السيمر / الثلاثاء 12 . 03 . 2019
خالد الناهي
عاهرة لبست نقابها المزيف، ودخلت على تاجر، عرف بالزهد والورع، وقالت بصوت خافت، سجل ارضك باسمي، والا فضحتك..قال وبما تفضحينني؟ قالت اتهمك بالتحرش بي، ومحاولة الاعتداء! لأنه حكيم ويفهم كيف تسير الأمور.. وافق التاجر صاغرا على فعل ذلك، واخذت ما جاءت لأجله ورحلت. استغرب أصدقاء التاجر فعلته، وقالوا كيف فعلت ذلك؟ ونحن نعلم أنك بريء، ونحن نعرفها، ونعرف سمعتها السيئة اجابهم: انا وأنتم نعرفها جيدا، لكن عامة الناس كيف نستطيع ان نقنعهم ان هذه المنقبة، هي عاهر فاجر!.. لذلك التضحية بالمال أسهل وأيسر بكثير من التضحية بسمعتي. كثير من الساسة والإعلاميين لبسوا ثوب الطهر والعفة والوطنية، من خلال برامج يقدمونها في الفضائيات بالنسبة لمقدمي البرامج، أو من خلال التلويح بأوراق فارغة من خلال الظهور الإعلامي بالنسبة للسياسيين، وهم قمة الدناءة والخسة، وراحوا يبتزون غيرهم، للحصول على مكاسب معينة، وعلى ما يبدوا ان نجاحهم بالحصول على مبتغاهم من أطراف فاسدة، شجعهم على محاولة ابتزاز حتى الشرفاء، كما حال عاهرتنا. الدونية التي أصبح عليها البعض، جعلت الشعب يشعر بالغثيان، كلما شاهد سياسيا يتحدث عن الوطن والوطنية، حتى وان كان صادقا في طرحه، محبا لبلده. برلماني تراه يتقافز من قناة لأخرى، يتحدث بوطنية، فتظن انه يحمل هموم شعب في أوراق، لم يعرضها على الشاشة، انما فقط يلوح بها، مستهدفا وزارة او شخصية في أخرى، مستغلا سخط الشعب من السياسيين عامة. ما ان ينتهي استعراض الشرف، حتى اخذ أوراقه معه، وذهب الى الشخص الذي كان يتهمه قبل ساعات قليلة، ليعرض عليه خدماته، كوسيط لمقاول، او يوصيه بإحالة المشروع الى الجهة الفلانية، وفي ابسط الأحوال قائمة بأسماء العائلة من اجل تعينهم .. والا! اما إذا كان إعلاميا ولديه نقطة ضعف امام العقارات والأراضي الزراعية، فهذا من سوء حظ الجهة السياسية التي ينتمي لها محافظ تلك المدينة التي ينتمي اليها هذا الإعلامي، لأنها ستكون هدفا دائما لهذا الإعلامي كلما أراد ان يستولي على ارض او عقار اخر، بطرق مخالفة للضوابط! بين سياسي فاسد، واعلامي باع مهنيته لغريزته.. أصوات وطنية كثيرة قررت الانزواء، والابتعاد عن الساحة السياسية خشية على سمعتها، التي بنتها بعرقها ودمائها.