الرئيسية / مقالات / شهيد المحراب .. حياة تصنع حياة

شهيد المحراب .. حياة تصنع حياة

السيمر / الأربعاء 06 . 03 . 2019

احمد الحسني

في روضة من واحة علوية خضراء، ودوحة هاشمية غناء، ملاء غرسها سادات العلم وبراعم الشهادة، ثمارها الفضيلة، وعودها المكرمات، فتقلبك ذات اليمين وذات الشمال، لتصقل فيك منظومة القيم، فوهبت فيك حياة تصنع حياة، فأشتد عودك عالما وثائرا على بينة، تشق ظلمات كانت في صفحات التأريخ، قد خطته جلاوزة الطواغيت، فحدقت وعزمت فوثبت، تمرغ أنف الشبهات وتهتز اليك فرائص الطغاة، تلك ياسيدي كانت هي البداية، فأعدت فيك قيادة وريادة. ما بين الفضيلة والمكرمات، والقيادة والريادة، أدركت أن بذل النفوس والمهج وقفا في وطن الأمامة، وتتويجا لمحراب العاشقين، فالعاملون فيه البارون اليه والباذلون دونه، فكنت سيدي توثق السير وتسابق خطواتك ليوم خط بالقلم، فأيقنت أن أسماءكم أقمار منيرة، ومدادكم فيوضات طاهرة، وأوصالكم نجوم زاخرة، وأصواتكم وكلماتكم مأذن توقض الضمائر في وطن ألأمامة . بعد ان أستصرخك المجد سيدي، كان لابد لحلقة وصل تتصل بالأمجاد، وتصحح مسارالتأريخ، ولابد من حياة تمد أوتار الأمة من ألأوداج من دم يعشق الخلود، كسادات العلم وبراعم الشهادة، كي تدب فيها الحياة بعد سكون، فأوقدت على سور الوطن جذوات وقناديل تمخضت، لتولد شموس أخترق ضياؤها وأجترأت ظلمات الطواغيت، بعد أن ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم، كما ظنوا أن الوطن صرح لأحلامهم ونزواتهم، فحسبوه لجة، وأيقنته أنت ياسيدي وطن يمتد الى كربلاء فلابد من الغاضريات. كأني بك سيدي تدمغ التأريخ على هامته، بعد أن عكف عن الأبرار، ولقنته فيض الحق ودروس من الكبرياء والشهادة، كما يدمغ الحق الباطل، فحلمك سيدي في طوى، تلثمه جراح من كربلاء، توقد فيه قبسا كنت قد ورثته من يوم الطفوف، فلهفي عليك أيها السيد الرجبي الشهيد وقد عجلت العروج الى عالم من الطهارة الأزلي، فلاينالها إلا ذو حظ عظيم، وقد كنت سيدي ومن حولك الرجبيون الصادحون الصادقون المانحون، أقرضتم الله أرواحكم ودمائكم قرضا حسنا، فبوركت من تجارة لن تبور. يا أيها الذبح العظيم في عالم العوز، كنت ياسيدي أنت المكرم فيه فتقبل منك، وياعمدا بين الركن والمقام، سموت بنهجك، ووسمك بالشهادة، فدمائك عطاء، ونعشك سماء، ورحيلك بقاء، لم تستسغ نشيدا جنائزيا، وقد أسمعت نشيد الثائرين، فسلام عليك في الخالدين .

اترك تعليقاً