السيمر / السبت 02 . 02 . 2019
هشام الهبيشان / الأردن
بالبداية ، بات من الواضح أن حرب أمريكا وبوجوهها المتعددة على فنزويلا “المقاومة للمشروع الأمريكي في العالم والداعمة للدول المقاومة للمشروع الصهيو – أمريكي في المنطقة العربية ” ، تستدعي اليوم حالة صحوة عربية – اسلامية ،لدعم صمود فنزويلا امام هذه الهجمة الأمريكية ، لمنع وصول الأمريكان إلى هدفهم الرامي إلى كسر مبادئ فنزويلا الداعمة للفلسطينيين والعرب وقضاياهم التحررية ،فاليوم لا يمكن انكار حقيقة أن الأمريكان يسعون لحشد اكبر عدد من الدول الداعمة لمشروع” اسقاط فنزويلا –المقاومة ” خلفهم وتغيير مواقف دول اخرى معادية لمشروعهم ،والهدف من ذلك هو انجاز مشروعهم الهادف إلى تصفية واسقاط أي قوة مناهضة لهم في القارة اللاتينية ،والهيمنة بالكامل بالتالي على جزء كبير من القارة اللاتينية واليوم ،وعلى محور هام بما يتعلق بالسياسة التصعيدية الأمريكية اتجاه فنزويلا ،فهذه السياسة بحال نجاحها بكسر إرادة فنزويلا “المقاومة ” ،ستعتبر على الصعيد العربي نكسة جديدة للعرب وللفلسطينيين تحديداً ، ففنزويلا وغيرها من دول أمريكا اللاتينية لطالما كانت لها مواقف داعمة للعرب وقضاياهم التحررية وتحديداً للقضية الفلسطينية ،ونحن هنا نتحدث وبالتحديد عنً كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا وبوليفيا ، والتي كانت لها مواقف تاريخية مشرفة اتجاه فلسطين واتجاه كل قضايا المنطقة العربية ، من منا ينسى موقف الرئيس الفنزويلي الراحل شافيز ، الذي كان أول من كسر الحصار الذي فُرض على العراق عندما قام بزيارته عام 2000 وتجول في شوارعه.. وفي عام 2006 وحينما كانت العديد من الحكومات في العالم العربي متخبطة في رد فعلها إزاء العدوان الصهيوني على لبنان، قرر شافيز سحب سفير بلاده من الكيان الصهيوني ردا على عدوانه على لبنان، وفي كانون الثاني 2009 أقدم شافيز على فعل لم تفعله دول عربية تربطها علاقات دبلوماسية بإلكيان الصهيوني، فقام بطرد السفير الصهيوني لدى فنزويلا وجميع العاملين في السفارة ردا على العدوان الصهيوني على غزة، واعتبر أن ما يقوم به الكيان في غزة “إرهاب دولة” وجريمة ضد الإنسانية، كما وصف جيش الاحتلال الصهيوني بأنه “جبان”، وفي العام نفسه اعترفت فنزويلا رسميا بفلسطين دولة مستقلة وذات سيادة، ودشنت أول سفارة فلسطينية في كراكاس. ومن منا ينسى ، ان الراحل شافيز،قد تنبأ منذ بداية حراك ما يسمى بـ “الربيع العربي ” ،أن هذا الحراك موجه من أمريكا والغرب ، حيث كان يرى أن الغرب خطط هذه الثورات في محاولة لزعزعة استقرار المنطقة العربية والاستيلاء على ثرواتها، وعندما اغتيل الراحل القذافي اعتبره شافيز “شهيدا ومناضلا كبيرا” وقال إنه سيظل النظام الشرعي الوحيد في ليبيا، كما أعلن تضامنه مع سورية ضد ما اعتبرها “الاعتداءات الإمبريالية الأميركية وحلفائها الأوروبيين”، أن هذه المواقف المشرفة لشافيز ، يتبناها اليوم وكما هي نيكولاس مادورو،وغالبية الشعب الفنزويلي ،وهذه المواقف لم تستثمر للأسف لا فلسطينياً ولا عربياً ولا اسلامياً بالشكل الكافي ، ومع علمنا أن هذه المواقف لفنزويلا تدفع ثمنها اليوم فنزويلا ،ومع ذلك مازالت هي مواقف مبدئية وثابته ومازالت فنزويلا تتمسك بها ،ولليوم ، رغم التصعييد الأمريكي اتجاه فنزويلا “المقاومة “. ختاماً ، ان هذه التحركات الأمريكية اتجاه فنزويلا واتجاه بعض دول أمريكا اللاتينية المناهضة لمشروع الهيمنة الأمريكي والداعمة لنا كعرب ولمشروعنا التحرري، تستدعي كما قلنا حالة صحوة عربية – اسلامية ، لدعم صمود فنزويلا امام هذه الهجمة الأمريكية ، لمنع وصول الأمريكان إلى هدفهم الرامي إلى كسر مبادئ بعض هذه الدول الداعمة للفلسطينيين والعرب وقضاياهم التحررية،ففنزويلا ومعها كل الشعوب الحرة بالقارة اللاتينية لهم دَين في رقابنا جميعاً،واليوم حان وقت الوفاء وسداد الدين ،وليكن لنا كعرب”شعوب وانظمة مقاومة ” كلمة وموقف ،نرد به الوفاء لأهل الوفاء ،فهل نحن مستعدون لهذا ؟… ام اننا سنسى هذه المواقف التاريخية !؟ … ونكتفي بمواقف خجولة !؟.