الرئيسية / مقالات / نحن وأمانة بغداد

نحن وأمانة بغداد

السيمر / فيينا / الاثنين 18 . 03 . 2019

علاء دلي اللهيبي

نشرع في حملة شعواء ضد المسؤولين ومؤسسات الدولة عند كل مشكلة، وعند كل حادث، ويغيب حديثنا عن دورنا نحن كمواطنين تقع علينا مسؤوليات كبيرة وجسيمة لحماية وطننا وشعبنا ومقدرات الدولة، وإذا كانت المسؤولية في توفير الخدمات وتأمين متطلبات الحياة الكريمة فإن من الحتم القول: إن المواطن هو في المقدمة من المسؤولية، ويقع عليه واجب تقديم الدعم لأجهزة الدولة الخدمية وتقويم وتقييم سلوكها وأدائها سلبا وإيجابا لتحقيق الأفضل، وإنجاز المهمات الصعبة التي تتطلب التعاون المشترك بين مؤسسة الدولة والمواطن الذي هو الهدف النهائي من كل عمل سياسي وأمني وإقتصادي لأن الدول إنما تقوم لخدمة الإنسان وبالإنسان ذاته، أي إنه الوسيلة والغاية معا. هذا الشتاء مر على بغداد غزير المطر، وافر الخير بهدوء وسكينة مع حملات كبيرة لرفع التجاوزات، وفتح الطرق والممرات والجسور، وإزالة الحواجز الكونكريتية، وتلك التي تحيط بالوزارات والمؤسسات العامة والفنادق والساحات، وجرى تطوير وتأهيل العديد من ساحات وحدائق العاصمة، وتطوير عدد منها بمواصفات هندسية تتعلق بنوع النصب والتماثيل والأعمال النحتية والتشجير وزراعة العشب الطبيعي، ووضع النافورات بطرق هندسية عالية الجودة. وإذا كانت الأمطار التي تهطل بغزارة سببا في إحداث فيضانات، وتسرب مياه الى البيوت، فإن من الواجب التركيز على خدمة شبكة المجاري التي تعتمدها العاصمة لتصريف مياه الأمطار، فهناك تجاوز خطير من قبلنا عليها خاصة وإن ثقافة إعتبارها ملكا عاما تغيب عن أذهاننا، فتتحول شبكة المجاري الى أماكن لرمي الزيوت الثقيلة والنفايات، وتجاوز حقيقة إنها يمكن أن تتعطل بسرعة مالم تجر صيانة دورية لها بالتعاون بين الدوائر البلدية والمواطنين، فإذا كان هناك واجب على أمانة بغداد فإن المسؤولية تقع على عاتقنا كمواطنين نمتلك الأهلية والفهم والدراية بمتطلبات مايجري ومانحتاجه لخدمة مدينتا الحبيبة بغداد التي تمر بفترة أمن جيدة، وتشهد تحولات نفخر بها، وعلينا أن نديمها ونؤسس لما هو آت بجهد وعزيمة وصدق… فمثلما نريد لبغداد أن تستحقنا، لابد أن نسأل: هل نستحق أن نكون أهلا لبغداد؟ ونقول: نعم في حال خدمنا بغداد، وتعاونا على ذلك..

اترك تعليقاً