الرئيسية / مقالات / احزابنا سبب الخراب ولاحل ننتظره منهم

احزابنا سبب الخراب ولاحل ننتظره منهم

السيمر / فيينا / الاحد 14 . 04 . 2019

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

مشكلة العراق الحقيقية في الأحزاب السياسيّة، والطبقة السياسية الحاكمة ونظام الحكم، وعلينا ان نعترف ان سبب فشل الأحزاب السياسية بالعراق والدول العربية في إيجادى حكم ديمقراطي بسبب طبيعة النظام السياسي العربي، أن أكبر عقبة تواجه الأحزاب السياسية في إيجاد تجارب ديمقراطية بالعراق والدول العربية بسبب النظام السياسي العربي، لو نظرنا لتجارب الدول الديمقراطية في أوروبا الغربية على سبيل المثال تكتشف أن سر نجاح الديمقراطية يرتكز على نقطة جدا مهمة وضرورية وهي أن الدول الغربية الديمقراطية حسمت النظام السياسي من خلال أن يكون هناك رمز حاكم بطريقة تشريفية وهو الملك وفق نظام الملكيات الدستورية، لو بحثنا عن العوائل المالكة في المملكات الدستورية الغربية تجد الكثير منهم يحكم منذ أكثر من سبعمائة عام مثل ملكة الدنمارك الحالية والتي هي من سلالة ملكية حكمت الدنمارك منذ أكثر من سبعة قرون وكذلك الحال في بريطانيا، في البلدان العربية النظام السياسي الحاكم سواء كان نظام ملكي أو جمهوري فكلاهما مستبدان، الملك يحكم وفق السلطة المطلقة، ورئيس الجمهورية بغالبية للدول الجمهورية العربية يصل من خلال انقلاب عسكري ويتشبث بالمنصب إلى أن يموت ويورث السلطة لأبنائه وأقاربه أو حزبه أن حدث ضغط شعبي ضده، العقبة الأساسية لفشل التجارب الديمقراطية بالعراق والبلدان العربية هي النظام السياسي الحاكم وليس الأحزاب السياسية، هناك نموذج جمهوري ناجح بالدول العربية وهو النموذج اللبناني والفضل ليس للبنانيين وانما للفرنسيين والمكون المسيحي اللبناني اقروا دستور يحدد كل اربع سنوات إجراء انتخابات لانتخاب الرئيس وايضا انتخابات برلمانية، وتم تمثيل كل مكونات لبنان في الحكومات اللبنانية، المتابع للشأن العراقي والكثير من الدول العربية يجد أن مكانة الأحزاب السياسيّة تراجعت ولم يثق العراقيين والشعوب العربية بالأحزاب السياسي وبرامجها الانتخابية بدليل انخفاض نسبة المشاركة السياسيّة وظهور الفشل الواضح للطبقات السياسية القائدة للأحزاب السياسية بكل مسمياتها العلمانية واليسارية والاسلامية، حتى في البلدان ذات التجارب العريقة في الديمقراطية. وكثير من المثقفين والمفكرين العرب كتبوا وقدموا أبحاث والغاية من هذه الدراسات حاول كاتبيها فهم ظاهرة العزوف عن المشاركة السياسيّة بشكل عام، والكثير من هؤلاء المفكرين يلقون السبب على ثقافة المواطن العراقي والعربي والحقيقة عكس ذلك، وهي أنه لايوجد لدينا نظام سياسي وخاصة في العراق مستقر ومبني على أسس رصينة تحتوي وتضم كل مكونات الشعب العراقي ووجود حل شامل ودائم لمنصب الزعامة في البلد، قبل سقوط نظام صدام بثلاثة أشهر وعندما كانت علاقتي جيدة مع حزب الدعوة عقد الدعاة ندوة عامة لبحث وضع العراق بظل قدوم القوات الأمريكية والغربية للسعودية وقطر والإمارات والكويت والأردن لغزو العراق واسقاط نظام صدام حسين الجرذ الهالك، وعدنان الاسدي اتصل بي ثلاث مرات وأصر علينا لحضور الندوة ولبيت الدعوة وكنت أنا شخصيا راسم في مخيلتي من خلال عقلي الباطن صورة عظيمة وكبيرة لمنتسبي حزب الدعوة وعند حضروري الندوة و استمعت لكلام الاخوة قادة ومفكري الدعوة واذا بهم لا يعون حقيقة ما يحدث بالساحة العراقية والعربية والعالمية وانظار كوادر الدعوة من المتفهمين اتجهت نحوي واحد كوادر الدعوة كان معلم والان رتبته لواء احضر لي المايكروفون لكي القي مداخلة وتحدثت بشكل موجز وتطرقت للأحداث التاريخية في عام ١٩٢٠ وكيف رفض الشيعة حكم أنفسهم وكلامي استساغه الكثير منهم وقلت لهم امريكا جائت هذه المرة لإسقاط صدام والبعث أيها الإخوة الكرام ماهو مشروعكم لما بعد صظام؟ التفتت إليهم وقلت لهم اسمعونا مني أن المحيط العربي الطائفي السني يرفض أن يحكم العراق الشيعة والاكراد بعد صدام وسوف يحرقون العراق عليكم حزم امركم ومن الان نختار أما نظام ملكي دستوري نرجع الشريف علي ملكا دستوريا للعراق والشعب يختار رئيس حكومة شيعي للبلد ورئيس برلمان كوردي ونطبق النموذج الدنماركي في الملكية الدستورية، أو نبقي النظام الجمهوري ونحسم أمرنا ونشكل إقليم وسط وجنوب وتضم الأقليات الشيعية في نينوى وكركوك وقسم من ديالى الى الاقليم الكوردي لضمان عدم استئصالهم وابادتهم، شاهدت وجوه ونظرات تكشف عن حقد متطرفين الدعوة امثال كمال الساعدي انا لم الوم كمال الساعدي فهو نشأ بجو ديني يلقي خطب ولم تكن له تجربة مع عقليات نظام البعث والعرب، بينما أنا لي تجربة وعشت بالجيش وشاهدت طائفية ضباط البعث بالمحافظات السنية تجاه شيعة العراق، وسجنت بدولة خليجية عربية طائفية أنفقت مئات مليارات الدولارات لتكفير الشيعة وتشويه سمعتهم، ولكن السؤال: هل قادة حزب الدعوة والأحزاب الشيعية المتفرعة منهم هل مرروا بتجربة مثل تجربتي ووصلوا لقناعة تشخص خطر التدخل العربي بشؤون للعراق؟ لا يمكن بناء ديمقراطية بالعراق بدون إيجاد شكل حكم جديد لم يجرب سابقا في حكم العراق طيلة التسع وتسعون سنة الماضية من تاريخ الدولة العراقية الحديثة، بما اننا كعرب لننظر للأحداث في السودان والجزائر الحالية في الجزائر الجيش تولى قيادة مرحلة ما بعد بوتفليقة ، وفي السودان الجيش يمسك حالياً بزمام الأمور ويقود مرحلة ما بعد عمر البشير، ولولا الحراك القوي والعاصف في الجزائر والسودان لما جرأ قادة الجيش إلى تدخل الجيش ووضع قبضتهم على زعامة البلدين، عندنا قادة جيوش بغالبيتهم عبيد أدوات رخيصة بيد الرؤساء، ولربما قام الرؤساء في اخصائهم مثل ما كان يفعل أجدادنا العظام عندما كانوا يخصون ذكور الماعز والغنم لتلافي مشاكلهم الجنسية مع قطعان الماشية من الماعز والاغنام، مع الأسف غالبية الأنظمة السياسية وإن كانت في ظاهرها ذات نظام جمهوري، فإنها لم تؤمن ما يكفي من تشريعات سياسية تتناسب والحكم الجمهوري؛ رئيس جمهورية يصل في انقلاب ولم يخرج أما أن يموت أو يتم إخراجه من خلال انقلاب عسكري لضابط اخر طامع بالسلطة إنّ الموضوع الذي احببت ان اقولها ، بالعراق وغالبية للدول العربية نحن بحاجة لتطبيق نموذج حكم ملكي دستوري يكون الملك رمز لسيادة البلد والحكم يكون من خلال الجماهير من خلال تشريع دستور يعطي الحق لكل المكونات القومية والدينية في المشاركة السياسية من خلال أحزاب سياسية مبنية على أسس المواطنة المتابع الى دور الأحزاب السياسية على امتداد الساعة عشر عاما الماضية بعد سقوط الدكتاتور المهزوم صدام الجرذ الهالك يجد أن دور هذه الأحزاب كان ولا زال شكلياً وفي طريقة حكم الأحزاب وفق مبدأ انظمة ذات حكم شمولي إقصائي استبدادي يقربون أحزابهم فقط ويوظفون تابعهم وان كان جاهلا ومزور لا يملك كفاءة في أي منصب وان كان ذلك على حساب دماء الشعب العراقي، وثبت أن هناك حقيقة مرة علينا أن نعترف بها أن الأحزاب الإسلامية هي الأكثر التقاطاً للفرص وهي الأكثر اللاهثة وراء الحكم ولايهمهم سيل دماء مواطنيهم من شيعة العراق أو الأحزاب الإسلامية التي تمكنت من الفوز سواء في تونس أو في مصر، أو بالسيطرة على كرسي الحكم في السودان من خلال الاخواني عمر البشير، الأحزاب التي وصلت لتمثيل المكونات العراقية لا بفضل كفاءة خاصة ومميزة لتلك الأحزاب وامتلاك مشروع حقيقي وواعد في التنمية والرخاء، بل بسبب قيام امريكا في إسقاط صدام والذي قام بالدور المهم في إسقاط صدام هو الدكتور أحمد الجلبي والقوى المتحالفة معه وهذه الأحزاب البائسة كانت ضد إسقاط صدام ووصلوا للحكم في اسم مظلومية الشيعة وللاسف صمتوا على إبادة قتل مليونان شيعي بطريقة انبطاحية وديوثية قل نظيرها بالتاريخ لايمكن بناء ديمقراطية مع الذباحين من عتاة فلول البعث، والمتابع لوضعنا العراقي يكتشف . أن هذه الأحزاب نفسها فوجئت في سقوط شعبيتها المخزي بين الأوساط الشعبية وعجزوا احتواء الحراك الشعبي الاحتجاجي ولم تستعد لمثل هذا الحراك ولم تخطط لكيفية التفاعل الناجح مع مثل هذه الفترة التاريخية والفرصة النادرة لإسقاط صدام الطائفي المجرم وبناء أسس رصينة لضمان عيش كريم لجماهيرهم الشيعية والكوردية والسنية.

اترك تعليقاً