السيمر / فيينا / السبت 29 . 06 . 2019
رواء الجصاني
—————————————————————
للموتِ فلسفةٌ وَقفتُ ازاءَها، مُتخشِّعا وبُرغمِ أنفي أخشَعُ/ أيموتُ شَهْمٌ تستظل بخيرهِ دنيا، ويبقى خاملٌ لا ينفــعُ ؟!.. بهذين البيتين للجواهري الخالد، وفي أجواء تأثر وحزن صميميّن، افتتحت مساء أمس، جلسة تأبين الشخصية الثقافية والديمقراطية العراقية المميزة، عبد الأله النعيمي، الذي رحل عن عالمنا الجحود، في منفاه اللندني صبيحة السبت 2019.6.22..
وبعد لحظات صمت، وتأمل وأسترحام، امام صورة الفقيد المعمدة بالورود والشموع، تم عرض فيلم قصير عن الراحل العزيز، من أنتاج المقهى الثقافي العراقي في لندن، وأخراج الفنان علي رفيق، تلت ذلك كلمات عميد السلك الدبلوماسي العربي في تشيكيا، سفير دولة فلسطين، خالد الأطرش، والقائم بالأعمال العراقي، أحسان العوادي، ورئيس المنتدى العراقي، د. موفق فتوحي، الذين توقفوا عند محطات من حياة النعيمي، وعطائه الثقافي الثري..
ثم توالت كلمات ومداخلات احباء واصدقاء وزملاء الفقيد، وهم: المدير السابق للقسم العراقي في اذاعة اوربا الحرة، سيرغي دانيلوخكين، د. عبد الحميد برتو، د.عبد المجيد الراضي، ثم المهندس خالد العلي، الذي تحدث بأسم الشيوعيين وأصدقائهم في تشيكيا.. وقد تناولت جميع الكلمات والمداخلات ذكريات هنا، وانطباعات هناك، وما بينهما من خصال وسجايا اجتماعية وقيّم انسانية رحيبة، وخاصة خلال الاعوام الثلاثين الذي قضاها عبد الاله النعيمي في براغ، اقامة وعملاً ومثابرة في التنوير.. كما مشاركاً في الفعاليات الاجتماعية والثقافية والوطنية، التي كان يجمّلها بـ “مملّحات” لا تليق الا به، ومنه ..
دامت جلسة الوفاء والاستذكار نحو ساعة ونصف، وقد أدارها كاتب هذه السطور، نيابة عن المنتدى العراقي ودار بابيلون للأعلام، ومركز الجواهري الثقافي، وكان يتوقف بين كلمات ومداخلات المشاركين بلمحات عجول عن صديق عمره الخلوص، على مدى عقود مديدة. كما تُليّـت أيضاً خلال الجلسة الحميمة برقيات مواساة، وأعتذارات عن الحضور، وفي مقدمتها رسالة التعزية التي بعثت بها سفيرة العراق لدى تشيكيا، سندس عمر علي، نوهت خلالهما بمجهودات الفقيد الثقافية وتراجمه، ونشاطاته الاعلامية..
*** لقطـــــــات …
– تم خلال جلسة التأبين توزيع بطاقة تعريف موجزة عن الراحل الجليل، جرى أعدادها بالمناسبة، وشملت تعريفا موجزا بمحطات عن حياة الفقيد، وسيرته ومنجزاته العامرة..
– ساعدت في أدارة الجلســة: د.عواطف جبــو.. – صور الحفل التأبيني بعدسة د. نبيــل الورد ..
*** ومن بطاقة عبد الاله النعيمي، وسيرته الشخصية:
– ولد بمنطقة الفضل في بغداد، عام 1945 وحاصل على بكالوريوس الفيزياء..
– مثقف من الطراز الأول، امتهن الاعلام والترجمة وبات من اهم المترجمين العرب في حقول مختلفة، وله نحو ثلاثين كتابا وبترجمة مشهود لها، لأمهات الدراسات والكتب والبحوث السياسية والثقافية والاقتصادية وغيرها، ومنها “شيعة العراق، نهاية الحرب الباردة والعالم الثالث” و” 10 ساعات هزّت العالم” و” الإثنية والدولة، الأكراد في العراق وإيران وتركيا” و”التاريخ الاقتصادي لعصر الامبريالية” و”الأمة والدين في الشرق الأوسط” ومؤلف أدبيّ بعنوان “بجعات بريّة”...
– عمل محررا في صحيفة الحزب الشيوعي العراقي “طريق الشعب” ببغداد خلال السبعينات الماضية، وحتى اضطراره للأغتراب الى لبنان في اواخر ذلك العقد، مع مئات المثقفين وغيرهم، بعد أشتداد الغدرة البعثية اللئيمة ضد الوطنيين والديمقراطيين..
– استقر عام 1979 بكامله تقريبا في بيروت، مشاركا في نشاطات المعارضة العراقية ضد الارهاب والقمع في العراق، وعمل في تلك الفترة في عدد من مجالات الاعلام الفلسطيني.
– اقام في براغ ثلاثين عاما، بدءا من مطلع الثمانينات الماضية، وعمل أثناءها في مؤسسات عديدة، اعلامياً، ومترجما من العربية الى الانجليزية، وبالعكس، ومنها في مجلة قضايا السلم والاشتراكية، سكرتارية اتحاد النقابات العالمي، اذاعة اوربا الحرة… كما شارك في العشرات من المؤتمرات والندوات الدولية.
– شارك في تأسيس دار بابيلون للأعلام ببراغ، ورأس تحرير اصداراتها خلال الفترة 1991-1996 وكان مواكبا نشاطاتها وشؤونها حتى رحيله..
– أحد المشاركين الأوائل في تأسيس مركز الجواهري الثقافي ببراغ، وساهم في العديد نشاطاته الاعلامية، وفي اصدارته باللغتين العربية والانجليزية.
– عمل محررا واعلامياً بموقع (ايلاف) في لندن للأعوام 2015-2019 وفي أكثر من مجال..
– موصوفٌ من الأصدقاء والمعارف القريبين والبعيدين، بالتواضع والألفة الاجتماعية، والخصال والسمات الانسانية، مما جعله قريباً من الجميع، وعلى مدى حياته الزاخرة بالعطاء.
– متزوج من السيدة يسار صالح دكله، ولهما أبنان: فارس وعمر.
– توفي في لندن صباح السبت 2019.6.22 ووريّ جثمانه الثرى في لندن ظهيرة الجمعة 2019.6.28..