السيمر / فيينا / الخميس 11 . 04 . 2019
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
إسقاط الدكتاتور عمر البشير نهاية لشخص شرير سفك الدماء وجزء السودان، لكل شعب اعرافه وخصوصياته، وكما كان متوقعا أن ثورات الربيع سوف تطال راس هذا الدكتاتور المجرم الذي حكم السودان بعقلية عسكر متأسلم استغل حركة الإخوان المسلمين ليعمل انقلاب عسكري ضد أول حكومة انتخبت انتخابا ديمقراطيا بعد ثورة الجنرال سوار الذهب الذي أطاح في جعفر النميري وسلم الجنرال سوار الذهب الحكم للشعب ورفض ترشيح نفسه للانتخابات، وبعد أن انتخب السودانيون الصادق المهدي رئيسا للحكومة دبر الإخوان المسلمون من خلال حسن الترابي انقلابا ضد الصادق المهدي زوج أخت حسن الترابي، والذي استعان في الفريق عمر البشير لتدبير الانقلاب، وتسببوا في انفصال جنوب السودان وياسبحان الله قام البشير بعزل حسن الترابي وطرده من قيادة البلد إلى أن لقى حتفه وذهب إلى ربه وهو محمل في الخطايا والآثام، البشير تدخل في اليمن للتغطية على جرائمة في قتل اهل دار فور لذلك تدخل في اليمن لضمان دعم الخليج له لدى الإدارة الأمريكية لابقائه في السلطة، لذلك إن الحراك السوداني الراهن الذي انطلق في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ليس «ربيعاً» جديدا، ولا استنساخا له، ولا هو ثورة دعمتها دول كبرى من خلال دعم مالي واعلامي منظم من دول كبرى أو اقليمية، حراك ثورة السودان لها خصوصية ولها مسببات ومسوغات نتيجة تصرفات وتراكمات اكثر م 30 عاماً من حكم الإسلامويين الذي كان أسوأ تجربة تمر على السودان من حيث حجم الفشل، والتدمير الممنهج، والمعالجات الخاطئة، والفساد المريع، والقمع غير المسبوق. تجربة تصلح كحالة للدراسة عن فشل حكم هؤلاء وخواء شعاراتهم، وزيف خطابه السياسي والديني عندما كانوا في المعارضة، وبعد أن تمكنوا من الحكم بعقلية الانقلاب العسكري ثبت كذبهم وزيف شعاراتهم، لشعب السودان تجاربهم الخاصة في الثورات التي كانت واكبت التحولات الدولية في أكتوبر (تشرين الأول) 1964 قام الحركات الشيوعية اليسارية في تعبئة الشارع الشعبي وسرقها التيار القومي ووصلوا للحكم وانفرد جعفر النميري بالسطة الا أن قام الجنرال سوار الذهب في أبريل (نيسان) 1985 في عمل انقلاب عسكري عزل جعفر النميري بدون سفك الدم ودعى لأول انتخابات حرة ولم يرشح نفسه للانتخابات وبعد انتخاب الصادق المهدي للحكم دبر الإخوان المسلمون انقلابهم المشئوم وسرقوا ثورة الشعب السوداني وادخلوه بحروب طاحنة انتهت في انفصال الجنوب وتدمير دارفور، أن سجل 30 عاماً من حكم نظام «الحركة الإسلامية» الذي أذاق السودانيين أنواع العذاب بحيث لم يعرفوا السودانيين لهذه السنوات لها مثيلاً في تاريخهم الحديث. ثلاثون عاماً أفقروا فيها البلد، وحرقوا العباد وتسببوا في التقسيم بفقدان الجنوب وانفصاله وادخال الشعب السوداني في الحروب الداخلية لقتل أبناء دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق المسلمون أبناء دينهم ومذهبهم لأسباب قومية ثلاثون عاماً دمروا فيها اقتصاد البلد، ونهبوا ثروات السودان، عاش المواطن السوداني في الفقر بينما البشير ورهطه الفاسدون من الإسلامويي والمنتفعين يعيشون في ترف وغنى غير معهود، وحاول البشير قمع الجماهير واحد يوم امس توعد المواطنين بالقتل لكن آفاق السودانيين صباح هذا اليوم وإذا بقوات الجي السوداني قد سيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون والقصر الجمهوري وإلقاء القبض على عمر البشير، قام البشير في توزيع أسلحة الدولة على أفراد حزبه لقتل الشعب السوداني لكن إرادة الشعب لايقهرها الاشرار وهاهو الجيش السوداني قد عزل البشير وهذا انجاز جدا كبير، على عكس قادة جيش صدام النتن الذين قالوا شعب العراق على أسس قومية ومذهبية، بل رفض سلطان هاشم وزير دفاع صدام الجرذ وهو بقفص الاتهام مع سيده في المحكمة أن يعتذر لضحاياه من أبناء الشعب العراقي ويطلب منهم الصفح ويبلغهم أن المجرم صدام وليس هو، نبارك للشعب السوداني على إسقاط الدكتاتور عمر البشير قاتل الشعب السوداني والتشادي واليمني.