الرئيسية / مقالات / غضب الله …

غضب الله …

السيمر / فيينا / الاحد 15 . 09 . 2019

حسن حاتم المذكور

1 ــ  حلمت بكامل يقظتي, رأيت الله غاضباً يتسائل, هل حقاً وانا خالق الأرض, ارى عليها تلك الزوائد, تتنافق بأسمي وتسرق عبادي, وتترك لهم كُفر الجوع, ثم تدعوهم لدفع خمس قوتهم, ثمناً لشفاعتها, اهكذا تُجلد عقول المستضعفين, مندهشاً مفجوعاً من هول مجزرة القيم, والشعوذة بأسماء احفاد آخر الأنبياء, وافزعه دسم الفساد متخثراً على اللحى والوجوه, هل تستحقني هذه الكيانات الفاسدة المفسدة, الم اجد غير المارقين لأكلفهم؟؟, , استجابت السماء لغضب الله, امطرت دموعها البيضاء, فأنفجر الصمت  الشعبي لعباد الله, شاهدت شياطين النهي عن المنكر, تخرج غيوماً سوداء من تحت لحى وعمائم السماحات, هتفت بأسم الله والعراقي ـــ انتصر العراقيون ـــ ايقظتني روح منتفض لصديق اغتالوه قبل خمسة اعوام, “تحرر من كابوس يقظتك قال, وواصل الطريق حتى يكتمل الأنفجار”.

2 ـــ كان الكابوس البعثي يكبسنا في اواسط الليل, يسلخ جلودنا يغيّب احبائنا, يطارد الوطنيين بأبشع التصفيات الجسدية, كان احط نظاماً عرفه التاريخ العراقي الحديث, مع تلك البشاعات الدموية, ظل العقل العراقي عصياً على التصفية, كابوس الأسلام السياسي, يمارس وحشيته ونحن في كامل يقظتنا, يغتال العقل ويجتث بقايا الوعي, يؤدلج ابناء الشعب الواحد, ليجعل منهم حطباً للفتنة, ما اسخف المقارنة, بين اشتراكية البعث وديمقراطية الأسلام السياسي, ومصير الطغاة حفرة للفضائح, حتى ولو زوروا ارادة الناس واصواتهم, في بيعة او فوز ساحق, هكذا لم يتعلم اغبياء الطغاة من مصائر بعضهم, مثلما لم يتحرر اغبياء ضحاياهم, من تبعيتهم الطوعية لجلاديهم.

3 ـــ غضب الله سيكون عقاباً, كيف تجرأت تلك الزوائد الوقحة, على اغتيال عقول عباده وتشويه وعيهم ومسح ذاكرتهم,, والذي يفقد عقله يفقد معه ادميته, ويموت حياً غبياً, وتلك معصية لا ذنب له فيها, الله يتألم في العراق, وعلى العراقيين ان يستدلوا بعقلهم في الطريق اليه, فالدين الأسلامي (كرسالة) مات مع النبي محمد, فأدلجته الخلافة والملكية, بالقبلية والعشائرية والطائفية والصراعات الدموية على السلطة والثروات, فأصبحت احزاب الأسلام السياسي, الواجهة الدموية لشوفينية المذاهب, سنية كانت ام شيعية ام وهابية, فجميعها خرجت من ضلع الأسلام, محتفظين بجهلهم وجاهليتهم, حتى اختزلت داعش مضمونهم الوحشي في العنف والألغاء, يتسائل الرب, كيف لفاسد محتال لا مثوى له غير جهنم, ان يكون وسيطاً بيني وبين عبادي, ثم يستغفل بسطاء امتي بشفاعة كاذبة, كيف ومن جهنم, يوزعون على المستغفلين عقارات في الجنة, يا لهول الأمر, ارى وجوههم تتشقق من قلة الحياء, غضبت قيم السماء وغسلت دموعها وجه الأنتفاضة الشعبية في الجنوب, كان امر الله جلي, ان يكون مصير تلك الزوائد كمصير من سبقها, وربما اسوأ, فأن الله قد يمهل لكنه لا يهمل, وغداً لناظره قريب.

4  ـــ  الأحزاب الأسلامية لا يمكن للوطن ان يأتمنها على نفسه, والمواطن على عقله, والآخر على مصيره, حتى بعضهم لا يأتمن بعضهم, مزورون لا يمكن لحقائق التاريخ ان تصدقهم, وان لم تكنس غبارهم مكنسة الوعي العراقي, وتعود المكونات العراقية, مسيحية صابئة مندائية ازيدية يهودية, ويقف ابناء الشمال العراقي وغربه, على ارضية الأنتمناء, سوف لن تجد الوطنية العراقية, سكينة لها على ارض العراق, لا حكمة في المقارنة بين نظام بعثي وآخر اسلامي, كمن يقارن بين, الموت شنقاً ام رمياً بالرصاص, فكلاهما يتبادلا ادوار الموت العراقي, عبثية غبية انتظار من سينتصر, امريكا على ايران ام العكس, فكلاهما يتخادما في نقطة المصالح, عبر الأبقاء على العراق, جريحاً منهكاً على سفرة التقسيم, لم يبق للعراق غير اهله, عندما يخرج وعيهم, من داخل كلس المذاهب, ويستجيبون لغضب الله, وصرخة السماء في انتفاضة الجنوب.

ملاحظة : الجريدة غير مسؤولة عن كل ما ورد بالمقالة من آراء ..


اترك تعليقاً