السيمر / الاحد 27 . 01 . 2019 — كشف مصدر في قوات سوريا الديمقراطية، (قسد) اليوم الاحد، عن محاصرة زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، وحوالي 50 من عناصر التنظيم، في منطقة حدودية بين العراق وسوريا، من قبل قوية عسكرية أميركية. وقال المصدر، في حديث لـ(بغداد اليوم)، ان “قوة قتالية اميركية مدربة، وبمشاركة قوات سوريا الديمقراطية، انتشرت مؤخراً في منطقة سجران التابعة لمحافظة دير الزور، على الحدود العراقية السورية”. وأضاف المصدر، ان “انتشار القوة المشتركة جاء بعد وصول معلومات أمنية واستخباراتية تفيد بمشاهدة زعيم تنظيم داعش ابو بكر البغدادي قبل 10 ايام في المنطقة”، مبينا ان “القوة تقوم بعمليات دهم وتفتيش واسعة في القرى الزراعية في سجران ومحيطها، بحثا عن المكان الذي يختبئ فيه البغدادي”. وأشار الى ان “صعوبة المنطقة الزراعية من حيث الجغرافيا وتواجد السكان المحليين، جعل من الصعب قصفها بالطائرات”، لافتا الى “صعوبة اعتقال البغدادي في ظل هذه الظروف، خاصة في ظل مرافقته من قبل 50 من اتباعه الذي قد يلجؤون الى القتال العنيف، ولن يسلموا أنفسهم”. وكانت صحيفة “العربي الجديد” كشفت في وقت سابق من اليوم الاحد، بان القوات الاميركية تحاصر زعيم داعش ابو بكر البغدادي في 10 كيلومترات داخل الاراضي السورية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى في بغداد، قوله إن “المعلومات حول محاصرة البغدادي تبدو مختلفة هذه المرة لناحية عبور قوة أميركية خاصة إلى داخل الأراضي السورية براً عبر إقليم كردستان العراق، يوم الخميس الماضي، ترافقها وحدة مسلحة من قوات سورية الديموقراطية (قسد)، بعد ورود معلومات تفيد بوجود أبو بكر البغدادي، داخل منطقة بمساحة تبلغ نحو 10 كيلومترات مربعة ضمن محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، وتحديداً في ريف دير الزور بين الباغوز والمراشدة جنوباً والسفافنة غرباً، وصحراء البوكمال التي تتصل بالعراق شرقا”ً. وأضاف، أن “الفرقة الأميركية كانت تتواجد داخل قاعدة عسكرية بمدينة أربيل وانتقلت منها إلى داخل الأراضي السورية، وهي المرة الأولى التي تدخل فيها إلى هناك”. وأوضح أنّ “المعلومات المتوفرة لدينا هي أن الجيش الأميركي يريد البغدادي حياً، وهذا ما قد يفسّر دخول القوات الخاصة الأميركية إلى مناطق سورية يمكن اعتبارها ساقطة عسكرياً، وكذلك التأخر في حسم دخول المليشيات الكردية لما تبقى من تلك القرى والقصبات السورية الصغيرة، رغم أنه يمكنها القيام بذلك، مع توفر الغطاء الجوي”. وتعليقاً على حرص واشنطن على اعتقال البغدادي حياً، اعتبر المسؤول أنّه “قد يكون لذلك علاقة في وضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وحاجته لأي حدث إيجابي يصبّ في صالحه داخل الشارع الأميركي، أو لامتلاك البغدادي الكثير من الإجابات حول أسئلة ما تزال غامضة، ومنها الخيط الخفي في تعاملات التنظيم مع أطراف أخرى في الساحتين السورية والعراقية وأبرزها نظام بشار الأسد”، على حد تعبيره. لكنه اعتبر “احتمالات الظفر به حياً ضعيفة جداً مقابل مقتله، لاعتبارات تتعلّق بزعيم التنظيم نفسه واحتمالات المقاومة أو حتى تفجير نفسه قبل اعتقاله”. والبغدادي هو إبراهيم عواد البدري من مواليد سامراء شمالي بغداد عام 1971، وحاصل على شهادة الماجستير عام 2002، ثمّ الدكتوراه في الشريعة الإسلامية من جامعة بغداد عام 2006. عمل إماماً وخطيباً في أحد مساجد العاصمة بغداد، ويعتبر من عناصر الصف الأول التي عملت على تأسيس “جماعة التوحيد والجهاد” ومن ثمّ “قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين”، بزعامة الأردني أبو مصعب الزرقاوي. اختير عام 2010 أميراً لتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق” عقب مقتل أبو عمر البغدادي بعملية خاصة نفذتها قوات أميركية شمال بغداد. وبعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، وسّع أبو بكر البغدادي من رقعة نشاط التنظيم قبل أن يعلن عن تغيير اسمه في العام 2014 إلى تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش).