحاول اغلاقها
في الوقت الذي يشترك الكثير من المسؤولين والقادة الامنين في غض النظر او المساهمة في استمرار عمل النوادي الليلة ومراكز المساج وحتى بيوت الدعارة فهناك من يعمل على تطبيق القانون لكن المشكلة اكبر من الجهد الفردي المحدود .
احد القادة الامنيين كشف عن اسرار خطيرة في احدى الاجتماعات الخاصة بهذا الشأن وتعرضه للتهديد بتصفية نجله وعائلته بعد ان اقدم على غلق احد مراكز المساج وتلقى عدة اتصالات هاتفية من اجل ثنيه عن قراره وغض النظر عن اغلاق المركز ومحاولة اغرائه بالاموال والرشى وعندما توصلت الجهات القائمة على المركز الى طريق مسدود معه تلقى اتصالا هاتفيا يبلغه بان نجله تحت المراقبة هو وعائلته وفي دائرة الاستهداف في حال عدم الانصياع الى مطالب تلك الجهات والمضي باغلاق المركز سيتم قتلهم جميعا ، فيقول القائد الامني لم يكن امامي اي خيار الا بالتراجع عن اغلاق المركز وبهذا اصبحت هناك قوى كبيرة تدعم تلك المراكز وبيوت الدعارة لايمكن لاحد ان يتخذ اي اجراء بحقها .
ماذا يجري في المراكز
عند دخول الزبون الى مركز المساج يقوم باختيار احدى الفتيات لتدخل معه في غرفة تضم سريرا فقط وعند دخولهما تقوم الفتات بتقديم خيارات للزبون بين التدليك وممارسة الجنس وعند اختياره التدليك تقول له انا هنا لممارسة الجنس لا للتدليك ومن ثم تفرض عليه ان يعطيها مبالغ اضافية من اجل ان تقدم له خدمات اضافية بحسب ما يقوله احد مرتادي هذه المراكز ، فعند اعطائها (الاكرامية ) يحصل على حركات جنسية وتفاصيل اخرى تعتبرها خارج الاتفاق المبدئي .
العرض الخاص في اي بي
لم يعد تجارة الدعارة سرا حيث غزت صفحات التواصل الاجتماعي فيسبوك اعلانات مراكز المساج في بغداد حاملة في طياتها صورا توحي الى الدعارة وتجارة الهوى ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي شخصوا كثرة هذه الصفحات في الاونة الاخيرة وانتشارها عبر دعم تلك الصفحات بمبالغ كبيرة عبر التمويل الالكتروني للحصول على وصول اوسع للمشتركين في الفيسبوك ،ورأى الناشطون ان هذا الاسلوب قد يؤدي الى انحراف المراهقين والشباب وانتشار الدعارة عبر استدراجهم الى تلك المراكز.
ارتفاع عدد العاهرات
وسط غياب الرقابة وتطبيق القانون وتعدد مناطق الدعارة ومراكز التجميل والملاهي الليلية وعدم وجود عقوبات بحق من تمارس البغاء فضلا عن ارتفاع البطالة وزيادة حالات التفكك الاسري كل هذه العوامل ادت الى ارتفاع عدد العاهرات وبائعات الهوى في العاصمة سواء من سكان بغداد ام القادمات من مختلف المحافظات في ظاهرة تهدد الوضع الاجتماعي والتسبب في ضياع الاسر والانجرار الى حالة سلبية شاذة وطارئة على المجتمع العراقي المحافظ .
وفي ظل ما تقدم فلا بد من وجود قوانين واجراءات صارمة من قبل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية من اجل معالجة هذه الظاهرة الخطرة على المجتمع والوقوف وقفة جادة لتطويقها والحد منها وفق القوانين والانظمة وبعاد الاحداث والمراهقين عن الاماكن الماجنة كما هو معمول به في اغلب بلدان المنطقة والعالم .
كلكامش برس