فيينا / الثلاثاء 29. 04 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
جاء في الموسوعة الحرة عن الفاو: الفاو هي مدينة ساحلية عراقية تمثل المركز الإداري لقضاء الفاو ولها موقع استراتيجي اشتهرت من خلاله بما جرى على أرضها من حروب من جهة، وبما تشهده من حراك اقتصادي من جهة أخرى. تقع في الجنوب الشرقي من محافظة البصرة في منطقة شبه جزيرة الفاو وهي أقصى نقطة في جنوب العراق تطل على الخليج العربي في الجزء الجنوبي وعلى ضفاف شط العرب في الجزء الشرقي من شبه جزيرة الفاو. تبعد المدينة عن مركز المحافظة 100 كيلومتر ويبلغ عدد سكانها 52 ألف نسمة. كانت المدينة حتى العام 1960م ناحية تابعة لقضاء أبي الخصيب حتى تم استحداث قضاء فيها بتاريخ 30 آب/أغسطس 1960م. تشتهر مدينة الفاو بمنتجاتها البحرية كالأسماك والروبيان والملح إضافة إلى زراعة أشجار الحناء والنخيل الذي تناقصت أعداده بعد الحروب العسكرية والاقتصادية التي استمرت طيلة 23 عاماً من حكم صدام حسين. سكان الفاو يتميزون كبقية سكان البصرة بلهجتهم القريبة جداً أو المماثلة للهجة الكويتية حيث تقلب الجيم ياء مثل: رجل تلفظ رَيَّال وهكذا دواليك. يمتاز مناخ المدينة بأنه جاف حار صيفاً وبارد رطب شتاء، وأكسب موقع المدينة على رأس الخليج العربي أهمية اقتصادية من الناحية الزراعية والاقتصادية كونها ميناء لتصدير النفط، كما أن أغلب سكان المدينة يعيشون على مهنة صيد السمك. التسمية: تختلف الآراء عن أصل اسم الفاو، فهناك الرواية المحلية التي يتناقلها السكان تفيد أن سفينةً إسمها (الفاو) تابعة للديلم جاءت إلى هذه المنطقة لشراء التمور وصادف أن هبّت ريح شديدة أدت إلى غرق السفينة في نهر اللبان الذي كان إسمه نهر المهلبان – نسبة إلى القائد العربي الشهير المهلب بن أبي صفرة ثم خفف بمرور الزمن إلى اللبان – فأخذ الناس يطلقون على المنطقة اسم الفاو فيقولون (محل غرق الفاو) ثم حذفت لفظة غرق لتبقى الفاو ثم سميت المنطقة كلها بهذا الاسم.، ومن بين هذه الأقوال هو أن الفاو تقع في مصب شط العرب أي فاه وتطورت الكلمة حتى أصبحت فاو، أما بعض المصادر فترجح أن كلمة الفاو كانت في الأصل الفأو وتعني الأرض المكشوفة للناظر أو الأرض المحصورة بين مرتفعين. مصادر أخرى تثير الشك في هذا الترجيح لكون تسمية الفاو شاعت بعد بناء محطة التلغراف في عام 1861م، إذ أن البريطانيين كانوا يطلقون على الفاو، بلغة إنجليزية، كلمة (FEW) أي أنها تتألف من ثلاث كلمات: الحرف (F) يعني (Flat) أي المنبسط. الحرف (E) ويعني (Earth) أي الأرض. الحرف (W) ويعني (Water) أي الماء. ومن هنا فإن كلمة (few) تعني الأرض المنبسطة على الماء ثم حورت الكلمة إلى (Faw) ثم إلى (Fao). التاريخ: تشير مصادر إلى أن تاريخ الفاو يعود إلى 2500 ق.م وحسبما تشير اللقى التاريخية إلى أن الملك الآشوري سنحاريب أطلق عليها (ريبو سلامو) أي باب السلامة أما العرب فأسموها ماء الصبر أي المر إلا أن هذه الآراء مثار جدل لا سيما إذا علمنا أن هذه المنطقة كانت مغمورة بمياه الخليج العربي في تلك التواريخ.
تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: الفأو وتعني الأرض المكشوفة للناظر أو الأرض المحصورة بين مرتفعين قال الله تعالى “الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ” (البقرة 22) معنى الآية الثانية يتعلق بما قبلها لأنه تعالى أمرهم بعبادته و الاعتراف بنعمته ثم عدد لهم صنوف نعمه ليستدلوا بذلك على وجوب عبادته فإن العبادة إنما تجب لأجل النعم المخصوصة فقال سبحانه: “الذي جعل لكم الأرض فراشا” أي بساطا يمكنكم أن تستقروا عليها و تفترشوها و تتصرفوا فيها و ذلك لا يمكن إلا بأن تكون مبسوطة ساكنة دائمة السكون “والسماء بناء” أي سقفا مرفوعا مبنيا “وأنزل من” نحو “السماء ” أي من السحاب “ماء فأخرج به” أي بالماء “من الثمرات رزقا لكم” أي عطاء لكم و ملكا لكم و غذاء لكم و هذا تنبيه على أنه هو الذي خلقهم و الذي رزقهم دون من جعلوه ندا له من الأوثان ثم زجرهم عن أن يجعلوا له ندا مع علمهم بأن ذلك كما أخبرهم به بقوله “فلا تجعلوا لله أندادا” و قوله “أنتم تعلمون” يحتمل وجوها ( أحدها ) أن يريد أنكم تعلمون أن الأصنام التي تعبدونها لم تنعم عليكم بهذه النعم التي عددناها و لا بأمثالها و أنها لا تضر و لا تنفع (و ثانيها) أن يريد أنكم تعقلون و تميزون و من كان بهذه الصفة فقد استوفى شرائط التكليف و لزمته الحجة و ضاق عذره في التخلف عن النظر و إصابة الحق (و ثالثها) ما قاله مجاهد و غيره أن المراد بذلك أهل التوراة و دون غيرهم أي تعلمون ذلك في الكتابين و قال الشريف الأجل المرتضى قدس الله روحه استدل أبو علي الجبائي بقوله تعالى: “الذي جعل لكم الأرض فراشا” و في آية أخرى “بساطا” على بطلان ما يقوله المنجمون من أن الأرض كروية الشكل قال و هذا القدر لا يدل لأنه يكفي من النعمة علينا أن يكون في الأرض بسائط و مواضع مفروشة و مسطوحة و ليس يجب أن يكون جميعها كذلك و معلوم ضرورة أن جميع الأرض ليس مسطوحا مبسوطا و إن كان مواضع التصرف فيها بهذه الصفة و المنجمون لا يدفعون أن يكون في الأرض سطوح يتصرف فيها و يستقر عليها و إنما يذهبون إلى أن جملتها كروية الشكل.
جاء في شبكة الساعة بتأريخ كانون ثاني 2023 عن البصرة: وضع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في وقت سابق، حجر الأساس للبدء بإنشاء المرحلة الأولى من ميناء “الفاو الكبير” بمحافظة البصرة (جنوب). ويتضمن المشروع حفر نفق قناة خور الزبير، وإنشاء الطريق السريع الرابط بين الميناء ومدينة أم قصر. إضافة إلى ردم ساحة تخزين ومناولة الحاويات وحفر القناة الملاحية الداخلية، وحفر وتأثيث القناة الملاحية الخارجية. وأحيل تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع إلى شركة “دايو” الكورية الجنوبية، بكلفة قدرها 2.62 مليار دولار أمريكي، وسيمكن للميناء معالجة ثلاثة ملايين حاوية سنوياً مع إتمام هذه المرحلة. وقدرت الحكومة العراقية السابقة، التكلفة الإجمالية التقديرية لإتمام مشروع بناء الميناء بمراحله الثلاث، بنحو 4.4 مليار يورو (5.06 مليارات دولار). ويمتلك العراق في محافظة البصرة أربعة موانئ تجارية صناعية، هي المعقل، وخور الزبير، وأبو فلوس، وأم قصر، ويصدر العراق نحو 80% من نفطه عبر موانئ البصرة.
قال أمير المؤمنين عليه السلام (فالله يمسك السماء أن تقع على الارض إلا باذنه، ويمسك الارض أن تنخسف إلا بامره، إنه بعباده لرؤف رحيم). مثل الله الأرض بالارضية او الفراش، والسماء سقفا مبنيا يحمي هذه الأرضية “الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً” (البقرة 22).
يقول السيد وداد فاخر رئيس تحرير صحيفة السيمر الاخبارية: كثير من أهل الفاو منحدرون من الموانيء، أو “البنادر” الايرانية، باللغة الفارسية ويستخدمون كلمة “بُكشه” التي جاءت من الكلمة الفارسية “باغچه” أي البستان الصغير. “الچه” تستعمل للتصغير بالفارسية. وكلمة “دحروجه” تستعمل بمدينة خرمشهر، أو المحمرة كما يسميها العرب بخرمشهر. وهذه كلمات شائعة عند أهل البصرة القدماء والاصليين، والان اختفت بسبب الطغيان السكاني. وجدتي لأمي كانت تقول دحروجه كلمة “غرشه” كلمة هندية تستعمل بالكويت للقنينة، و”ميبر” ايضا كلمة بصراويه قديمة جدا كان يستعملها اهلنا البصاروه لابر خياطة ” الگواني” او “الخيش” و “اليهال” ايضا تستعمل بالكويت، نقلا عن أهل خوزستان بايران، و كلمة “امريخان” اي الضباب كلمة بصرية قديمة.أي أن ما يقوله اهل الفاو نقلا عن اهل البصرة القدماء، حسب لهجة مشتركة بين اهل خرمشهر، والبصرة بسبب التلاصق والقرب الجغرافي والوشائج العائلية والعشائرية بين الطرفين.
عن موقع بصرة بريس 24 بتأريخ 15 يونيو 2023: نائب: محطة الفاو الحرارية ضمن التخصيصات الاتحادية للمشاريع الإستراتيجية للبصرة: أعلن النائب علي شداد، جانباً من التخصيصات المالية للمشاريع الاستراتيجية لمحافظة البصرة ضمن قانون الموازنة العامة، والتي احتسبت “خارج موازنة البصرة”. وذكر شداد تم تخصيص 400 مليار دينار أخرى لمشروع محطة الفاو الحرارية والذي سيمول بشكل اتحادي. وعن مشروع ميناء الفاو الكبير، قال إن تمويله سيبقى مستمراً على وزارة النقل، كما تم أيضا وضع تخصيصات للمشروع. وكشف النائب أيضا عن حصة أخرى تم تخصيصها للبصرة من القروض القديمة والمستمرة والجديدة. وفي الختام أشار إلى أن الموازنة تضمنت فقرة قال إنها مهمة تتعلق بصندوق “البصرة عاصمة العراق الاقتصادية”.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات